الشيعة شاركوا بالعمل السياسي بدون مشروع شيعي فكانوا (بعثيون شيوعيون شرذمة إسلاميين)ـ
تقي جاسم صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم

 
................
يتهربون من تحمل مسؤولية تردي الجنوب والوسط بقولهم (نمثل العراق ولا نمثل الشيعة فقط) 
 ....................
  طرح الكثير من الباحثين الشيعة مواضيع بحثية عن (دور المرجعية في تهميش الشيعة بالعراق) ومنهم الاستاذ الدكتور عبد الخالق حسين ..من خلال تناولهم مخاطر تحريم المرجعية المشاركة بالحكم بل حتى تحريم المدارس والمؤسسات التعليمية الحديثة ببداية القرن الماضي.. لتكون المرجعية بذلك فك كماشة مقابلة لفك الكماشة السنية التي تهدف لتهميش الشيعة وابعادهم عن العمل السياسي..
 
  ولكن هؤلاء الباحثين تناسوا.. بان المشكلة الاساس ليست تحريم المرجعية المشاركة بالحكم.. بل المشكلة هي مشاركة الشيعة بالعمل السياسي بدون مشروع سياسي شيعي عراقي اساسا.. فمسخوا (بعثيين وناصريين وشيوعيين.. الخ).. ثم الى (اسلاميين متشرذمين بلا مشروع شيعي ايضا ولا قضية شيعية عراقية).. فكانوا كل شيء الا ان يكونوا (سياسيين شيعة).. وهذا ما نراه اليوم بعد عام 2003.. ومشاركة الشيعة بالعملية السياسية.. فصدم الشارع الشيعي العراقي منهم.. بعد ان وجدهم فاقدي المشروع متنافرين متصارعين لا يجمعهم جامع رغم الاهوال والمصائب والاخطار التي يتعرض لها الشيعة
 العراقيين عامة و بالجنوب والوسط الشيعي خاصة.
 
  بمعنى اننا وجدنا شيعة يدخلون العمل السياسي بالاحزاب المطروحة كواجهات علمانية لتوجهات سنية بالعقود الماضية..  .. كالبعث والناصرية وغيرها من الاديولوجيات القومية الفاشية بل حتى دخلوا في حزب التحرير السني (كهادي السبتي الذي اصبح زعيم لحزب الدعوة من عام 1963 الى عام 1981)،  ودخل قسم اخر بحزب الاخوان المسلمين وهو حزب مصري سني اساسا (كطالب الرفاعي من قادة الدعوة بالسبعينات).. علما هذه الاحزب الاسلامية السنية بادبياتها تصرح بهدفها لالغاء العراق كدولة وجعله (ولاية- اقليم) تابع لدول سنية كمصر او الاردن او سوريا ذات الاكثرية السنية تحت
 شعارات (الوحدة وعودة الخلافة الاسلامية السنية ...الخ) وكلها تهدف لتسقيط الاكثرية الشيعية بالعراق.. بعد ان وجد فراغا سياسيا كبير بالشارع الشيعي من اي مشروع سياسي شيعي عراقي.. 
 
    فيكتب احد نشطاء حزب الدعوة (سعود المولى) من ادبيات الحزب.. ما نصه ((كما أن التوجهات الفكرية والتنظيمية الأساسية للحزب الجديد (الدعوة).. جرت صياغتها استنادا إلى كتابات الباكستاني "السني" أبو الأعلى المودودي "سني" والمصري سيد قطب "سني" والفلسطيني تقي الدين النبهاني "سني".. وكان السيد الشهيد محمد باقر الصدر متأثرا بكتاباتهم إلى حد كبير.. وهذه حقيقة أكدها لي مرارا الإمام شمس الدين كما أشار إلى دور المجلات المصرية التي كانت تصل إلى النجف في تلك الأيام...)) كما نرى توجهات اول حزب يطرح (بدعوى انه شيعي) كانت توجهات منظري سنة.. ونظرا لان قادة
 حزب الدعوة الاساسيين.. كانوا من كبار قيادات احزاب اسلامية سنية غير عراقية ..بنفس الوقت.. كما لا يخفى ذلك على احد.. وهذا ما يؤكده مؤدلجي الدعوة انفسهم.. وما ذكره الناشط السابق بالدعوة ضياء الشكرجي بان الدعوة نسخة طبق الاصل من الاخوان المسلمين المصريين السنة.. ولكن بغطاء يُدعى بانه شيعي.
 
