عيسى بن مريم روح الله وكلمته.. نبي الله ورسوله.. يسير ومعه الحواريون.. يمرّون بقرية قد صُرع أهلها.. لم يبقَ حتى طير تلك القرية ودوابّها.. صرعهم ريب المنون الذي يصرع كلّ أحد.. لكن هؤلاء الصرعى يبدو عليهم أن موتهم لم يكن بطريقة طبيعية.. الميت يُدفن.. يُوارى في الثرى.. هؤلاء الموتى صرعى على وجه الأرض..
تحدّث نبي الله مع حواريّيه..
ـ إنهم لم يموتوا إلا بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا.
هكذا يحلّ غضب الله تعالى بأهل معصيته.. تنزل بهم النقمة وهم في غمرتهم ساهون.. يأخذهم على حين غفلة من أمرهم..
يطلب الحواريون من نبي الله أن يدعو ربّه فيحييهم، كي يسألونهم عن سبب نقمة الله التي حلّت بهم.. يسأل عيسى (عليه السلام) ربّه فيأتيه الأمر بأن يناديهم ويسألهم.. صعد نبي الله على مرتفع من الأرض منادياً..
ـ يا أهل هذه القرية.
ـ لبيك يا روح الله وكلمته.
ـ ويحكم، ما كانت أعمالكم؟.
ـ عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب.
أجل.. هذه الخصال التي أوجبت حلول نقمة الله.. هي التي تٓذٓر الديار بلاقع من أهلها.. كأن القرآن يحدثنا عنهم حيث يقول: (كم تركوا من جنات وعيون* وزروع ومقام كريم* ونٓعمة كانوا فيها فاكهين)..
يدور بين نبي الله وبين ذلك الرجل حوار نعرف من خلاله كيف كانوا منغمسين بحب الدنيا وعبادتها، وكيف نزل بهم العذاب المهين..
ـ كيف كان حبّكم للدنيا؟.
ـ كحبّ الصبي لأمه، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنّا.
ـ كيف كانت عبادتكم للطاغوت.
ـ الطاعة لأهل المعاصي.
ـ كيف كان عاقبة أمركم؟.
ـ بتنا ليلة في عافية، وأصبحنا في الهاوية.
ـ وما الهاوية؟.
ـ سجين.
ـ وما سجين؟
ـ جبال من جمر تُوقد علينا إلى يوم القيامة.
عرف الحواريون حال هؤلاء العبيد للدنيا، المطيعين لأهل معصية الله.. كيف أخذهم الجبار أخذ عزيز مقتدر.. لكن الغريب في الأمر أن هذا الرجل هو الذي أجاب نبي الله من بين سائر الهالكين.. وجّه عيسى (عليه السلام) بسؤاله..
ـ ويحك، كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟.
ـ يا روح الله، إنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمّني معهم، فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أُكبكب فيها أم أنجو منها..
سبحانك اللهم وبحمدك.. ما أعدلك.. ما اشدّ نقمتك.. وما احلى عفوك ورحمتك..
بعد ما شاهد الحواريون وسمعوا ووعوا يلتفت نبي الله إليهم..
ـ يا أولياء الله، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.
المصدر: الكافي ج٢ ص٣١٨
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عيسى بن مريم روح الله وكلمته.. نبي الله ورسوله.. يسير ومعه الحواريون.. يمرّون بقرية قد صُرع أهلها.. لم يبقَ حتى طير تلك القرية ودوابّها.. صرعهم ريب المنون الذي يصرع كلّ أحد.. لكن هؤلاء الصرعى يبدو عليهم أن موتهم لم يكن بطريقة طبيعية.. الميت يُدفن.. يُوارى في الثرى.. هؤلاء الموتى صرعى على وجه الأرض..
تحدّث نبي الله مع حواريّيه..
ـ إنهم لم يموتوا إلا بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا.
هكذا يحلّ غضب الله تعالى بأهل معصيته.. تنزل بهم النقمة وهم في غمرتهم ساهون.. يأخذهم على حين غفلة من أمرهم..
يطلب الحواريون من نبي الله أن يدعو ربّه فيحييهم، كي يسألونهم عن سبب نقمة الله التي حلّت بهم.. يسأل عيسى (عليه السلام) ربّه فيأتيه الأمر بأن يناديهم ويسألهم.. صعد نبي الله على مرتفع من الأرض منادياً..
ـ يا أهل هذه القرية.
ـ لبيك يا روح الله وكلمته.
ـ ويحكم، ما كانت أعمالكم؟.
ـ عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب.
أجل.. هذه الخصال التي أوجبت حلول نقمة الله.. هي التي تٓذٓر الديار بلاقع من أهلها.. كأن القرآن يحدثنا عنهم حيث يقول: (كم تركوا من جنات وعيون* وزروع ومقام كريم* ونٓعمة كانوا فيها فاكهين)..
يدور بين نبي الله وبين ذلك الرجل حوار نعرف من خلاله كيف كانوا منغمسين بحب الدنيا وعبادتها، وكيف نزل بهم العذاب المهين..
ـ كيف كان حبّكم للدنيا؟.
ـ كحبّ الصبي لأمه، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنّا.
ـ كيف كانت عبادتكم للطاغوت.
ـ الطاعة لأهل المعاصي.
ـ كيف كان عاقبة أمركم؟.
ـ بتنا ليلة في عافية، وأصبحنا في الهاوية.
ـ وما الهاوية؟.
ـ سجين.
ـ وما سجين؟
ـ جبال من جمر تُوقد علينا إلى يوم القيامة.
عرف الحواريون حال هؤلاء العبيد للدنيا، المطيعين لأهل معصية الله.. كيف أخذهم الجبار أخذ عزيز مقتدر.. لكن الغريب في الأمر أن هذا الرجل هو الذي أجاب نبي الله من بين سائر الهالكين.. وجّه عيسى (عليه السلام) بسؤاله..
ـ ويحك، كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟.
ـ يا روح الله، إنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمّني معهم، فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أُكبكب فيها أم أنجو منها..
سبحانك اللهم وبحمدك.. ما أعدلك.. ما اشدّ نقمتك.. وما احلى عفوك ورحمتك..
بعد ما شاهد الحواريون وسمعوا ووعوا يلتفت نبي الله إليهم..
ـ يا أولياء الله، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.
المصدر: الكافي ج٢ ص٣١٨
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat