• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : العبور الى الربذة .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

العبور الى الربذة

 عابر اليك في قاطرة التواريخ ، لأفترش ثوبك الابيض مضيف لقاء.... جُندَب بن جُنادة  ،احمل التوق لمديات  والحديث  قوافل ، 
عابر اليك انظر عبر نوافذ المؤرخين  والحروف مرايا ، 
فارى :لم يقدِّم لنا المؤرّخون معلومات عن تاريخ الولادة ،
وجاء في كتاب  اعيان الشيعة  ج4 ، ولد قبل البعثة  النبوية  بعشرين  سنة  في اسرة من قبيلة  غفار والأم رملة بنت الوقيعة ، كل حرف ينشر هيل  البوادي  ووجد الرمال  الفة ،  وجاء في كتاب  الاستيعاب  ج1وكتاب  تاريخ  الاسلام ج11 ان ابا ذر  كان موحدا قبل الاسلام ويرى بحرمة  الخمر  والازلام في الجاهلية ،
عابر اليك يامن لك قامة من ضياء  لم يتغيب عنا وهو فينا يقوي  العزم ثائرا  يحث الخطى  لكل مسير ، خطوات منبثقة من  جرأته فهو الذي افتتح  تحدِّيه للأصنام، وتحدِّيه للحكّام الجائرين المتكبرين في مكة، وأعلن رفضه التام الصريح لهم، وما كان للمسلمين – يومذاك – مثل هذه الجرأة من التحدي لقريش. فركض الجميع، وبدأوا بضرب أبي ذر، وبدأوا بالشتم والطعن والسب،.ونحن نحمل قول النبي ص ما اظلت  الخضراء ولا اقلت  الغبراء ذي لهجة اصدق  من ابي ذر ، فقال لي ما الذي بقى مني هناك قلت لاتقلق سيدي ابا ذر ساحمل كل نبع نقي لأروي مثواك  بسلسبيل  الجود ، ذكر كتاب  الاختصاص ان الامام الباقر عليه السلام والامام الصادق  قالا كان اكثر  عبادة  أبي ذر  فضيلتين  التفكر والاعتبار ،وجاء في كتاب الخصال عن الامام  السجاد ع بكى ابو ذر  من خشية  الله عز وجل  حتى اشتكى بصره  ، قال لي  وهو يبتسم  وبعد ماذا لديك  ايها الخباز ، قلت  جاء يا سيدي في كتاب الكافي  قولا عن شعيب القرقوقي ، سأل ابو ذر وماذا قال ؟ قلت :ـ قال لأبي عبد الله عليه السلام  يروى عن ابي ذر  انه يقول ( ثلاث بغضها الناس  وانا احبها  / الموت ـ الفقر  ـ البلاء )اعترض مولاي الصادق عليه السلام وقال هو يعني الموت في طاعة الله أحب الي من  من الحياة في معصية الله  ، صاح ابو ذر صدق مولاي الامام والله هذا ما قصدته .. وبعد؟  قلت :ـ والبلاء في طاعة الله احب الي  من الصحة في معصية الله صاح ابو ذر نعم والله هي ذي ، قلت والفقر في طاعة الله أحب  الي من الغنى  في معصية  الله ، قلت سيدي  انت الثائر الذي رفعت اسمه الاجيال ثورة وعطاء ، حيث رفضك للظلم وعدم استطاعتهم استمالتك بالمال ،ملحمة  تغمر الدنيا  بالصلوات ، اشتعال  مواقد الصبر  والتصابر والبطولة والجهاد ، فحدثني سيدي عن هذه المطاولة  في سبيل الله ، نظر الي وقال اجمل ما عشت ايامها  هو النفي الى الربذة  فعند خروجي من المدينة متوجّهًا إلى منفاي (الرّبذة)، شايعني أمير المؤمنين (ع) وبعض مقرَّبيه، على الرغم من الحظر الذي فرضه عثمان.وتكلّم الإمام (ع) عند توديعي كلامًا بليغًا، أثنى فيه على مواجهتي ، وذمَّ الباطل وأعوانه.وموقف الإمام (ع) هذا في مشايعتي ودعمي أدّى إلى مواجهة شديدة بينه وبين الباطل .توجَّهت إلى الربذة مع زوجتي وابنتي، حيث لا ماء ولا كلأ، وانا مشرد عن وطني، وعن حرم رسول الله (ص) نصبت الخيمة بمفردي، وأخذت استعدُّ للمصير الذي أخبرني به النبي (ص)، حيث قال في: (يَرحم الله أبا ذر، يَمشي وَحده، ويَمُوت وحده، ويُبعَث وحده، ويشهده عصابة من المؤمنين).قلت ايعقل يا سيدي ابا ذر ان  الارض ما زالت تدور  وتنبت القمح والعافية وقناديل رواء  تغيبها الصحارى  يا الهي ..اكمل ارجوك  ،  ابتسم واجاب ، 
اشتدَّ المرض بولدي، بعد أن ماتت زوجتي من فرط الجوع ، دفنته ورجعت إلى الخيمة لأستريح. كنت جائعًا ، فأصابني الذهول، وانهارت قواي، وانا  الشيخ الطاعن في السن، فنظرت إليه ابنتي، وإذا بعينيي قد انقلبتا، فبكت.فقلت لها ما يبكيك؟قالت: كيف لا أبكي، وأنت تموت في فلاة من الأرض، وليس عندنا ثوب يسعنا كفنًا لي ولا لك، ولا بدَّ لي من القيام بجهازك.فقلت لها :ـ أبصري الطريق، لعلَّ هناك أحدًا من المؤمنين. فقالت يائسة: أنَّى، وقد ذهب الحاج، وتقطعت الطريق.  قلت لها: أبشري، فإن رسول الله (ص) قال: (إنَّ رجالاً من المؤمنين سيدخلونَ الجنة بِتَجهيزِك).فراحت ابنتي، ترسل عينيها راجية باكية، وإذا بركب قادم من بعيد، أشارت إليهم، فأسعفوها، وقالوا: ما لكِ؟ قالت: أمرؤ من المسلمين، تُكفِّنُونَه، وتؤجَرون فيه.قالوا: ومن هو؟
قالت: أبو ذر الغفاري، صاحب رسول الله (ص).قالوا: بآبائنا وأمَّهاتِنا هو. فدخلوا خيمتي المتواضعة، فبادرتهم :ـ والله ما كذبت، ولو كان عندي ثوب يسعني كفنًا لي ولابنتي، لم أكفن إلاَّ في ثوب هو لي ولها. وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرًا، أو عريفًا، أو بريدًا، أو نقيبًا.فلم يُجِبني إلاَّ فتى من الأنصار، قائلاً لي: إني أكفنك يا عم في ردائي هذا الذي اشتريته بمال كسبته بعملي، وفي ثوبين من غزل أمي، حاكتهما لكي أحرم فيهما.فقلت :ـ أنت تكفِّنُني، فثوبك هو الطاهر الحلال، سارحل عنك سيدي فدعني اقول لك  انك حين استشهدت بقيت شاهدًا على مجتمعك وعلى التاريخ كله، وكأنك لم تمت.قبل ان اعود منه الربذة رأيت الثائر العظيم وقد اغمض عينيه، ليودَّع الدنيا شهيدًا، سنة (31 هـ)
 
&&&



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90129
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28