• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشعب العراقي المجرم .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

الشعب العراقي المجرم

ليس كل الشعب طبعا، ولكنني أستخدم هذه العبارة لإحداث نوع من العصف الذهني..
وينطبق هذا على كثير من الشعوب العربية المغلوبة على أمرها والمشاركة في تدمير حاضرها ومستقبلها..
لاتظنوا أن الله لايحملنا المسؤولية عما يجري في بلادنا. فمجموعة من الزبالات والحثالات وحفنة من العاهرات والقوادين الذين يطاردون الساقطات وبنات الهوى في ملاه الجوار، أو في البلاد الأبعد سيطروا على كل شيء، وتحالفوا ليس مع الشيطان وحسب، بل مع من تظنونهم مخلصين لكم وقادة.. أتعرفون متى ينتصر العراق وينهض، ولن ينهض.. سينهض حين يكون كل عراقي قائد حقيقيا لنفسه ولأهله، وأن لايثق بأحد من السياسيين، أو المتصدين لأنه قد ثبت وبالدليل والبرهان إنهم نفعيون، وحتى الذين يصدرون لكم الكلمات المعسولة ويدافعون عن قوم وطائفة ومذهب كلهم كذابون لاتصدقوا أحدا منهم، وإذا أردتم أن تكتشفوا الحقيقة فلستم بحاجة الى كثير من الذكاء، بل راقبوا كل مسؤول، وكل كبير، وكل صغير منهم، وكل متصدر للمشهد دون إستثناء، ولاحظوا ماذا يركب من سيارة، وماذا يسكن من منزل، وماذا يملك من جواز، وماذا يحمل من نقود، وماذا يخزن من مال، والى أي بلد يغادر بين حين وآخر، وماذا يأكل ويشرب ويلبس، وكيف يعيش، بينما أنتم شعب نصفه غارق في البطالة، وكثير منه يعيش على الفتات، ووصل الحال بالبعض أنه يعيش على الزبالة.
الشعب العراقي شعب مجرم بحق نفسه وتاريخه ومستقبله، كم منكم من يوال سياسيا، أو زعيما ليس لديه ضمير، وأنتم تدركون أنهم فقدوا الضمير وبرغم ذلك تسارعون الى التصويت لهم بلا روية ولاتفكير لمجرد مصلحة طائفية، أو مالية، أو وظيفية، أو بسبب الطمع، أو الولاء للعشيرة والمذهب، والمذهب منكم ومنه براء، ولاعلاقة للمذهب بمايجري.  ففي العراق فعل سياسي قبيح، وساسة أشد قبحا يجمعون السحت الحرام على حسابكم، وأنتم خانعون، ويركبون أحدث السيارات، ويعاشرون أجمل النساء بالحلال والحرام، وينفقون أموالكم في ملاه المدن اليقظة حتى الصباح، ويشترون شوارعا فارهة في تلك المدن ومبان فخمة، ويؤسسون لمصانع وشركات، ويهربون بملايين الدولارات، ومنهم من هو فاسق نعرفه، وصالح نكتشف أنه فاسق ومنحرف كان يخدعنا بالدين والصلاح.
هولاء الذين تمجدونهم وترقصون لهم وتصفقون يتسترون على فاسدين ويسمحون لهم بالسرقة والفساد ويدافعون عنهم ويبرؤن ذممهم منهم. ثم من قال أنكم صالحون، كم منكم من هو موظف في دوائر الدولة لايؤدي واجبه بشرف، و كم منكم موظف يحصل على الرشوة، كم منكم يعمل في المصارف والبنوك ولايمضي معاملة لأحد دون عمولة، أو بقشيش إجباري، وكم منكم من هو موظف في بلدية، أو دائرة خدمية ويرتشي ويسرق، وكم منكم من ينسى الدين والضمير لمجرد أنه ينتم لعشيرة لديها خلاف مع عشيرة أخرى فيقتل ويحرق البيوت، وكم منكم من باع ضميره وتدخل في خلاف عشائري وإنحاز للباطل، كم منكم من طبيب يفكر فقط في المال فيضيق على المرضى ويحصل على أموال طائلة من الفقراء الذين يبيع بعضهم شرفه ليعالج نفسه، أو قريب له، كم منكم من محام يدافع عن الباطل، وكم منكم من رجل دين باع آخرته بدنياه وصار يبحث عن المتع الزائلة، وكم من عالم يصدر الفتاوى والتوجيهات التي تحرض المسلمين على بعض وتفرقهم، وكم منكم من صاحب تجارة يغش ويرشي الآخرين ليمرر بضاعته، وكم منكم في دوائر الدولة يستغل المنصب ليحصل على المال الحرام، وكم منكم من قاض ذبح من غير سكين لايحكم بالعدل والإنصاف، وكم منكم من قاطع رحم، وكم منكم من هو ساكت عن الحق، وكم منكم من يستخدم الدين لأغراضه الخاصة، ولايطبق الشريعة على نفسه، ولايعامل الناس معاملة حسنة، كم وكم وكم..؟
كل الذي يجري عليكم اليوم من فساد ونهب وسرقات وحكم بالباطل وتعد وقتل وتهجير ونزوح هو من فعل أيديكم، سنين وسنين، وأنتم توالون حاكما ظالما تسلط على المستضعفين، ودفنهم في المقابر الجماعية، ووضعهم في السجون والزنازين، وقتلهم بالباطل وهجرهم وسفرهم بدعوى انهم ليسوا عراقيين، سنين مرت وأنتم تصوتون للفاسدين والمجرمين والموتورين وقطاع الطرق. كل الذي يجري اليوم بسببكم لأ،نكم لستم مترابطين ولامتوحدين ولاصادقين، وتبحثون عن المنافع الشخصية، ولاتفكرون في المجموع، وتفرحون بغياب القانون والفوضى، ولم تقفوا متكاتفين في وجه كل ظالم وكذاب ومفتر، ورضيتم أن تكونوا أتباعا أذلة لهذا وذاك، فقسمتم بلدكم في الدين والمذهب والقومية والضمير قبل أن تقسموه جغرافيا.وقد تركوكم بلا ماء ولاكهرباء ولاشوارع ولاعلاج طبي ولاعمل ولاوظيفة ولاخدمات عامة طبيعية يستحقها كل شعب من شعوب الأرض.
أسف جدا تجاوزت عليكم، واعرف أن هناك من سينبري للشتيمة، ولكنني لاأقصد كل العراقيين.. فقط هم المتواطئين مع الشيطان ولأنني لاأعرفهم وقد ضاعوا بين الواوية وكما يقول المثل الشهير ضاع أبتر بين البتران فقد تحدثت بهذه الطريقة، ويكاد المسيء أن يقول، خذوني..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81945
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29