• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : ( كيف يهاجمون القيادة الدينية ) الحلقة الأولى .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

( كيف يهاجمون القيادة الدينية ) الحلقة الأولى

 من المهم جداً أن تلاحظ هذه النقاط الثلاثة كمقدمة .. لتعرف لماذا يجب أن تقرأ المقال رغم طوله .
🔴 أولاً 🔴
أقول لكم بصراحة : إن الصبر على إتهامات وتسقيط الماكنة الإعلامية الضخمة لأعداء التشيع يحتاج صبراً كصبر الأنبياء . 
لماذا ؟؟ 
لأن القرآن يسميه ( عزم الأمور ) أي أشد الأمور التي تحتاج لعزم مميز .. بسبب المستوى العجيب من الدناءة والطعن في كل ما يتعلق بك من عرض وكرامة وشرف وكل شيئ ..لا يسلم من هؤلاء .. إنظروا كيف يقول القرآن ذلك مع إستخدام لام التوكيد + نون التوكيد :
( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٨٦) آل عمران .
🔴 ثانياً 🔴
هل ترى كيف أنهم خط مستمر من زمان الأنبياء السابقين الى زمان النبي الخاتم .. ومن بعده حتى يأذن الله .. لدرجة أن القرآن بعظمته .. ينبهنا الى إستمرار هذا الخط وتشابه أفراده بصيغة سؤال تعجبي ( هل تواصت أجيال المنحرفين فيما بينها لتتشابه هكذا ) ؟!! :
(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢)أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣) الطور .
🔴 ثالثاً 🔴
لعلك تستغرب : كيف تضاعف الهجوم على الحوزة العلمية مابعد فتوى الجهاد الكفائي .. بينما المفروض حصول العكس وأن الناس أصبحت تفهم المرجعية ويقضتها وقدرتها على التعامل مع الظروف . 
أليس لهؤلاء أعراضاً أو مقدسات أو أموال يعترفون للمرجعية بفضل صيانها بذلك النداء الإلهي ؟؟ 
ألا يرى هؤلاء كيف يحضر رجال الدين في الخطوط الأولى للمواجهة ويقدمون القربان تلو القربان ؟؟ 
هل يتميز عنهم رجال الدين في ترف حال او بطر معيشة ؟ 
هل أهان وجودهم كرامة هذا الشعب أم حفظها ورفعها الى العلياء ؟؟ 
هل هم من ملة أو دين آخر ... لينبذوهم هكذا ؟ 
أسئلة لاتدل على خوف من ضياع شيئ .. فالناس مع العلماء بحمد الله .. ولكنها تدل على حزن كبير لعقول بعض من صاروا ألعوبة بيد ماكنة الاعلام . 
سنعرف جواب ذلك خلال هذه السطور : 
___________________________________
@ والآن دعونا نعرف أهم ثلاثة طرق يستخدمها أعداء الدين والمذهب لمهاجمة القيادة الدينية .. وكما جربها العدو مع الأئمة المعصومين .. فقد جربها ورثة العدو .. مع ورثة الأنبياء والأئمة عليهم السلام وهم العلماء . إنه الخط المستمر المتوارث الذي تكلمنا عنه .
@ وكما كان للأئمة عليهم السلام مجموعة تعاليم تحفظ المنظومة العقائدية في ذهن الفرد الموالي من هجمات الزنادقة والنواصب والمخالفين في زمانهم .. فقد ورثها علماؤنا وتمسكوا بها لتحفظ لهم كيان التشيع .
@ وإسمحولي أن أعبر هكذا : لدينا خطوط فكرية دفاعية في مذهبنا تصون ( قلب المفاعل الإلهي ) وهو القيادة الدينية .. مهما تعرض للصدمات العالمية الكبيرة . وهذا هو فرق المذهب الشيعي عن بقية المذاهب التي ضربت قيادتها الدينية بالصميم فدخلت في مرحلة الشتات الفوضى اللامتناهية .
