( أذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فلا تنسى قدرة الله عليك )

 

هتلر الجبار والنازي المتطرف كان يحلم بالسيطرة على العالم , ستالين الذي حكم بقضبة من حديد , موسوليني مؤسس الحزب الفاشيستي , والحبل عالجرار , والى مابعد منتصف القرن الماضي وظهور القادة العرب جلسوا على كراسي الحكم بأنقلابات دموية وأستمروا في أضطهاد الشعوب والحكم بالنار والحديد وأرهاب وقتل بسبب أو بدون سبب , والأدهى أنهم بدؤا بتصفية رفاقهم وعوائلهم بحجة المعارضة او تصفية الحسابات أو طمعا ً في أستمرارية الحكم . 

 

بعد هدوء عاصفة الصحراء من بعد مسلسل القادسيات الذي كان الدكتاتور صدام وزبانيته الأبطال , أختفوا برمشة عين ودخلوا مزبلة التاريخ . وكانت الصدى أكبر من ذلك حيث لم يصدق الشعب العراقي أن صدام أعدم , وقتل عداي وقصي , وأن الرفاق انهزموا. 

بعد سنوات قليلة فقط عرّف القوميين والمجاهدين أن القائد الموحد والمجيد وبطل الأمة العربية وحامي البوابة الشرقية , كانت مجرد ألقاب كارتونية و تحركت غيرة الشعوب العربية من المغرب العربي وكان أول الضحايا من تونس وبثورة من شخص عادي أستشهد ألا وهو محمد البوعزيزي وأنطلقت الشرارة الى شارع بورقيبة في وسط العاصمة تونس وخلال فترة قياسية ترك بن علي البلاد وراح ليطوف حول الكعبة الشريفة ويتوسل لله عز وجل أن ينقذه من حبل المشنقة , وبعد ذلك أنتقلت عرض المسرحية الى مصر ويتحول فرعون مصر حسني الخفيف الى مهزلة مصر ولينتقل الى شرم الشيخ وبدء محاكمته على سرير الموت هو واولاده , ومع شعب مصر العروبة انتفض الشعب اليمني وتحولت مدن اليمن الى ساحات القتال بين القوات الحكومية والمعارضة , وتعرض تلميذ صدام الى عملية أغتيال وأحترق المسكين ونقل عند زميلة بن علي في السعودية للعلاج بلا عودة , وأعتقد أن أحد الأصدقاء كان على حق عندما أرسل لي صورة  عمل فوتوشوب لمنتخب السعودية من رؤوساء الأنظمة العربية . 

 

ومنذ شهور بدء ثوار ليبيا  الآنتفاضة من بنغازي وحرروا ليبيا دار دار زنقة زنقة الى أن وصلوا اليوم الى باب العزيزية  في طرابلس العاصمة , معقل مؤلف الكتاب الأخضر وقائد قواد أفريقيا بلا منافس الخبل قزافي ولكن تبين انه مختفي وكتائب حمايته استسلموا والقي القبض على البعض من اولاده . اذن تونس ومصر وليبيا تحررت . 

 

 

 

في سوريا البعث وسوريا الأسد , رغم استخدام القوة المفرطة من قبل النظام البعثي ضد الشعب الأعزل وقتل الألوف وتدمير مدن حماه وحمص ودير الزور ومدن اخرى , فأن العالم والآنظمة العالمية والامم المتحدة متأخرة في أيجاد الحلول المناسبة لزوال دكتاتور أخر من الحكومات الدكتاتورية وتحرير الشعب السوري , لكن لامحال فهو راحل ولاقيمة له للبقاء . 

 

 

 

أن عرس الثورات العربية وسقوط دكتاتورية من بعد الأخر وهروب القائد العظماء في نظرهم واعدام الرموز العربية ومحاكمة قادة العرب المنقلبين على رفاقهم عبرة لمن يعتبر نفسه دكتاتور وصاحب سلطة , وعليهم أن يعيدوا النظر في علاقاتهم مع شعوبهم ولايفيدهم القوة والسلطة والكرسي , وعليهم أن يتقوا ويعدلوا من أعمالهم , ( أذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فلا تنسى قدرة الله عليك ) . 

 

أن وضع  الدول العربية والأسلامية ودول الشرق الأوسط بحاجة الى تغيير من الناحية الأقتصادية والمعيشية وأوضاع حقوق وحرية الأنسان , وبحاجة الى تغيير الأنظمة العتيقة والنائمون على كراسي الحكم منذ قرون , لآن هذه الدول متأخرة جدا ً عن دول العالم في ركب التقدم الحضاري والآنساني , ومنذ الحرب العالمية الثانية فأن هذه الدول نائمة  ومحرومون من ابسط الحقوق , وهناك تقيد وتعتيم اعلامي على تلك الآمور , بالأضافة الى حقوق المرأه , وكمثال بسيط هناك تحريم لقيادة السياقة من قبل النساء والفتيات !! وهناك عوائل فقيرة في دول الخليج بالرغم من أن صادرات النفط في العالم بالمليارات في تلك االدول . لكن ليعلم الحكام والانظمة في تلك الدول ان الحكم بالنار والحديد وبالقوة المفرطة قد ولت بلا رجعة والثورات أتية وهم في طريق الزوال .