• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علاقة البترا بشجر الغرقد، ملجأ اليهود الأخير. الجزء الثالث.  .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

علاقة البترا بشجر الغرقد، ملجأ اليهود الأخير. الجزء الثالث. 

 عودتنا لغة الرموز والاشارة في الكتب المقدسة وما يُصاحبها من احاديث بأن اغلب النصوص الدينية تأتي على شكل امثال (1) ثم يأتي الانبياء والعلماء من بعده فيُفسرون هذه الامثال وتقريبها للاذهان . سبب اتفاق علماء اللاهوت وغيرهم من مستشرقين على ان البترا هي ملاذ اليهود الأخير، لم يكن بناءا على رغبة شخصية بل انهم فهموا من النصوص ذلك ولكنهم لم يتعمقوا كثيرا لمعرفة ما هو رمز البترا وإلى ماذا يُشير في بعض نواحيه.

لو رجعنا إلى المستشرقين الغربيين لرأيناهم يذكرون البترا كملاذ اخير لليهود كما بيّنا في الجزئين السابقين، ولكنهم لا يُشيرون إلى بترا الأردن بل إلى مكة المكرمة. وهي اشارة قد تبدو غريبة في معناها الظاهري ولكننا لو تتبعنا النصوص لوجدنا ان هذه الاشارة التي تُشير إلى هذا المكان لا تعني المكان بصورة حرفية بل تعني من يسكن في هذا المكان أيضا وبما ان أغلب الروايات في آخر الزمان تُشير إلى ان شجر الغرقد هو الوحيد الذي سوف يحمي اليهود وشجرة الغرقد عُرفت بها بلاد الحجاز وفي هذا دلالة على ان من يحكمون هذه البقعة المقدسة (مكة) سوف يُقدمون الملاذ الآمن لليهود في اليوم الأخير.

المؤرخ والمستشرق الكندي واستاذ علم اللاهوت (جيبسون) الذي زار الجزيرة العربية وقضى شطرا من حياته باحثا في جميع زواياها اشار في دراسته في جغرافية الأرض ونصوص القرآن مقارنا بها مع الكتاب المقدس ثم طالع كتب التاريخ عن مكة التي كُتبت قبل الإسلام وبعد سنوات من البحث وعلى ما يبدو اختلطت عليه بعض الامور فقال : أن المدينة المقدسة للمسلمين هي (البترا) وليست مكة.(2)

المشكلة التي وقع فيها هذا المستشرق هي ان جميع قلاع اليهود واماكنهم التي بحث فيها وجد أن القبلة فيها تُشير إلى اتجاه مدينة البترا، وطبعا هذا الخلط سببه ان البترا تقع وسط المسافة بين بيوت اليهود في الجزيرة وفلسطين. فتصور انها قبلة اليهود التي كان المسلمون ايضا يتجهون إليها ثم حولوها إلى ما هي عليه الآن بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقد ايد مستشرقان آخران رأي جيبسون وهما كرون و كوك اللذان نشرا ابحاثهما سنة 1977 فقالا أن اتجاه القبلة كان نحو البترا.

من هنا نفهم أن الاشارة إلى البتراء ايضا يشمل منطقة الجزيرة العربية والحجاز السعودية حاليا التي يكثر فيها شجر الغرقد وقد ورد في الحديث اشارة واضحة إلى أن اليهود في آخر الزمان يلجأون إلى ملاذين هما البترا وشجر الغرقد وقد ورد ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود). (3)

يدلنا على صدق هذه الرواية وانها تتعلق بآل سعود هي المحاولة اليائسة من الشيخ محمد العريفي التي حاول فيها جاهدا أن يصرف هذا المعنى عن اسياده السعوديين حيث زعم في قصة لا نعرف مصدرها ذكرها في حديثه لقناة الأقصى التابعة لحركة حماس بتاريخ 12 من سبتمر 2017 قال : (إن من ذهبوا إلى فلسطين يقولون إن كثيرا من اليهود يزرع حول بيته شجرة الغرقد . لأجل إذا جاء القتال يستطيع اليهودي أن يختبئ خلف هذه الاشجار ويؤمن المسلمون أن قتالا سيندلع في آخر الزمان بينهم وبين اليهود وأن الأشجار والحجار ستخبر عن اليهود الذين يختبئون خلفها إلا شجر الغرقد).(4)

ما نشاهده هذه الأيام من تسارع الاحداث بشكل خطير واتجاه دول الخليج بقيادة آل سعود إلى اقامة حلف وعلاقة قوية مع اليهود في كافة المجالات يؤكد لنا أن البترا هي رمز تكلم به الانبياء على شكل مثال اشاروا فيه إلى المنطقة التي يكثير فيها شجر الغرقد وهي السعودية. وبما ان اول ظهور للمهدي عليه السلام سيكون في مكة فلا نستبعد ان يقوم الحلف السعودي اليهودي قبل ظهوره الميمون تمهيدا لقمع حركته.

المصادر: 
1- وهذا ما ذكرته الكتب المقدسة جميعا . ففي الإنجيل قال السيد المسيح في متى 13: 3 (فاجتمع إليه جموع كثيرة،فكلمهم كثيرا بأمثال فتقدم التلاميذ وقالوا له: لماذا تكلمهم بأمثال؟ فأجاب وقال لهم : أكلمهم بأمثال، لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. بدون مثل لم يكن يكلمهم). وقد اخبرنا القرآن ايضا بأن لغة الامثال استخدمها الله لتقريب المعنى إلى الناس كما نقرأ في سورة إبراهيم آية : 25 (ويضرب الله الامثالَ للناس لعلهم يتذكرون). وكذلك قوله في سورة الرعد آية : 17 (كذلك يضرب الله الامثال).

2- انظر المستشرق دانييل دان جيبسون كتابة القرآن والجغرافيا طبع سنة 2011 .
3- الحديث مذكور في صحيح البخاري ج 3 ص 232، وصحيح مسلم : ج 8 ص 188. وقد اخذ البقيع اسمه من هذه الشجرة التي كانت منتشرة بكثرة حوله فأصبح اسمه (بقيع الغرقد). تنتشر هذه الشجرة بكثرة في صحراء الحجاز والمناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية بالإضافة لتواجدها بأعداد قليلة وبأشكال اخرى في الكويت ، فلسطين ، صحراء النقب ، وادي الأردن ، سيناء .وكل هذه المناطق تتعلق تاريخيا باليهود. 
4- قديما كانت هذه الشجرة تنمو في فلسطين بصورة عشوائية ولكنها في الزمن الحالي لا وجود لها إلا القليل المنتشر في البرية وسبب عدم زرعها هو انها من النباتات الشوكية السامة ذات اللسعة المؤلمة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=98387
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20