صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

المسلمون لم يكونوا مسلمين قبل الحسين !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بُعث الرسول الكريم الى الجزيرة العربية، لينتشل العالم من حضيضه، ولم تقتصر رسالته على عرب او عجم او غيرهم، وانما كان يريد ان يخرج الانسانية جميعها من الظلمات الى النور، الجاهلية لم تكن كما يذهب البعض الى غياب المعرفة، اذ لو كان العرب جهلة بهذا المعنى لما خاطبهم الاسلام بلغة القرآن الكريم، التي كانت تعتمد في حوارها الاستدلالات المنطقية والفلسفية والاستشهادات العلمية الكبيرة، ولو لم يكن العرب في ذلك الوقت يملكون قدراً معرفياً لفهم هذا الخطاب لكان من العبث مخاطبة أناس لا يفقهون من خطابك شيئاً، لانهم لن يفهموا وبالتالي لن يعتنقوا اي فكر او عقيدة لا يعرفون عنها شيئاً .

رحل الرسول الى بارئه وحبيبه، ليترك فراغاً لا يملئه الا من حمل رسالته، الطمع في الخلافة أنتج بيئة مختلفة خلال ساعات تختلف عما وضعه رسول الله، ليذهب العباس عم النبي ويعرض الخلافة على الامام علي بعدما شاهد القوم يتقاتلون عليها، ليقال عم النبي بايع ابن عمه، لتكون بيعة نافذة، ليجيبه الامام علي أجاهلية بعد اسلام؟!، فالمنظومة الفكرية الهشة لم تصمد امام القبلية والعصبية التي لم تبارح العقل الباطن، لتعود لأوجها عند اول نداء للجاهلية، فيتم نبذ بيت رسول الله ومحاربتهم حتى لا تبقى لهم باقية، لان وجودهم يهدد هذه المنظومة الفكرية المستندة على أسس غير اسلامية، لا من ناحية العدالة او السلام او الموضوعية او الحلال والحرام ولا اي من المبادئ التي جاء بها الرسول، ليصبح المسلمين غير مسلمين! . 

تغيير هذه المنظومة الفكرية المتصلبة اصبح شبه مستحيل وفق الطرق التقليدية للتغيير، فأنها تحتاج الى صعقة او صدمة تعيد ترتيب أولوياتها ومبادئها وفق المنهج الاسلامي، لتذكر القوم برسول الله وببيعة الغدير وبخطاب السماء، ليكون خطاب الحسين معهم من العمق والتركيز ما يختزل الرسالة بهذه الايام القليلة، التي رحل بها من المدينة الى كربلاء، ليتحمل آل بيت النبوة على عاتقهم اعادة القوم الى رشدهم وان كان ذلك على حساب قتل رجالهم وسبي نسائهم، ليكون الحسين وال بيته تلك الصدمة التي هزت المنظومة غير الاسلامية للمسلمين، لانها لم تحاكي عروبتهم، وانما حاكت اسلاميتهم الدفينة تحت أنقاض الضياع وعودة الجاهلية، ليكون مقتل الحسين وإخوته صرخة بوجه المنظومة الفكرية الاموية لا شخوصها التي تجسدت بهم، فمثل الحسين لا يبايع مثلهم، لم تُختزل بيزيد او شمر او ابن سعد، رغم كونهم أدوات هذه المنظومة، ولكن الحسين ضرب عمق هذا الاختلال الفكري والمنهجي ليعيد ترتيبه، ولينبض الاسلام في عروق القوم وان تغاضوا عن هذه النبضات الضعيفة، لتكون بداية احياء الاسلام الذي حاول الطلقاء إخفائه بكل أدواتهم، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/01



كتابة تعليق لموضوع : المسلمون لم يكونوا مسلمين قبل الحسين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net