 
    فمحمد هادي السبيتي.. وهو لبناني اي اجنبي.. وقاد حزب الدعوة بالعراق بقبضة من حديد منذ عام 1963 الى عام 1981.. حيث كما هو معروف ان السبيتي منحدر من حزب التحرير الاسلامي السني (حزب فلسطيني النشأة والتاسيس).. الذي وصل بقيادته الى منصب مسؤول ولاية العراق (بمعنى حزب الدعوة لا يعترف بالعراق كدولة ووطن بل ولاية.. تابع لدول اخرى.. كحال حزب البعث الذي يعتبر العراق "قُطر" اي جزء من وطن وهمي خارجي) .. وقبلها كان السبتي اللبناني منتمي الى حركة الاخوان المسلمين سني ايضا.. وكذلك الشيخ طالب الرفاعي الذي كان منتمي بالاصل الى جماعة الاخوان المسلمين السنة
 (حزب مصري النشأة والتاسيس والفكر).. قبل ان يتحول الرفاعي الى حزب الدعوة.
 
 
   بل حتى اسم (حزب الدعوة).. جاء من كتاب بعنوان (مذكرات الدعاة والداعية).. لشخص اجنبي مصري يدعى (حسن البنا).
 
  علما لا يمكن وصف  شيعيا عراقيا (بانه سياسي شيعي عراقي) الا ان كان لديه مشروع شيعي عراقي.. كما لا يوصف كوردي  عراقي بانه (سياسي كوردي) الا اذا لديه مشروعا كورديا عراقيا.. ولا يمكن وصف شخص بانه (سياسي قومي) الا اذا كان يتبنى مشروعا قوميا.. 
 
    السؤال هل لدى سياسيي الشيعة (مشروعا شيعيا عراقيا) ينطلقون منه من بيئة عراقية شيعية ومن هموم شيعة العراق ومظلوميتهم وتاريخهم وحاجاتهم وتطلعاتهم ؟؟ ولا نقصد بانه (مشروعا دينيا) لان قضية شيعة العراق ليست اساسا قضية دينية.. بقدر ما هي قضية سياسية.. فالمسالة (هي الدفاع عن دماء شيعة العراق ووحدة جغرافيتهم اداريا وسياسيا واقتصاديات) وليس (الدفاع عن المذهب).. لان المذهب يوجد مؤسسات دينية وسياسية تدافع عنه وجامعات ومؤسسات وحسينيات ومراكز مالية ضخمة في جميع انحاء العالم تدافع عن المذهب الشيعي.. ولكن الازمة انه لا يوجد من يدافع عن شيعة
 العراق كمكون شيعي يواجه وواجه الكوارث والاطماع والتدخلات والمخططات التي تهدف لتمزيق الشيعة العراقيين وجغرافيتهم وثرواتهم.
 
  علما ان القوى الكوردية رغم الخلافات الكبيرة بينها.. ولكن المشروع الكوردي (قضية كورد العراق) جمعت الكورد رغم كل صراعاتهم وجعلت من كوردستان جنة مقارنة ببقية العراق.. اذن القضية هي التي تجمع الفصائل والقوى المتنافرة لاي جماعة... وتدفعها للتوحد منطلقة من مصلحة جماعتها. اي (تذوب الخلافات الكوردية الحزبية والعائلية داخل قضية كوردستان العراق).
 
  وكذلك من الازمات المعقدة التي يعانيها شيعة العراق.. هي تهرب سياسييهم عن تمثيل شيعة العراق فعندما يصل اي سياسي شيعي للبرلمان او الحكومة فورا يدعي (انه يمثل كل العراقيين ويمثل العراق) وانه (لا يمثل الشيعة).. وهذه وسيلة للتهرب من تحمل المسؤولية عن الوضع المتردي للجنوب والوسط الشيعي .. وعن فشلهم السياسي.. ورغم ادعاء البعض بانهم بذلك (يحاولون ابعاد تهمة الطائفية عنهم.. وانها تصريحات سياسية).. لكن يمكن قول ذلك عن اهل السنة.. ولكن لا يمكن باي حال من الاحوال عن سياسيي الشيعة..
 
 فسياسيي السنة يصرحون بالدفاع عن السنة.. وبنفس الوقت يدعون انهم (يمثلون العراق كله)؟؟ 
 
ولكن سياسيي الشيعة ينهزمون امام اي تهمة توجه بخصوص نزيف الدم الشيعي والفساد المالي والاداري..  بقولهم (بانهم يمثلون العراق ولا يمثلون الجنوب والوسط) وانهم لا يمثلون (الشيعة).. وان الحكومة والبرلمان يضم سنة وكورد.. ولسان حالهم (تردي الجنوب والوسط بسبب مشاركة السنة والكورد).. وبنفس الوقت لا يريدون الاعتراف بانهم لا يمثلون الشيعة فعلا.. في وقت السنة والكورد يعملون كلا منهم لصالح جماعته.
 
