• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأغلبية والأقلية في المجتمع العربي .
                          • الكاتب : د . آمال كاشف الغطاء .

الأغلبية والأقلية في المجتمع العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأغلبية والأقلية في المجتمع العربي
بعد 11 أيلول 
انقسمت المجتمعات على مدار التاريخ إلى أكثرية وأقلية من حيث ثقافتها ودورها في بناء المجتمع وأدائها الوظيفي وإمكانياتها المادية ،و السبق الدائم للأقلية في هذه المجالات فهي تتحكم بمفاصل الأمة وتدير مقاليد الأمور وتكون صاحبه ألأمر والنهي ولها التمتع بالرفاهية والترف, حيث تعمل  الأكثرية وتشقى لتلبية رغبات الأقلية وخدمة مصالحها وعليها القبول والاكتفاء بأقل ما يمكن من متطلبات الحياة احد المدارس الفلسفية قسمت تنظيم المجتمع الى عضوي ولا عضوي والعضوي مستمد من فكرة تنظيم  جسم الانسان فالعقل يأخذ الأولوية باعتباره الحاكم المدبر الذي يسيطر على كل أجهزة الجسم العاملة لخدمته مثل جهاز التنفس والهضم والدوران ويقابله النظام الديمقراطي والمؤسساتي اما النظام اللا عضوي فهو يشابه قطعة الخشب او الحديد حيث اقتطاع أي جزء منها لا يؤثر على باقي الأجزاء وهذا يشابه النظام الشمولي.
عندما تضعف سلطة القانون أو الشريعة تنفلت الأكثرية من عقالها لتهاجم الأقلية وبلا رحمة وهذا ما حدث في محنة ألامين والمأمون حيث هاجم العيارون بغداد وكذلك في 14 تموز هوجمت الأقلية ومزقت على أيدي الأكثرية وأعيد الدور كرة أخرى في أحداث عامي 2006 و2007 .
أن التخلف يسود من كل الطبقة الأقلية الأكثرية ولم تستطع الأقلية أن تتعامل مع الأكثرية لتحل مشاكلها الحقيقية وهي الجوع والجهل والبطالة ،وظلت الأقلية تتعامل مع أفكار دوغمائية وشعارات وهمية براقة لتكسب الأكثرية مثل حريه .اخاء. مساواة وهذه تخلو من اليات عمل حتى ان أحدهم تساءل في مؤتمر فرساي اليس قابيل هو الذي قتل هابيل؟ وسقط شعار يا عمال العالم اتحدوا ففشلت الأممية الأولى والثانية عندما أنظم العمال الى حكوماتهم المتحاربة من اجل اقتسام المستعمرات. ناقش الادب العالي دور الأقلية والأكثرية في المجتمع ففي رواية جامع الفراشات لجون فاولز لم تستطع ميرندا التعاطف والتفاهم مع مختطفها للاختلاف في نظم التفكير وكذلك رواية الحب في زمن الكوليرا لغابريل ماركيز حيث اضطر فلورنتينا اريزا ان يسحب فيرمينا دازا الى سفينته تحت علم الكوليرا.
لم تستطع التيارات التي عصفت بالعراق كالشيوعية والقومية والبعثية قادرة على حل مشاكله المتجذرة بل ازدادت عمقا لتفرز لنا اتجاهين لا يقدم أي منهما شيئا للمجتمع وهي الحداثة والسلفية وهما معسكرين يرمي الأول منهما الى الالتحاق بركب الغرب والثاني العودة إلى منهج السلف الصالح وفي رحم كل منهما توجد اقليه واكثريه, وتحولت المجابهة إلى صراع دموي دون أن تضع الأقلية في كلا الطرفين في حساباتها حل مشاكل المجتمع الجذرية كالزراعة والصحة والتعليم رغم التيارات التي ألمت بالعالم العربي. 
ساعد على ذلك اللجوء إلى نظرية المؤامرة كسلة نلقى فيها كل نفاياتنا ولم نكتف بذلك بل حولنا الهزائم إلى انتصارات نحن في 1956 خسرنا شرم الشيخ وفي 1967 خسرنا ما خسرناه وخسرنا نصف شط العرب ومنطقة الحياد وخلقنا أعداء وهميين لنشغل الشعب عن معاناته الحقيقية وإعطائنا للغرب رؤية مزيفة , ففي الوقت الذي يهاجر أولادنا إلى هناك نصور الغرب وكأنه سبب مأساتنا ومشاكلنا ولم نفصل بين الغرب كحكام وكمجتمع أننا لم نستطع أن نستوعب تيار الأحداث من دخول الروس إلى أفغانستان وحتى مقتل بن لادن , 
أرادت روسيا أن تقترب من آبار النفط والغاز وأميركا وجدت الطريق إلى مصر والسعودية لأخذ مجندين يحاربون في أفغانستان وابن لادن ضربت مصالحه في السودان فذهب إلى أفغانستان وماذا كانت النتيجة وما هي الحصيلة سوى الموت والدمار.ان الرؤية غير المنطقية للأمور والتلاعب بأفكار الأكثرية فلم يسأل احد لماذا شرعت أمريكا بتوجيه اللوم إلى طالبان في ضرب برجي التجارة دون التحقق من الأمر؟.
إن التصدع بين الأكثرية والأقلية تغذيه عوامل التفرقة والوراثة والبيئة , وظهرت طبقة تكره الناس الذين هم أدنى منهم علميا وثقافيا والسعي للتشبه بالناس الذين هم أعلى منهم كطبقة اجتماعية 
وما هي الحصيلة سوى التخريب والدمار والقتل لأن الأكثرية تعاني من جيناتها الموروثة وطبيعتها الاجتماعية وتعليمها الرديء.
نحن نساعد أمريكا لنعطي صورة لشعوبنا إننا أبطال ولنغطي هزائمنا المنكرة . ولكن لنرجع ونقول ما هو الحل.
1- يجب الجلوس على طاول يناقش فيها العلمانيون ورجال الدين ويضعوا حد  للخلافات الجذرية التي تتناول النظرة إلى المجتمع من حيث حياته وتطوره وليس قضايا تخص العبادات كالوضوء والصوم .
2- إن تعطى الأولوية لرفاهية الشعب وتطوره وتقدمه . 
3- وضع حد لسفك دماء المسلمين فقد خسرنا الكثير من الأرواح .
4- محاربة الإرهاب بكل أشكاله وأي كانت أهدافه .
5- نبذ فكرة الانتقام وأي عمل هو هادف وليس رغبة انفعالية وترك الماضي في رسم علاقاتنا الدولية والمجتمعية .
6- إن تجعل القانون يحمي الأكثرية ومنحها حقوقها .
7- إن تعرف الأكثرية إن التراث يشكل جزءا من كيانها .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89156
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28