قد يتعجب البعض من وجود هذه التوصيفات الغريبة في موضوع يخص طلب العلم، ولكن ما ان يرى الوضع الذي يعيشه الطالب في بعض المدارس حتى يصاب بحيرة كبيرة كيف وصل الامر بنا الى هذا المستوى!
عندما يتجول الانسان بين المدارس ويرى الام الطلب من القوانين يبقى حائرا كيف يمكن ان يرضى الانسان بهذا التعامل الذي يتلقاه الطالب من قبل إدارة بعض المدارس.
وهذا العجب ينتهي عندما نرى ان المشكلة الحقيقية وراء ذلك هو الوضع العام للطالب وليس السبب نفس الإدارات التي استغلت الوضع طبعا لمصالحها الشخصية او الحزبية.
ونظرة سريعة على وضع الطالب في النجف يكشف أن أهم مشكلة يواجهها الطالب هي السكن المناسب فاغلب الطلبة يعانون من هذا الامر حتى الطلبة الذين جاؤوا من دول اوربية وقد عاد العديد من الطلاب خصوصا القادمين من أمريكا بسبب عدم قناعتهم بالسكن الموجود او عدم حصولهم عليه أصلا، بل أن البعض وصل به الامر الى الارتباط ببعض المدعين للعلم حتى يوفروا لهم السكن المناسب.
وهذه المشكلة والحاجة استغلت بشكل كبير جدا من قبل إدارات بعض المدارس من جل التحكم في مصير الطلبة لان البديل المنافس غير موجود؛ والسبب ليس فقط عدم مناسبة السكن وانما عدم وجود فهم مناسب عند البعض من الطلبة القادمين من بعض الدول للوضع الحالي في العراق فقد عانى الكثير منهم في تفهم الوضع بل حتى في جدوى دراسة بعض الكتب الدراسية.
ومن اجل هذا راينا ان البعض من الإدارات جعلت الطلبة يمارسون بعض الاعمال التي لا توجد حاجة ملحة لها بالنسبة الى الطالب بل ان البعض منها يدمر الحياة العلمية للطالب من قبيل ان يكون طالب العلم عاملا في البناء اثناء وقت الدرس!!
وعندما سالنا إدارة احدى المدارس عن ممارسة الرياضة الاجباري للطلبة قالوا ان الطلبة عندهم وقت فراغ ولابد ان نشغل هذا الوقت بشيء نافع لذلك عليهم ان يمارسوا الرياضة التي تعجبهم واكثر الرياضات شعبية هي كرة القدم او الاكركيت بالنسبة للهنود… مع ان نفس هؤلاء الطلبة كانت نتيجتهم النهائية هي الفشل في الامتحانات النهائية في نفس هذه المدرسة والسبب وراء عدم الاهتمام هو ان الجهة المسؤولة عن المدرسة تعمل بروح مخابراتية وليس لها ارتباط بالعلم.
اما عمل الطلاب في البناء فكان امره غريبا لأنه امر غير معهود ولكن السبب غريب لان الطالب الذي يذهب الى ممارسة الرياضة كان يذهب في غير وقت الدرس اما بالنسبة الى عمل البناء فقد كان يقوم به بعض الطلبة بأمر من الإدارة وفي نفس وقت المحاضرات وطبعا هو عمل مجاني فان الإدارة ليست مستعدة لدفع اجرة لعمال من خارج المكان وتستغل وجود الطلبة للقيام بنفس العمل واياهم ان يقولوا انهم مجبرون والا فان الشارع بانتظارهم!
فان كان الطالب مضطرا للبقاء في مثل هذه المدارس فهو اذن عامل بناء كما هو طالب علم وهو اذن لاعب في كرة القدم كما هو طالب علم اما النتائج فهي مضمونة فان من يقوم بالبناء بشكل جيد ليس من المعقول ان يكون طالبا فاشلا! |