تأملات في النهضة الحسينية ح 3
حيدر الحد راوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
6- احنه غير حسين ما عدنه وسيلة الذنوب هواي كفتها ثجيله
للوهلة الاولى , قد يتصور احد بأن الشيعة يبالغون او ينحرفون عن عبادة الله عز وجل , عندما يرددون ويتمسكون في هذا البيت من الشعر , ولو تاملنا قليلا لوجدنا ان هذه الكلمات هي من اصدق مما قيل في الحسين (ع) .
فلو جلست جلسة تامل , و نصبت ميزانا , ووضعت حسناتك في كفة , وفي الكفة الاخرى سيئاتك , فمن الذي سيرجح ؟ , وجدت حسناتي تزن ( 10 ) غرام , وسيئاتي تزن بالاطنان , فلو قلنا الحسنة بعشرة امثالها , ستزن حسناتي ( 100 ) غرام , أي انها في كل الاحوال لا تصمد امام هذه الكتلة الضخمة من السيئات والذنوب , ولو ادركني الموت في هذه اللحظة , لكنت من الهالكين في سقر , لا ريب في ذلك ! .
وكلما طالّ عمري , ازددت حصادا للذنوب , فما الحل ؟ , ربما الحل في ( الشفاعة ) , لكن الشفاعة ترفضها بعض فرق المسلمين .
وجدت الحل في الكثير من الاحاديث الشريفة , مروية لدى جميع الفرق الاسلامية , فأختار منها حديث واحد , وهو حديث يروى عن جابر مخاطبا رفيقه عطية (( يا عطية ! سمعت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أحبَّ قوماً حُشر معهم ، ومن أحبَّ عمل قوم أُشرك في عملهم )) . بشارة المصطفى ، الطبري : 125 ـ 126 ح 72.
لو اني احببت الحسين (ع) وصحبه ( رض ) , حشرت معهم , ولو اني احببت عملهم , اشركت معهم , هذا بعد ان سلمنا ان ما قام به الحسين (ع) واصحابه (رض) مرضيا عند الله , واستوجبوا به الجنة .
لهذه المحبة شروط , ومن اهم شروطها :
1- اداء الواجبات , ويستحب الاتيان بالمستحبات قدر المستطاع .
2- اجتناب المحرمات , والمكروهات .
3- المحبة الخالصة لله عز وجل , وللنبي محمد ( ص ) , واهل بيته (ع) .
4- التخلق بأخلاق الحسين (ع) , والتي مصدرها ومنبعها الاسلام .
وهناك شروط اخرى لسنا في صددها , فمجرد محبته (ع) والرضا بعمله لا يكفي ان نحشر معه ونشرك في عمله .
كما وان من احب يزيد (لع) واذنابه , حشر معهم , واشرك في عملهم ! .
7- الطفولة
كان للطفولة نصيبها في واقعة الطف , فطالها القتل والاسر والتشريد , بعد ان نال منها العطش والجوع والحرّ .
اصطحاب الاطفال الى هذا المكان فيه كثير من الحكم , ولعل ابرزها :
1- تكامل موكب الحسين (ع) , حيث يوجد فيه الرجال , والنساء , الشيوخ و الاطفال والشباب , وعند توفر هذه العناصر يكون الموكب عبارة عن امة , شعب متكامل , يقف في خط المواجهة مع المعسكر المعادي , الذي يريد ابادته .
2- لعل في وجود الاطفال في معسكر الحسين (ع) , مؤثرا على الخصم , فيرق قلبه نحوهم , ولا يعبأ اخرون , فيحصل بينهم الشقاق والنزاع , كما حصل في قضية عبدالله الرضيع (ع) , فحدث النزاع , غير ان تعجل نبلة حرملة (لع) حالت دون انتشاره واستحكامه , فنتجت من هذا العمل محصلة عظيمة للعالم اجمع , حيث بينت وحشية هذا الجيش ومن يقف خلفه , من خلفاء الشيطان .
3- يشكل الاطفال في معسكر الحسين (ع) , سرية اعلامية , براءتهم مقابل سيوف العدو , نقاء سريرتهم مقابل احقاد واضغان القوم , فيجذبون انظار العالم إليهم , ويكونون مصدرا لجلب التعاطف نحوهم .