الطريق الأول : ( إسقاط القداسة ) 
_________ 
في كتاب الله آيات كثيرة ترصد أسلوباً يستخدمه المشركون وهو محاولة فصل النبي عن السماء وأنه لايمثلها وإسقاط القداسة عنه ..ساحر .. مجنون .. بشر مثلكم .. يعلمه بشر .
# كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) الطور .
# فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ (٢٤) المؤمنين . 
# وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ (١٠٣) النحل .
@ لاتتصوروا أن مثل هذا الكلام في زمان النبي كان وقعه سهلاً أو معدوماً كما نقرؤه الآن .. بل كان كلاماً له وزنه في مجتمع بسيط يمكن خداعه .. وماكنة إعلامية يمولها كبراء القوم الذين يخشون أن تضيع مصالحهم .
@ وهؤلاء لن يتركوا القيادة الدينية من دون أن ينالوا من قداستها بشتى الطرق .. ولذا كانت تصرفات مراجعنا كلها مبنيه على حفظ هذا المقام العظيم والأمانة الثقيلة بشكل حازم يسكت أفواه المعترضين .
@ يذكر الشيخ الكوراني العاملي أنه سمع من سماحة السيد السيستاني دام ظله أن أولى أولوياته هي إعادة الإعتبار والهيبة لمرجعية الشيعة .. وذلك لشعوره بخطر هجمة الأعداء على هذا المنصب الكريم .
@ هل يتصور شبابنا أن محاولات إسقاط القيادة بدأت اليوم ؟؟ 
كلااا هيهات .. هذا طريق إختبار بدأ منذ الأزل وسيبقى حتى الفرج .. ولكن من لايقرأ التاريخ يستعظم الواقع ويضيع في متاهاته .
🔵 الإمام علي لم يسلم في قداسته عندما حاول الخوارج سلب هذه القداسة فقالوا ( الحكم لله لا لك ياعلي ) 
🔵 الإمام ن لم يسلم .. عندما صاح الكثر في معسكره ( كفر والله الرجل بصلحه مع معاوية ) .
🔵 حتى يزيد المعلون رغم قبحه وتجاهره بالفسوق .. حاول إسقاط قداسة الحسين ليهون أمر جريمته فأخذ يردد : 
لعبت هاشم بالملك فلا .. خبر جاء ولا وحي نزل .
🔵 الإمام الباقر لم يسلم .. فظهر الزيدية يسقطون قداسته ويفصلونه عن مقامه الرباني . 
🔵 الإمام الكاظم لم يسلم .. فظهر الفطحية والإسماعيلية يسعون بكل طريق لإسقاط حرمته وقداسته وأخذوا خلقا كثيراً . 
🔵 الإمام الرضا عليه السلام لم يسلم .. فظهر الواقفة يعتبرونه ظالماً كافراً في دعواه الإمامة بعد الكاظم عليه السلام .
@ أيها الأحبة : لم تكن كل هذه الخطوط مجرد أشخاص مجانين .. ولم يجذبوا الناس لهم بمجرد التحدث بكلمتين وإنتهي الأمر . 
وإنما كانوا من أكابر القوم المؤثرين النافذين في المجتمع .. وبعضهم كان من رجال الدين الكبار من وكلاء الأئمة عليهم السلام .. وكان لديهم الكثير مما يقولونه في إتهام الأئمة الأطهار عليهم السلام .. وإلا كيف إقتنع الناس بهم وحاربوا الأئمة المعصومين بسبب كلامهم ؟!!
@ يجب أن نشكر الله تعالى أننا لم نكن في محل الإختبار ذلك الوقت .. فالإشتباه في شخص السيد السيستاني والنيل من حرمته .. أهون من الإشتباه في قدسية الإمام المعصوم .
@ واليوم يستمر نفس الخط من التسقيط والتشكيك .. وعلى نفس نهج السابقين 
فعدونا لم يكتف بإسقاط القداسة عن الأئمة .. فلاحقهم حتى في ألقابهم فسلبها .. كالصديق والفاروق والرشيد والمتوكل وغيرها . فوصل بهم الإسفاف الى تحويلها الى معركة ألقاب . 
