• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محــــــــــطات ثقافية‏ .

محــــــــــطات ثقافية‏

بيضاء وسوداء

محطات بيضاء
‏    المحطة الأولى ‏
ذهبت مع والدي إلى بغداد لزيارة أحد أقربائي  في عام1957 ومررنا قبل الغروب من قرب ‏معسكر الوشاش ( حديقة الزوراء )  وفجأة توقف الناس والسيارات وكان في تلك اللحظة صوت ‏بوق كان جهة صدوره من المعسكر .. ٍسألت والدي  عن هذا الحدث !!!  قال لي ... أنه السلام  ‏الوطني لتنزيل العلم . ‏
‏  المحطة الثانية ‏
درست في المدرسة وحتى تخرجي لم أقرأ في التربية الإسلامية عن أي  عالم او فقيه
‏ عن آراءه وسيرته وعن أي نوع من أنواع الفقه  ومن أي مذهب.‏
المحطة الثالثة
كنا نشاهد  التلفزيون ونسمع الراديو ونقرأ الكتب  لم نسمع  ونشاهد ونقرأ غير أغان وأفلام ‏وقصص الحب  وزيارات الأئمة الأطهار وبساطة الحياة  وسريرة الشعب الطيب وبالرغم من ‏الفقر وشظف الحياة .  ‏
المحطة الرابعة ‏
في العهد الملكي
‏ كان صراع السلطة  يتمثل في التظاهرات والمشاكل العشائرية  وكذلك قضية الأكراد والمسيح ‏‏.ولكنها  لم تكن بمستوى حروب و دمار‏
المحطة الخامسة
في العهد الجمهوري
‏ ولما جاء الحكم الجمهوري بعد عام 1958 كان الصراع على السلطة حام الوطيس انتهت ‏باحتلال  العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية  نتيجة الصراع وغباء  حكام السلطة  وعجز ‏الشعب من التصدي للحكام   وبمساعدة دول الجوار  عام 2003 م ‏
الثقافة السوداء ‏
‏  لقد نمت ثقافة لا نعرفها في العهد الجمهوري وشعارات سياسية وطائفية ‏
‏ كان البطش والقتل والاغتيالات والطرد والتسفير وسحب الجنسية وانتهاك الإعراض والتجويع ‏والحروب  لم يكن له مثيل  كان عنونها   ، وراح ضحاياه ملايين البشر وأوقف نشاط التنمية ‏وحصار العراق وفرض عليه الوصاية الدولية بقرارات متعددة الإغراض . أضرت الشعب ‏وثروته وانتهت بتدخل أجنبي بإسقاط الحكم  .‏
نمت جذور الثقافة السوداء في العهد الجمهوري وكان غرضها إسقاط الآخر بأي صورة إذا كان ‏الآخر حزب أو شخص أو طائفة  واستخدمت أدوات التصفية بأنواعها الانقلابات والغدر ‏والاغتيال وسحب الجنسية والتهجير بتهمة العرق والقومية والدين وعدم الولاء  والانتماء ‏والحروب في الداخل والخارج على مدى قيام الحكم الجمهوري  وجلب العمالة الأجنبية وتسخير ‏الموارد البشرية  والمالية والعينية والبنية التحتية لهذه الحروب. وتوقف النمو الاقتصادي تماما .‏
‏ المحطة السادسة‏
تفريخ الثقافة السوداء
في احدى الأيام كنت ذاهبا إلى  مدينة المسيب  جنوب بغداد صباحا وجلس بجانبي أحد أبناء  ‏الحي الذي اسكن فيه ، وفتح كتابا وباشر القراءة . فأخذت انظر في الكتاب وأشارك  الرجل ‏القراءة ، واستغربت الكتاب  واستأذنته  لأرى عنوان الكتاب ، ‏
‏ فكان الكتاب الشيخ محمد عبد الوهاب , فتصفحت الكتاب  وعدت الكتاب إلى الرجل
‏ وقلت له لا يستحق القراءة ؟  فأستغرب..  قال لي آلا  تعرفه  ؟  فقلت له  لا أريد أن أراه ؟ قال ‏هذا مجدد للإسلام ؟  فضحكت وقلت له وهل الإسلام عتيق ..   ؟ و هذا الرجل جاء لتجديده ؟ قال ‏نعم وينظفه من الشوائب ..؟ فضحكت واستخففت به .!!!‏
