• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عندما يموت الأنسان بداخلنا سرقة المغدورين؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

عندما يموت الأنسان بداخلنا سرقة المغدورين؟!

 أن الأنسان أكان أمرأة أم رجل تتحكم بأخلاقيته وتصرفاته وتعامله سواء مع نفسه أو مع الآخرين (مخافة الله وصحوة الضمير) وهذه تعد الركيزة الأساسية لمنظومة الأنسان الأخلاقية، فأن أهتزت هاتان المفردتان وماتت لدى أي شخص كان فأنه بالتأكيد سيكون أشبه بالغول يعمل ما يشتهي بدون أي واعز أو رادع!.
 وما أحوجنا في مثل هذه الظروف التي نحياها، وبعد مضي أكثر من 13 سنة على سقوط النظام السابق، وبعد الذي جرى علينا من ويلات ومصائب أن نخاف الله بحق وأن نكون على أعلى درجة من صحوة الضمير في ظل هذه الفوضى وغياب الدولة والقانون الذي حل محله قانون العشيرة وبعد أن سادة شريعة الغاب حيث البقاء للأقوى!.
 وبقدر ما أثرت وبشكل كبير على العراقيين ظروف الحرب والحصار وسياسة التجويع والتخويف في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي أبان فترة النظام السابق حيث سقطت المنظومة القيمية لأخلاقية  البعض منهم .
 والتي تجسدت بشكل واضح عقب سقوط النظام السابق بمشهد (الحواسم) الذي وبلا شك عكس صورة معيبة ومؤلمة شوهت صورة المجتمع العراقي المعروف بألتزامه بكل معاني القيم الأخلاقية ولكن بالمقابل ظل الكثيرين من العراقيين متمسكين بأخلاقيتهم وبمباديء الشرف والغيرة والعفة والنزاهة رغم قسوة وضغط تلك الظروف العصيبة التي مربها المجتمع العراقي.
ومع الأسف لم تنته صورة ومشهد الحواسم! كما أعتقدنا بأنها كانت ردة فعل وستزول وتتوقف مع زوال النظام السابق وما رافقه من تداعيات، ولكن ما جلبه الأحتلال الأمريكي للعراق من ويلات ومصائب وما أسسه من نظام سياسي فاشل يقوم على أساس المحاصصة السياسية والطائفية والقومية والأكثر ألما ومرارة هو فساد الطبقة السياسية الحاكمة بشكل ليس له شبيه في العالم!
 وما رافق ذلك من صراع بين الأحزاب السياسية والتي أدت الى أشتعال الفتنة الطائفية بين العراقيين ودخول العراق في نفقها المظلم الذي لازال يتخبط فيه، وما نتج عن كل ذلك من بؤس وفقروجوع وتخلف وجهل وأنتشار دودة الفساد في كل مرافق الدولة ومؤسساتها وأنفتاح جبهة الحرب ضد الأرهاب المتمثل بتنظيمات القاعدة وداعش وغياب أي صورة للعدل وأي شيء أسمه القانون،
 كل ذلك ادى الى أستشراء صورة اللاأدب واللاأخلاق وسقوط باقي قطرات الحياء لدى الكثير الكثير من العراقيين حيث أستطاعت ومع الأسف العملة السيئة من طرد العملة الجيدة!
 فهؤلاء الذين لم يعرفوا مخافة الله والذين ماتت  ضمائرهم ولم تبق فيهم وعندهم أية بقية باقية من منظومتهم الأخلاقية، لم يسلم من أذاهم وشرهم  حتى الذين يسقطون شهداء على أثر العمليات الأرهابية!
 مستغلين ظروف الفوضى التي أصبحت أحد العناوين البارزة للحياة في العراق وضعف اجهزة الدولة الأمنية وفسادها، فبالوقت الذي يسارع العراقييون لنجدة الجرحى ونقل الشهداء الذين يسقطون بسبب الأعمال الأرهابية
 يستغل هؤلاء المجرمون من أمثال هؤلاء ظروف الهلع والهرج والفوضى التي ترافق أعمال التفجيرات ليقوموا بسرقة ما تقع وتصل أليه أياديهم من مبالغ نقدية ومصوغات ذهبية وحتى وثائق رسمية تعود للمغدورين من شهداء وجرحى وهذه ومع الأسف صارت حديث الشارع عقب كل تفجير وعملية أنتحارية يقوم بها الأرهابيين!!.
 وبقدر حجم الألم الكبير بفاجعتنا ونكبتنا في واقعة الكرادة ألا أن ألمنا كان أكبر عندما تداول الناس أحاديث عن قيام البعض من أستغلال أجواء الفاجعة وما رافقها من هلع وأضطراب وفوضى ليقوموا بسرقة الشهداء الذين سقطوا بسبب حادثة الكرادة وسرقة مابقي في المحلات، وحتى سرقة الدور بسبب أنشغال أهلها وأصحابها  بمشاهد واخبار الفاجعة.!!
 ويبدو أن هذه المخاتلة وأستغلال هذا الظرف المفجع المؤلم من قبل هؤلاء العديمي الضمير لم تعد بجديدة وغريبة! حيث يتحدث الشارع العراقي بأن هذا ما يحدث دائما ويرافق كل حادث تفجير!!؟
 وفعلا هذا ما ذكرني  بما جرى من مشاهد مؤلمة في حادث أستهدف عدد من محلات الصاغة في منطقة البياع عام 2010! من قبل عصابات الجريمة المنظمة فبعد أن تم أستهداف أصحاب المحلات وقتلهم وسرقة كميات كبيرة من الذهب بعملية وكأنك تشاهد فيلم من أفلام هوليوود!
 أستغل البعض ممن وصفناهم بعديمي الضمير أجواء  الفوضى والهلع  ليدخلوا محلات الصاغة المغدورين ويسرقون المتبقي من الذهب الذي لم يستطع القتلة  سرقته والذي تبعثر بفعل العمل الأرهابي المجرم،
 والمشهد المضحك المؤلم أن أحد الأشخاص سرق حفنة من الذهب وهرب وبين صيحات الشرطة والمواطنين وهم يركضون وراءه وما أن مسكوا به حتى رفع يده مستسلما وهو يقول( اني حرامي مو أرهابي!)
 والأكثر ألما ما تناقله الناس عن تلك المرأة التي ألقي القبض عليها وهي تخبيء تحت عبائتها يد مقطوعة لأمرأة سقطت بفعل أحد العمليات الأرهابية لكون اليد كانت فيها بعض المصوغات الذهبية الثمينة!!
 أن أمثال هؤلاء يستحقون عقوبة أقسى وأشد من عقوبة الأرهابيين والقتلة والمجرمين أنفسهم، ولكن أين الحكومة وأجهزتها من أمثال هؤلاء الذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا على نسيج المجتمع العراقي الذي لم يعد خافيا على أحد مدى التمزق والتشتت الذي يعاني منه!. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80848
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19