كذلك الحال الآن .. فمشكلة البعض كيف يسقط لقب ( نائب الإمام ) عن القيادة العلمائية .. وكيف يحارب لقب ( آية الله ) وكأنه موصى بذلك . 
@ وكما قال عدو الأئمة فيما سبق ( حسبنا كتاب الله ) ليسقط قداسة الثقل الثاني والحاجة إليه .. كذلك النعرات التي تنطلق اليوم بالقول ( لدينا عقولنا والقرآن موجود ) و ( المرجع شخص مثلنا ) وكأن العلوم الدينية والدراسات الفقهية لها من الهوان والبساطة أن تكون في متناول الجميع ويستغنون بذلك عن العلماء !!
وليتهم قالوا للطبيب لدينا عقولنا وكتب الطب .. أو للمهندس لدينا عقولنا وخرائط الهندسة !!
@ لقد وصل التبجح ببعض ( المتوهمين ) أن يظهر بكل صلافة على الفضائيات ويقول بلسان صريح : إذا كان عندي مشروع أؤمن به كمرجعية حركية فلابد من إسقاط مشروع المرجعيات الموجودة كمقدمة لبناء هذا المشروع !!!
@ ويظهر الآخر ليتهم العلماء بأنهم فراعنة .. لمجرد أنهم رفضوا مشروعه المنقوص وغير الناضج .. بل ليتهم رفضوه .. لقد كان سكوتهم لوحده كافياً للدلالة على عدم إكتمال هذا المشروع .. فهل صار الإختلاف يجر لهتك حرمة العلماء ؟!! .
@ وهل كانت هذه سيرة علمائنا .. وهل حقق الخميني العظيم نجاحه بهذه الطريقة ؟؟ وهل سلك الشهيد الثائر محمد باقر الصدر هذا الدرب في تشييد أفكاره العملاقة ؟؟
وهل من زمان أنحس وأنكد من هذا الزمان الذي يصفق فيه بعضهم لمثل هذا الكلام الذي يؤلم قلوب الأئمة عليهم السلام .
@ هذا يفسر لك سبب خوف المجدد الشيرازي قدس سره صاحب ثورة التنباك وبكائه بعد أن هزم الأنكليز وحطم مشروعهم في إيران .. فقال : لقد عرفوا الآن سر قوة هذا المذهب .. وأنه يكمن في ارتباطه بعلمائه .. فكم سيعاني العلماء بعد الان من خبث الإنگليز .
@ وإن لم يكن للعدو نصر في إسقاط القيادة من الأساس .. فعلى الأقل كثرة التشهير والتسقيط ستبني حاجزاً نفسياً من عدم الرغبة والانسجام .. بين الشباب والعلماء . وحسبهم بذلك إنجازاً يبقي الوضع مربكاً .. ويجعل أمثالي من أصحاب اللأقلام الفقيرة مشغولين بالواقع الداخلي يبذلون مالديهم من وقت وجهد في رد الإتهامات .. وتثبيت القلوب .. بدل أن نتحول الى طرح فكر أهل البيت على الاخرين وغزوهم في عقر دارهم بأدلتنا .
@ ومن عظم البلاء أن بعض المنتسبين لهذا الخط الطاهر ساهموا في هذا الحال بسوء تصرفهم .. وهذا ماسنتكلم عنه في الحلقة القادمة .. ولكنه مع ذلك لايعطي العذر لهذا الجفول عن حوزة آل الرسول . لأن من كان ذا غيرة عليها يغضب أن أهانها وتقمصها من ليس أهلاً لها .. لا أن يتركها ويمضي وكأنها لاتعنيه .
@ هكذا هي المعركة .. فليتذكرها كل من يجد في نفسه جفاء من عمامة رسول الله .. بدون سبب منطقي .
@ وعندما يعجزون في الطريق الأول وهو إسقاط قداسة القيادة الدينية من الخارج .. سيسلكون الطريق الثاني والأخطر وهو إسقاطها من الداخل ( إختراق القيادة الدينية ) 
 
يتبع في الحلقة القادمة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74894
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19