• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَهُوَ عْامُ الحَسْمِ؟ .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

أَهُوَ عْامُ الحَسْمِ؟

   *ادناه الجزء الاوّل من الحوار الصّحفي الذي أجراه الزّميل السيد أمجد الموسوي لموقع (المواقف) الاليكتروني؛ 

   السّؤال الأول : هل سیکون (٢٠١٦) عام تحرير العراق من تنظيم (داعش) الإرهابي؟.

   الجواب؛ هذا ما بشّرنا به القائد العام للقوات المسلّحة رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي، الذي أكد في اكثر من مناسبة بانّ هذا العام هو عام تحرير كامل الاراضي العراقية من قبضة الارهاب.

   امّا المؤشرات الميدانية فهي الاخرى تشير الى ذلك، فلقد تمّ وضع الخُطط التفصيليّة لعمليّة تحرير الموصل، بالاضافة الى التنسيق المطلوب بين كافّة القوّات التي ستشترك في التحرير، بما فيها المركز والإقليم، وبغداد وحلفائِها، كما ان الانتصارات الباهرة التي حقّقتها القوّات المسلّحة العراقية في محاور صلاح الدّين والرمادي، والتي هي بمثابة المقدّمة الواجبة والضّروريّة قبل انطلاق عمليّة تحرير الموصل، ان كلّ ذلك يشير الى انّهُ عام التحرير الكامل باْذن الله تعالى، فليس من المعقول والمقبول ابداً ان تظلّ ثالث اكبر واهمّ مدينة في العراق واقصد بها الموصل، ان تظل مدّة أطول تحت سيطرة الارهابيّين الذين دمّروا فيها كلّ شيء، فقتلوا الانسان واغتصبوا النساء ودمّروا الحضارة والمدنيّة والتّاريخ والآثار وكلّ شيء.

   انّ حلّ الكثير من الأزمات متوقّف على تحرير الموصل، ومن ابرزها أزمة النّازحين الذين يتطلّعون الى فجر النّصر ليعودوا الى ارضهم ومنازلهم، وليعود الأطفال الى مدارسهم، فالمرءُ لا يجدُ نَفْسَهُ الا في بيتهِ وأرضهِ.

   كما انّ الأزمة النّفسيّة والصّدمة الرّوحية التي تلقّتها الأقليّات في مدينة الموصل وسهل نينوى على يد الارهابيّين، لا يمكن التقليل من آثارها السلبيّة بعيدة المدى ما لم يعود الأهالي الى ارضهم ومناطقهم ومنازلهم ومراقدهم ومعابدهم، ليشعروا من جديد انّهم اصحاب هذه الارض، وأنهم باقون فيها رغماً عن أنف الارهابيّين.

   السّؤال الثاني: بعد تراجع خطر داعش، لماذا زادت الولايات المتحدة عدد قوّاتها في العراق؟.

   الجواب؛ لازال الارهاب يشكّل خطراً في العراق ولا ينبغي الاطمئنان الى الإنجازات الامنيّة والعسكريّة الباهرة التي تحققها القوات المسلّحة العراقية بأَي شكل من الأشكال، مع كل اهمّيتها، ولذلك يجب ان نبقي على أقصى درجات الحيطة والحذر والاعداد الاستخباراتي والتنظيمي والعسكري وكذلك على صعيد الخطط والاجراءات الامنيّة والعسكرية لحين تحرير آخر شبر من ارض العراق الطّاهرة من براثن الارهابيّين القتلة.

   تأسيساً على هذه الحقائق فانّ الحكومة العراقية تسعى جاهدة لتهيئة كل مستلزمات التحرير الكامل ومنها التعاون المستمر مع التّحالف الدولي في الحرب على الارهاب والتي تقوده الولايات المتحدة والذي تشكّل في الأساس بناء على طلب من جمهورية العراق عندما اجتاح الارهابيّون البلاد واحتلّوا نصف العراق قبل حوالي عامين.

   وتأتي الزيادة في القوّات الأميركيّة الخاصة في العراق، والتي جاءت بناء على طلبٍ رسميٍّ من قِبل بغداد، في هذا الإطار.

   هذا من جانب، ومن جانب آخر، فانّ الحرب على الارهاب اليوم لم تقتصِر على العراق فقط وانّما على الأقل في سوريا والعراق بعد ان تبيّن بشكلٍ قاطعٍ ان الارهابيّين كانوا ينوون تأسيس (خلافتهم) في المنطقة الجغرافيّة الممتدّة بين البلدَين، ولذلك يلزم ان تتضاعف الإجراءات الامنيّة والعسكريّة بِما يضمن تدمير الارهابيّين في هذَين البلدَين على حدٍّ سواء، اذ لا يمكن ان نرى عراقاً آمناً من الارهابيّين والى جانبهِ محيطٌ ملتهبٌ يسرح فيه الارهابيّون ويمرحون.

