نلاحظ هذه الأيام أن هنالك من يعتلون المنابر معتقدين بأنهم يمثلون المدرسة الإسلامية العريقة بينما يروجون لمعتقدات و أحاديث بعيدة كل البعد عن هذه المدرسة التي اتسمت عبر التأريخ بالعقلانية في عقائدها و التواتر في أحاديثها مبتغين بذلك إثارة عواطف المتلقين أكثر من إفادتهم و الذين غالباً ما يكونوا هؤلاء المتلقين من الطبقة البسيطة السريعة التأثر بهذه الأفكار غير آبهين بأنهم يعطون ذريعة لمن يتربص بهذا الدين .
فهؤلاء الخطباء أما جهّالاً لا يفقهون ما يقولون و فارغي المحتوى و غرباء عن حقيقة الدين و مضمونه فحينئذ تقتضي الضرورة ابعادهم عن الواجهة لأن فاقد الشيء لا يعطيه و إما أنهم من المغرضين الذين يتعمدون الإساءة إلى الدين و تشويه صورته الحقيقية الناصعة فعندئذ تجب محاربتهم بشتى الوسائل و نفيهم عن الساحة و كلا الحالتين تضع علماء المسلمين الحقيقيين أمام مسؤولية تاريخية و شرعية للتصدي لهؤلاء الذين أصبحوا يشكلون خطراً حقيقياً على الإسلام و توجيه عامة الناس و تحذيرهم بكل جرأة و صراحة ممن يحاول متعمداً أو مخطئاً ترويج أفكار و عقائد قد تحرف مسير الدين الحنيف و لتمييز الحق من الباطل لمن يخفى عليه ، و لا شك في أن تلك المسؤولية الكبيرة لا تقل أهمية بالنسبة للعلماء عن تبيان الأحكام الشرعية في العبادات و المعاملات بل قد تفوقها بكثير فإنها وظيفة الرسل و الأوصياء الذين هم امتداد لهم .
الحقوقي محمد عدنان
|