كل شيء لا يعتمد على أسس و قواعد ـ ما ـ يعتبر فوضوي ، و كل فوضوي فمن المؤكد انه لا يمكن التعرف عليه و لا التنبؤ بما ستؤول عليه حاله .
فهل ان الدعوة إلى ( الاعتباطية ) و ( الفوضوية ) في الكتابة هي نظرية جديدة تدعو إلى الحرية ، و إلى ضرب القيود عرض الجدار . أم انها ( انفلاتية ) سيصعب معها الفهم ، و سيكون مستحيلاً معها معرفة هل حصل تقدم أم تقهقر أم توقف في واقع ( الكتابة ) و ( توصيل المعلومات ) و ( سلم العلم و المعرفة ) .
لقد ثارت في الفترة الأخيرة دعوات نحو ( التحرر ) أو ( الحرية ) في الكتابة . و في واقع الأمر لا نعرف الأسس التي تعتمد عليها هذه الدعوات .
نقول : هل هذه ( الحرية ) أو ( التحرر ) معلوم و له اسس ام هو بلا اسس اصلاً .
فإن كان له اسس فالرجوع إلى المربع الأول هو هو . اما ان كان بلا اسس فهي ( الفوضوية ) بكل معنى الكلمة . ذلك ان للعلوم اسساً و مرتكزات و مدارج تأتي شيئاً فشيئاً .
في واقع الأمر ان هذا الجدل العقيم ما بين دعاة ( المنهجية المحضة ) و دعاة ( الفوضوية المحضة ) في الكتابة و غيرها ما هو إلا جدل للإلهاء و لتشتيت الأذهان ، و هو نوع من ( الحرب الناعمة ) الخفية التي تستهلك عقولنا و طاقاتنا و تبعدنا عن الهدف الحقيقي . دوامة يضعها ( المتربصون ) ليستغلوا بها عقول ذوي ( الفراغ ) لإبعادهم عن واقعهم و عن ثوابتهم . |