كانت هذا الواقعة في عام في نهاية 1979 م وكان الرجل موظف بسيط في احد المستشفيات في ‏بغداد اسمه (؟ )  ‏
‏ المحطة السابعة ‏
ومرت الأيام و بدأنا نسمع الخطب في الجوامع  وممارسات ضد الطائفة الشيعية وللأسف أن ‏الطائفة السنة من شبابها ورجالاتها ونساءها  لا يعرفون ا أي مذهب  من المذاهب التي تخص ‏السنة  يسيرون  عليه ، وكانت الطريقة الصوفية والدروشة تمارس بشكل بسيط  في الأوساط ‏السنية  ، ولذلك شجع هذه الحركة الوهابية النمو بشكل سريع وبدعم سعودي خلال فترة الثمانيات ‏والتسعينيات والحكومة تعرف ذلك متصورة هذه الورقة ورقت ضغط ضد الطائفة الشيعية ‏
‏ وبدأت ظهور هذه الحركة في الممارسات الاجتماعية من لبس وتوزيع المطبوعات وأشرطة ‏الخطب  وتطوير المساجد  وتكثير أعدادها من المال العام وخاصة في مناطق السكنية الشيعية  ‏وتخصيص رواتب ومدارس وأئمة  في حين لم تبن مسجدا واحدا شيعيا  في المناطق الشيعية ‏وعددها  أكثر من 12 محافظة ولم يكن هناك أمام جامع واحد شيعي  يتقاضى  راتبا في حين أن ‏الثروة هي من محافظات الشيعة  .‏
المحطة الثامنة ‏
بعد سقوط النظام  عام 2003‏
طفت على السطح هيئة علماء المسلمين  ومكاتب سياسية ودينية لا حصر لها من منوعة ولم يكن ‏أي دور يذكر لها في الأوساط الاجتماعية  والعلمية والإدارية في المجتمع العراقي وكل منهم ‏يدعي هو يمثل الشعب العراقي  وبدأ الصراع  وكان واضحا من خلال الانتخابات ونتائجها ‏
ولكن تحريك دول الجوار وخاصة دول الخليج وتخوفها من امتداد النفوذ الشيعي  , وكان واضحا ‏من العداء للسلطة في بغداد لأنها الأكثرية شيعية  , وعداءها  للشيعة والسنية في بقاع العالم ‏وتحريك مكائنها  الإعلامية  والطاقات البشرية الموجه ضدهم للتشويه والتهم  الموجه ‏
‏( كفار ،وخونة ، ومرتدين  متعاونين مع الاحتلال  ..الخ  )‏
المحطة التاسعة
سوداوية الثقافة السوداء  على الواقع‏
أعمال خيالية  وغير مألوفة للثقافة السوداء
وبدأت التفجيرات والقتل والذبح وظهرت ثقافة أكثر من سوداء  منها ( استهدفت  الحلاقين ‏والمساجد والإعراس والمآتم ودوائر الدولة والطاقة والمعابد والمدارس والمقابر  والجيش ‏والشرطة وموظفي الدولة  واستباحت مناطق الشيعة والسنة والمسيح والكفرة والنساء والأطفال‏
‏ وبكل أدوات الغدر )  وبكل ما أوتيت من قوة  .وصدرت ثقافات أخرى منها:‏
‏ المضحك تحريم أن الخيار بوضعه  مع الطماطم  في صحن واحد وحرام المعزة  تمشي  بدون ‏لباس  وحرام شرب الماء البارد وحرام لبس الحذاء .وحرام العمل في الجيش والشرطة ودوائر ‏الدولة وحرام الكهرباء
‏ ولكن حلال قنوات الرقص والدعارة والأفلام الماجنة  وقنوات الدعوة للفرقة والشتم المباح التي ‏تقودها وتمويلها دول الخليج والشركات ورجال الإعمال من هذه الدول المنحرفة  هذه هي الثقافة  ‏السوداء التي أنتجتها وتصدرها   هذه الدول والتي تتبنى أيدلوجيات منحرفة  ضد الإسلام ‏والعروبة ‏
المحطة العاشرة
‏ أنى لكم رجال بني صهيون  في  قطر والإمارات والبحرين والكويت  وال مردخاي  آل سعود  ‏ورجالات آل القرقوزي   في ارض نجد  والإحساء والحجاز  ومكة والمدينة وكل الجزيرة ‏العربية ‏
 
‏  ‏ 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9147
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3