صفحة الكاتب : موقع الكفيل

المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: استعراضُ واقعة الطفّ مهمٌّ من الناحية التاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة...
موقع الكفيل

بيّنت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا أنّ استعراضَ واقعة الطفّ مهمٌّ من الناحية التاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، ولذلك على الإخوة أصحاب الاختصاص السعي لمعرفة تداعيات يوم العاشر من المحرّم. 
جاء ذلك خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة المباركة التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف اليوم الجمعة (25 محرّم 1440هـ) الموافق لـ(5 تشرين الأوّل 2018م)، وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، وهذا نصّها:
من أهمّ شخصيّات يوم العاشر بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) هو الإمام السجّاد صاحب الذكرى والمناسبة في هذا اليوم.
فاستعراض واقعة الطفّ مهمٌّ تاريخيّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً، ولذلك هذه المسألة موكولةٌ الى الإخوة الأعزّاء أصحاب الاختصاص لمعرفة تداعيات يوم العاشر من المحرّم، الحدثُ التاريخي لا يبدأ في آنه عادةً، فالأحداث التاريخيّة تحتاج الى مقدّمات، لكن هذه المقدّمات يكون مغفولاً عنها إلّا الشخص الدقيق الذي بدأ يرى الأمور تسير بشكلٍ آخر، لكنّ المؤرّخ عندما يؤرّخ تجد الكثير من الأحداث -قبل الحدث الأهمّ- تكون مخفيّةً عنه.
مثلاً الإنسان الآن إذا يُريد أن يؤرّخ حياة عالمٍ من العلماء، هذا العالِم عندما كان في طفولته كان شخصاً عاديّاً لم تُسلّط الأضواء عليه، ثمّ بعد ذلك أصبح علماً من الأعلام، ثمّ بعد ذلك توفّي وبعد وفاته يعلم بأنّ حدث وفاته حدثٌ كبير، لكن لا يعلم تاريخ حياته وبداية ولادته لأنّ التاريخ لم يحفظ لنا ذلك، فالأحداث الأهمّ تتربّع دائماً على عرش الاهتمام والأحداث الجانبيّة يغفل عنها البعض.
الأحداث التاريخيّة كانت مهمّة لأنّ فيها اعوجاجاً لنهجٍ معيّن، الله تبارك وتعالى ختم الرسالة بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله) ولا شكّ أنّ هذه الرسالة دفعت تضحيات كبيرة، فعندما نقرأ التاريخ نرى التضحيات جليّةً وواضحة، من أجل ماذا؟ كأنّما هذه التضحيات أراقت الدماء البريئة، من أجل ماذا؟ هناك من أراق الدماء وهناك دماء أُريقت، فعلينا أن نبحث عن الثانية، أنّ هذه الدماء التي أُريقت إن كانت هناك مشكلة في المبدأ فلابُدّ أن تُحلّ إراقة هذه الدماء حتّى تُحلّ هذه المشكلة، الإمام الحسين(عليه السلام) رفع شعاراً: (إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً...) يعني أنّ علّة خروجي لم تكن لهذه الأشياء، لعلّ غيري يُمكن أن يخرج طلباً لأمرٍ دنيويّ عن طريق شعارٍ أخرويّ، توجد هكذا شخصيّات يذهب ويقاتل من أجل الدنيا، نعم شعارُه شعارٌ أخرويّ حتّى يموّه على البسطاء، وعادةً هؤلاء لا يقاتلون في الصفّ الأوّل لأنّه في الصفّ الأوّل إذا قُتلوا تهدّمت هذه القضيّة، حتّى عندما قيل لأحد خصوم الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو خصمٌ لدودٌ، قيل له لماذا لا تُبارز أمير المؤمنين(عليه السلام)؟ فإن قتلته فُزت وإن قتلك ذهبتَ الى الجنّة، أُحرج في هذا الموقف فهو يعلم ماذا يقول ويعلم أنّ الهدف ليست له علاقة بالجنّة، قال: ما قاتلتُكم لكي تصوموا أو تصلّوا -هذه أشياء تفعلونها- إنّما قاتلتُكم حتّى أتأمّر عليكم. هذا الذي يتأمّر لا يُقاتل في الصفّ الأوّل بل يقاتل في الصفّ الأخير، ويدفع بهذه الأغنام للجزر لا يهمّه إن مات عشرة أو مات مائة.