  فسياسيي الشيعة بالانتخابات نراى دعاياتهم تتحرك ببيئة شيعية عراقية.. ولكن عند وصولهم للحكم.. يكونون ابعد ما يكونوا عن اي مشروع شيعي عراقي او قضية شيعية.. والدليل لم يفز مرشحين سنة بالمثلث السني ممثلين عن دولة القانون مثلا.. وكذلك لم يتفق سياسيي الشيعة وقواهم السياسية على رئيس وزراء رغم مرور اشهر  على الانتخابات عام 2010.
 
  والاخطر ان (بلاهة او بلادت) سياسيي الشيعة .. فهم يضنون (انهم يمثلون العراق) في وقت الكورد لا يحتاجون سياسيي الشيعة حتى يمثلونهم بالبرلمان والحكومة.. فللكورد قادة واحزاب وسياسيين يجهرون بكل فخر بالدفاع عن قضية كوردستان العراق ضمن الاطر العراقية واقليم كوردستان..
 
     والسنة لديهم ممثليهم الذين يدافعون السنة العرب ويطالبون باطلاق سراح المسلحين السنة (الارهابيين) ويجهرون بالغاء المحكمة الجنائية التي تحاكم اركان النظام السابق.. وكذلك يطالبون بعودة هيكلية الجيش السابق ذا غالبية الضباط السنة.. ويرفضون الفيدرالية الجنوب والوسط ويؤكدون على المركزية كجسر لعودتهم للحكم والسيطرة على رقاب الشيعة والعراق مجددا.. ويؤكدون كذلك على ربط العراق بالمحيط العربي السني والمنظومة العربية السنية لتسقيط الاكثرية الشيعية وقوتها بالعراق.
 
السؤال هنا .. هل سياسيي الشيعة لديهم مشروع شيعي عراقي وقضية شيعية عراقية تنطلق من بيئة شيعة العراق و حاجاتهم ومتطلباتهم واهمها رفاهية الوسط والجنوب الشيعي ومدن وقرى الشيعة بعموم العراق.. هل يطالبون بوحدة شيعة العراق وحقهم بكيان فيدرالي موحد بالوسط والجنوب.. هل يطالبون بالدفاع عن دماء شيعة العراق وحماية اجيال الشيعة.. بالعراق.. 
 
بالطبع لا يوجد اي سياسيي شيعي عراقي يطرح ذلك.. لانهم منشغلين بالمناصب والنفوذ والكراسي والرواتب الهائلة والانبطاح الرخيص لعواصم المحيط العربي السني والجوار وخاصة القاهرة.. ليقدمون العراق لكل من هب ودب لقاء بقائهم بالكراسي وحصولهم على دعم خارجي اقليمي.
 
  واخيرا يتأكد بان اي شيعي عراقي يتقدم للعمل السياسي بالعراق.. ولا يتبنى قضية شيعة العراق.. فهو  بالنتيجة يكون (مرتزق- بعثي وان لم ينتمي- جحش يعمل لصالح مشاريع وقضايا الاخرين) بدون اي يعلم .. او يعلم لمنافع يجنيها من ارتزاقه.
 
   ويتحمل ذلك المؤسسة الدينية الشيعية الذين لم يطرحون مشروعا شيعيا برغماتيا عراقيا يهدف لنهضة الجنوب والوسط الشيعي.. وفي وحدتها الجغرافية والسياسية والادارية والاقتصادية ككيان سياسي موحد.. فادى عدم تبني القوى السياسية والمؤسسة الدينية لذلك.. الى فراغ ثقافي وفكري وسياسي كبير.. ملئته القوى السنية وواجهاتها العلمانية القوميين والبعثيين والناصريين بالحقب الماضية.. بشكل كارثي على شيعة العراق.
 
..........
واخيرا يتأكد لشيعة العراقيين بان بقاءهم (البطن الرخوة في بلاد الرافدين) لفقدانهم كيان فيدرالي بالوسط والجنوب موحد لهم.. يجعلهم ويجعل العراق كله مطمع للمحيط العربي السني والجوار..
 
    لذلك من الضرورة تبني مشروع الدفاع عن شيعة العراق   (قضية شيعة العراق).... وهي  بعشرين نقطة .. ، علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع)
 وعلى الرابط التالي 
 http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474 
....................
ومضات:
سياسيي الشيعة..بلا مشروع شيعي عراقي (بعثيون وان لم ينتموا) (مرتزقة - منسلخون)ـ
 
تبني قضية شيعة العراق (تذيب الخلافات الحزبية والسياسية والعائلية) وتوحد شيعة العراق بقضية 
 
سياسيي الشيعة..بلا مشروع شيعي عراقي (بعثيون مرتزقة منسلخون منبطحون مشرذمون)ـ
  ............................
 
تقي جاسم صادق
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تقي جاسم صادق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/30



كتابة تعليق لموضوع : الشيعة شاركوا بالعمل السياسي بدون مشروع شيعي فكانوا (بعثيون شيوعيون شرذمة إسلاميين)ـ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net