• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : مع الملحدين في حيرتهم. .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

مع الملحدين في حيرتهم.

 

هل يستطيع اللهُ ان يخلق الهاً مثله؟
هل يستطيع الله ان يخلق صخرة لايستطيع حملها؟
هذا أقصى ماعند الملحدين من اشكال,او قل من شبهة,اومغالطة,وكأنَّما بإلقائهم عريضة السؤال هذا أدُّوا ماعليهم من رسالة,وأخرسوا السنةَ الموحدِّين,وليس بالضرورة إن تسمع الجواب,مادام المهم القاء السؤال,وليس بالضرورة ان تفتح اذنيك لتسمع مايقولون,او تفتح عينيك لتقرأ مايكتبون,أنَّما المهم زرع بذرة الشبهة في عقول النَّاسِ البسطاءِ,وسقيها بماء المغالطة,عسى ان تنمو تلك البذرة الخبيئة لتصبح شجرة خبيثة,فشجرة الالحاد تنمو من بذرة تساؤل في اول الامر,ثم تغدو بعد ذلك جذوراً من الشك يستقرُ في النفوس لترمي سنابله بعد ذلك قمح التمرد والاعتراض.
نعود الى السؤالين مرةً اخرى ولنتساءل :- ماهو الفرق بين الخالق والمخلوق؟
يهمني هنا ان أسجل فرقين فقط لاأكثر
الاول :- ان الخالق قديم,والمخلوق حادث, 
الثاني:- ان الخالق لامتناهي والمخلوق متناه,
والان مامعنى كون الخالق قديماً؟
معنى كون الخالق قديماً انه غير مسبوقِ 
1- بالعدم 
2- اوبوجود شيءِاخر,
فإذا كان مسبوقاً بالعدم,
او بخلقٍ آخر,
فانه يكون حادثاً وليس قديما,يعني انه مخلوق وليس قديما,وكان من جهة اخرى ايضاً متناهيا محدودا.
مثلاً انت كنت عدماً ثم خُلِقت انسانا,فانت كنت مسبوقاً بالعدم,
او الخبز كان عجيناً ثم صار خبزا,فكان مسبوقاً بشيءٍ اخر,
الان تعالوا نحاسب هذا السائل فنقول له انت تقول:- (هل يستطيع اللهُ ان يخلق الهاً مثله؟)
ونحن نسالكَ:- هذا الاله المخلوق الذي تريد من الله تعالى ان يخلقه,
هل يخلقه من العدم كما كنت عدما ثم لبستَ ثوب الوجود؟
ام يخلقه من وجودٍ اخر كان مسبوقاً عليه كما خلق الخبز من العجين؟
وهذان خياران لاثالث لهما ,لأنَّه ليس عندنا الاَّ العدم او الوجود,فاما ان يخلق الله تعالى هذا الاله الثاني من العدم اومن شيءِ آخر موجودٍ قبله.
فإن قلت انه يخلقه من العدم,كان حادثاً غير قديم,
وإن قلت انه يخلقه من الوجود,وهو شيءِ آخر فهذا يعني انه حادثٌ غير قديم ايضاً,
وقد تقدَّم ان من صفات الخالق انه قديمٌ غير حادث,
يعني غير مخلووووووووووق,
وانت بمجرد ان قلت هل يستطيع ربك ان يخلق الهاً آخر جعلت هذا الاله الاخر مخلوووووووقاً حااااااااااااااادثاً غير قدييييييم,فالسؤال خطأٌ من الاول.
والسر في الخطأ ان هذا الاله الثاني في عين الوقت الذي جعلته الهاً - اي قديماً - فرضته مخلوقاً اي حادثاً,وهذا من الجمع بين الضدين أعني الحدوث والقدم وهو محال.
والان نأتي للسؤال الثاني (هل يستطيع الله ان يخلق صخرة لايستطيع حملها؟)
وتقدَّم ان الفرق الثاني بين الخالق والمخلوق ان الخالق لامتناهي والمخلوق متناه,
فبقولك (يخلق صخرةً) جعلت هذه الصخرة مخلوقة أي متناهية,وبالتالي مهما كان حجمها فإنها متناهية في قبال اللامتناهي,فسؤالك خطأ أيضاً لانك فرضتها لامتناهية في عين كونها متناهية لانها مخلوقة وهذا من الجمع بين المتناقضين.
وانا اعجب من هذا السائل الا يرى الارض هذه الصخرة الكبيرة العظيمة كيف حملها الله في سمائه؟ فما أعجبه يطلب بالبرهان ماشاهده بالعيان,الايرى لهذه الشمس والتي يبلغ حجمها (14 مليون بليون مكعب يعني 17 صفراً امام الرقم 14) والتي اذا قلَّصنا حجمها بنسبة واحد الى الف مليون فستكون بحجم كرة قطرها متر ونصف والارض عبارة عن (خرزة) صغيرة تدور حولها فمن حملهما؟على ان شمسنا هي نجمٌ من مئة الف نجمٍ في مجرتنا درب التبانة,ولو وضعنا بالوناً مضيئاً في بغداد بقطر (1,5) متر,وعلى بعد (15) متراً منه (نمنمة) صغيرة لكانت هي الارض وذلك البالون المضيْ هو الشمس,ولو وضعنا بالوناً اخر مضيئاً مثله في لندن لكان ذلك هو النجم قنطورس وهو اقرب النجوم الينا,
إنَّ حجم الكرة الارضية بالنسبة للمسافة بين قنطورس والشمس يبلغ جزءاً واحداً من (3500) جزء,فأي قيمة للارض في هذا الكون عند الله تعالى لنقول انها صخرة عظيمة؟إنها صخرة عظيمة بالنسبة لي ولك ولكنها لاشيْ بالمرة امام المسافة الكونية بين هذين النجمين.
واذا اردت ان نقرِّب هذه المعلومة بمثالٍ محسوس عن هندسة الكون ,افرض ان هناك شارعاً عرضه (50,000) الف كم,(ملاحظة :- محيط الارض 40,000كم) وان الشمس عبارة عن سيارة تسير في هذا الشارع فإن المسافة التي تشغلها في هذا الشارع عبارة عن متر واحد,في حين ان حجم الارض من هذا المتر الذي شغلته الشمس هو واحد على 150 مليون من المليمتر,اهذه هي الصخرة العظيمة التي تتحدّثون عنها؟
قال تعالى (ِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لَآياتٍ لأُولِي الأَلْبابِ) وعن رسول الله صلى الله عليه واله (ويل لمن لاكها بين فكَّيه ولم يتأمّل ما فيها).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88820
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28