الإمام الحسين(عليه السلام) عندما رفع هذا الشعار قال: (إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح) سؤالٌ مهمّ: هل تحقّق الإصلاح أو لم يتحقّق؟! الإمام الحسين(عليه السلام) نفسُهُ عظيمةٌ جدّاً، حاشاه أن يبذلها في قضيّةٍ مظنونة أو مشكوكة، مسألة القتل تهون على أيّ إنسان، يعني الموت مسألة حتميّة والإنسان ليست لديه مشكلة في أن يُقتل، إن لم يُقتل سوف يموت، لكن عندما يندفع الى القتال وهو في هذه الحالة وفي هذا المقام من أجل هذا المقام، وهو يعلم علم اليقين أنّ هذا الهدف لا يتحقّق ببقاء حياته، (لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي) هل تعلم يا أبا عبدالله أنّك سوف تنتصر وستقتل هذا الجمع؟! الإمام الحسين(عليه السلام) يعلم أنّه سوف يُقتل، وهذا الشعار عند الإمام الحسين(عليه السلام) إذن لابُدّ أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) قد حقّق الغاية التي جاء من أجلها وهي الإصلاح في أمّة جدّه، وهذه القضيّة في غاية الأهميّة، عندما يتكلّم شخصٌ في مقام سيّد الشهداء ويُريد أن يحقّق الإصلاح لا يُمكن أن يفشل -والعياذ بالله- بل لابُدّ أن يتحقّق هذا الإصلاح.
لماذا يقول الإمام(عليه السلام) تارةً أريد منكم هكذا أمور، أنتم أصلحوا أنفسكم، ليس من المعلوم أن يتحقّق هذا لأنّ إرادة مثل هؤلاء إرادة ضعيفة وهم قد لا يُصلحون أنفسهم، نبيّ الله نوح(عليه السلام) لبث في قومه ما شاء الله، ماذا أردا منهم؟ أراد أن يؤمنوا بالله، بالنتيجة لم يؤمنوا وحتّى ولده لم يؤمن، فلا يوجد خللٌ عند نوح لكن الخلل في قومه، تارةً نوح يقول: أنا أريد أن أؤمن، نعم.. لابُدّ أن يؤمن، مثل نوح لا يُمكن أن يفشل في دعواه، المطلب لابُدّ أن يكون واضحاً، الإمام الحسين(عليه السلام) خرج لطلب الإصلاح في أمّة جدّه، أنا ذهبتُ حتى أطلب الإصلاح، طلب الإصلاح لا يُمكن أن يكون في خُطب يوم العاشر فهذا وحده غير كافٍ، نعم.. هو طريق لكن هذا وحده غير كافٍ، ما الذي حصل بعد واقعة الطفّ؟ مسيرة الإصلاح قد بدأت وقاد زمامها الإمام السجّاد(عليه السلام) بشكلٍ قويّ جدّاً، أوّل عقبةٍ حقيقيّة واجهت الإمام السجّاد(عليه السلام) مشكلة الدعاية المضلّلة، أوّل مشكلةٍ واجهت الإمام(عليه السلام) هي أنّ هؤلاء لا يعرفوننا أصلاً، تشبّعت آذانُهم وقلوبُهم وعقولُهم بدينٍ آخر لا يمتّ لدين النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بصلةٍ أصلاً، والماكنةُ الإعلاميّة الشاميّة -وإن كانت السلطة والنفاق والمال- لعبت دوراً كبيراً في تضليل عامّة الناس، وما أدراك ما الضلال الذي يُصيب المجتمع؟!! عامّة الناس ضلّوا وهذه مشكلة، ففي بعض الحالات الإنسان الواعي الحكيم لا يستطيع أن يفعل شيئاً مع ضلال الأمّة!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موقع الكفيل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/05



كتابة تعليق لموضوع : المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: استعراضُ واقعة الطفّ مهمٌّ من الناحية التاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net