   انّ العراق يسعى لتدمير الارهابيّين من الجو وقطع طرق الامداد والتّواصل قبل شنّ معركة التحرير الاخيرة في الموصل، لتقليل عدد الضّحايا الى أدنى المستويات، وكذلك لتقليل الدّمار الى أدنى مستوياتهِ، فكلّنا نعرف جيداً بانّ الارهابيّين يتّخذون من الأهالي دروعاً بشريّة كما انّهم يلغّمون كلّ شيء من شوارع ومباني وغير ذلك لعرقلة تقدّم القوات على الارض، وكل هذا بحاجةٍ الى خطط محكمة لتقليل الخسائر في الأرواح والمباني، وهذا يتطلّب خبرات وتقنيات عالية الجودة طلبتها بغداد من حلفائِها في التّحالف الدولي.

   السّؤال الثّالث: ما هی الأهداف التي تسعی لتحقيقها ترکیا من خلال تدخّلها العسکري في العراق؟.

   الجواب؛ تركيا تحت سلطة الحزب الحاكم تمرّ في أسوأ حالاتها وظروفها سواء على الصّعيد الامني والعسكري او على الصّعيد السّياسي ولذلك فهي تحاول ان تصدّر ازماتها المتفاقِمة يوماً بعد اخر الى خارج الحدود وتحديداً الى العراق وسوريا.

   هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنها تحاول استغلال الظّروف الامنيّة والعسكرية القلقة على طول حدودها مع العراق لتحقيق اطماعها التاريخيّة فيما يعرف تاريخياً بولاية الموصل.

   انّها تحاول ان تكون موجودة بشكلٍ او بآخر في معركة تحرير الموصل، وهو الامر الذي لن يتحقق لها مهما فعلت، ولذلك فانّ من الأفضل لها ان تحترم نفسها وتتعامل مع جيرانها بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي بلدٍ مجاور، والا فاليوم له ما بعدهُ، وستدفع انقرة الثّمن غالياً اذا ما تمادت في سياساتها الرّعناء الخرقاء إزاء العراق.

   عليها ان تتذّكر بانّ لها مصالح واسعة جداً مع العراق فلا ينبغي لها ان تتعامل معه بغباءٍ، فستخسر كل مصالحها في العراق ان عاجلاً ام اجلاً، وعليها ان تتذكر دائماً بان العراقيين لن ينسوا اعداءهم كما انّهم لن ينسوا أصدقاءهم!.

   كذلك، فانّ انقرة تحاول ان تتناغم بسياساتها مع سياسات نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، ولذلك نلاحظ انّ قراراتها بصدد الأزمة السّوريّة مثلاً تعقب في كلّ مرّة قرارات الرّياض وتأتي منسجمة معها!.

   السّؤال الرّابع: هل ستحصل مواجهة بین الجيشَين العراقي والترکي في حال عدم انسحاب الأخير من العراق؟.

   الجواب؛ لحدّ الان لم يجر الحديث بهذا المستوى من التصعيد بين البلدين، فالعراق لازال يتحاشى الصّدام المسلّح مع جارتهِ الشّمالية، لانّهُ يركّز كلّ جهده الان في الحربِ على الارهاب، وهو ينتبه جداً الى ان لا يفتح ايّة جبهة قتاليّة اخرى الى جانب جبهتهِ مع الارهاب، ولقد أشار السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي الى ذلك في اكثر من مناسبة.

   لازال الجهد السّياسي والدّيبلوماسي هو الخيار الأفضل بالنسبة الى بغداد والاداة المفضلة للضغط على تركيا لتسحب آخر جندي لها من الاراضي العراقية، وهذا ما أكّد عليه رئيس الحكومة في جولته الأوربية الاخيرة، اذ سعى لدى قادة العالم وخاصة الأوربي، على اعتبار انّ انقرة تتطلّع لعضويّة الاتّحاد الأوربي، للضّغط على انقرة لسحب قوّاتها المسلّحة من الاراضي العراقية وبالطرق السّياسية والدبلوماسية، قبل ان يضطر العراق للّجوء الى الوسائل الاخرى.

   امّا اذا ارادت انقرة ان تتغافل عن كلّ هذه الجهود وأصرت على عدم سحب قوّاتها من العراق، فعندها لن يبقى امام العراق الا الخيار العسكري لطرد قواتها من أراضيه، فهو آخر الدّواء عندما لا يستوعب الطّرف الاخر الكلام السّياسي والجهد الدبلوماسي.

   *للاطلاع على كامل الحوار في الموقع الاليكتروني؛

   http://mawaqif.net/?p=9690

   يتبع

   ١٩ شباط ٢٠١٦ 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28