صفحة الكاتب : صادق الموسوي

تجمع العراق يحيي ذكرى سيد الشهداء ويركب سفينة النجاة
صادق الموسوي

أقام تجمع العراق الجديد تأبينا لذكرى عاشوراء واستشهاد سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، في كربلاء مع نخبة من أهل بيته وأصحابه الذين ضحوا  بأعز ما تملكه الأنفس من اجل  إحياء شريعة رسول الله (صلى الله عليه واله) ورفع راية الإسلام عاليا خفاقتا ترفف فوق رؤوس الأشهاد بأرواح الشهداء الذين أصبحوا عناوين خلدها التاريخ على مدى الأجيال

فان ثورة الحسين بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام.

فكان صبره على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره،

الذين  أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى قتل روح الإسلام وقتل القران الناطق،

وما زال الطواغيت في الأرض يرتعبون من اسم الحسين ومرقده وزواره ومراثيه

فثورته كانت تبياناً للمؤمنين، حين صرخ بوجه الإسلام المزيف الدخيل 
لذلك نحيي ذكراه لأنه خالداً وثائراً وشهيداً  وقام لتصحيح الدين الذي حرّفوه وزيفوه وركبوه بالسياسة ركباً أعوجاً .

ففي كل زمان حسين ويزيد يتصارعان بأسماء وعناوين مختلفة...
ولكن الحسين  علمنا أن نجعل لنا كرامة وجباه  لا تطأطأ  لشخوص الطغاة

لذلك انتصرت  ثورة الحسين وفكره في كل زمان ومكان ضد كل ظالمٍ مستبد، معلناً  بنهوضه ولادة الأحرار والواعين والخالدين الخلود الأبدي

فكانت ثورته ثورة إصلاحية لتعديل مسار رسالة  الإسلام ، لأن الحسين وجد الإسلام يتحول من دين الله ورسوله، لدين السلطة والسياسة والشهوة لأشباه الرجال.

لان الناس أصبحوا عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم،

وذات مرة قال عمر بن سعد للحسين عليه السلام يا أبا عبد الله إن قبلنا أناس يزعمون أني أقتلك ، فقال له الحسين عليه السلام : إنهم ليسوا بسفهاء ولكنهم حلماء علماء ، أما إنه يقر عيني أنك لا تأكل به بر العراق بعدي إلا قليلا .

قتلوا الحسين في العاشر من محرم، فأعلن ولادته للخلود وأصبح منهجا لجميع  الأحرار في العالم ،  حين صرخ بوجه الظلمة (لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد)

فلا يقاس الحسين (ع) بالثوار، بل بالأنبياء 
ولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسماوات 
ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون 
مع الحسين (ع) كل هزيمة انتصار 
وبدون الحسين (ع) كل انتصار هزيمة 
لأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن 
كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء..
فالحسين (ع) ليس شخصاً، بل هو مشروع وليس فـــرداً، بل هــو مـنهج وليس كـــلمة، بل هــو رايـة 
لان ثورته إحياء ونهضة وخلود لذكرى العزة والكرامة والثبات على الحق 
وثورته تلهم الأجيال غطاءا وحكمة.
لان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة .


فأنت  يا سيدي امة للفكر والنضال والنهوض... 
بل أنت ثورة تقلق الظالمين في كل يوم يُذكر فيه أسمك ويُرفع ذكرك...
بل أنت حقيقة وعقيدة ومنهج لذلك قتلوك ،

وقتلوا معك ثلاثة وسبعين اسما أصبحت عناوين أسطورية طرزت وجه التاريخ الإنساني.

فقد انتصر دمك  الطاهر على سيوف حقدهم .

فانتصار الدم على السيف لا يقتصر على النصر العسكري ، بل يتعداه إلى إيقاظ الأمة وإحياء القيم وتمجيد الاسم والذكر.
فإن الإنسان الذي يتّبع الحقّ ويضحي في سبيل الله ودينه فهو منتصر على الدوام وينال إحدى الحسنيين. وكل من يتنكب عن مناصرة الحقّ فهو ليس بمنتصر ولا غانم حتّى وإن خرج  منتصرا .

فإذا أردنا أن نبني مجتمعاً حسيني السمة والمنهج والمسيرة، يتحدى الظلم، ويقارع الإرهاب، ويقاوم الاستبداد، ويقف متحدياً كل المؤامرات والدسائس والأفعال الخبيثة ، فليس لنا طريق الحسين ، متسلحين بمبادئ الرسالة والثقافة الحسينية.

فالسلام عليك يا ابا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك .

(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

101_0012.JPG

101_0003.JPG

 

101_0015.JPG


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/07



كتابة تعليق لموضوع : تجمع العراق يحيي ذكرى سيد الشهداء ويركب سفينة النجاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net