صفحة الكاتب : الشيخ مصطفى مصري العاملي

الى كربلاء .. رحلة وخواطر ومشاهدات( القسم الثاني )
الشيخ مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليلة عاشوراء ..وادخلوا الباب سجدا
إنها ليلة العاشر من المحرم ..
ها نحن نحج الى كربلاء .. لنحيي الليلة الاخيرة التي أمضاها الحسين مع صحبه وعياله على هذه البقعة .. إنها ليلة الوداع .
الملايين تحتشد هذه الليلة في هذه البقعة .. لم يعرف الحسين وصحبه طعم النوم في تلك الليلة ، وها هم المحبون والموالون زحفوا ليحيوا هذه الليلة أيضا.
إنها المرة الاولى في حياتي التي أتمكن فيها من أن أتواجد هنا في هذا الوقت .
كنت في تلك الايام القديمة التي تتجدد الان احضر الى كربلاء يوم العاشر من المحرم، اما اليوم فهو حدث جديد لن ينسى .
ليس في كربلاء ليل ، وليس فيها مكان ،
في مكة يزدحم الحجيج حال الطواف في مساحة هي المساحة الداخلية للحرم ، وقد تجد هناك بعض الحجيج الذي يفضل الصعود الى الطابق الثاني او الثالث من الحرم ليطوف هناك بهدوء وبدون ازحام ولكنه يمشي مسافة أطول .
اما في كربلاء فقد غدت كل شوارعها مطافا، حيث ما ذهبت وحيث ما اتجهت تجد الازدحام .
رجالا . نساء ، شبابا ، كهولا ، اطفالا ، من كل الاعمار ومن كل المستويات ومن كل الفئات جاؤا جميعا  يرددون لغة واحدة بأصوات مختلفة وعبارات متعددة .
لبيك يا حسين ..
أترك الصحب عند الباب وأتوجه نحو مقام أبي الفضل العباس ..
أحمل في يدي كتاب مفاتيح الجنان ، الذي منع في هذه البلاد لاكثر من عقدين من السنين .
رهبة وخشوع ، دمعة بل دموع ، وادخلوا الباب سجدا .
صفوف مزدحمة ، والجديد عما عهدته سابقا هو تفتيش الداخلين من قبل المتطوعين الذين جاؤوا ليؤمنوا حماية هذه العتبات .
لقد هال اولئك المجرمين تلك الروح الحسينية التي لا تزال تشتعل في النفوس ، رغم القهر والبطش ، والقتل والفتك ، فغدوا كخفافيش تطير في الظلام علها تخدش مشاعر هذه الملايين .
ربت على كتف الشاب الذي يقوم بالتفتيش عندما اعتذر مني ، قائلا لا عليك ، قم بواجبك وعندما يشاهدك الناس تفتش من هو مثلي فلن ينزعج أحد ، قبلته في جبهته . ودخلت الى الصحن الشريف مع الجموع الغفيرة .
لم يعد هناك مكان لوضع الاحذية قبل الدخول الى الحرم الشريف ، وأخيرا دخلنا مع الداخلين ، ولكن هل يستطيع شخص ان يتحكم بحركة سيره ؟ وقوفا او مسيرا ..
انه الحشد البشري المتلاطم الذي يتحرك ، عليك ان تسلم نفسك كما لو كنت تسبح في البحر وجاءك الموج العاتي ، ليس امامك من خيار الا ان تسلم جسدك لحركة الامواج ، وهنا موج بشري جاء ليسبح في بحر محبة آل الرسول.
وهنا خطر ببالي ذاك البيت من الشعر الذي يقول:
مررت على الديار ديار ليلى *** اقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي  *** ولكن حب من سكن الديارا
  قبلت الباب وأنى لي أن اصل الى الضريح . لست سابحا ماهرا ، فمثلي يستطيع ان يطفوا على سطح الماء ، لا أن يغوص في الاعماق . إذ أن محبة أهل البيت عليهم السلام لها لحن خاص ونسيم خاص ومذاق خاص ، مهما شرب منه الشارب وتذوق من حلاوته فإنه يشعر أنه لا يزال في بداية الطريق.
دفعني الموج الى زاية قريبة من الضريح ، ووقفت بجانب بعض المشرفين على تنظيم الامور ، اسندت ظهري للجدار ، ووقفت اخاطب العباس .. متر او متران يفصلني عن ضريح فارس كربلاء .. هذا الذي هوى قطيع الكفين بعد أن فلقت هامته يرقد جسده وفوقه ضريح من الذهب والفضة ما هو الا تعبير يسير من المحبين . وفوقه قبة ذهبية شامخة ومئذنتان عاليتان ..
حتى مكان قطع كل يد صارت مقاما.
قرأت الزيارة وخاطبت العباس بلغة خاصة . وذهبت ابحث عن مكان اصلي فيه بعض الركعات . التقيت بعدد من الاحبة ، ما أجمل اللقاء عند الاحبة .. صليت وصليت وصليت ..
وقفت أودع العباس قائلا .. صار باستطاعتي الان أن أذهب لزيارة أخيك الحسين ، من بابك ..
 

                              الى الحسين ...من العباس انقل السلام

قبل ان ينتصف الليل يممت ناحية  الحسين ...
لا أعرف كيف ذهبت .. ولا كيف سرت .. ولا من أي جهة عبرت ..
كل ما أذكره انني توجهت الى الحسين لانقل اليه سلاما من العباس ..
عله يقبل اعتذاري ..
لقد جفوته تلك السنين الطويلة .. كنت احدث نفسي .. لا شك أنه يعذرني ، فلم يكن ابتعادي عن اختيار .. وراحت بي الذاكرة الى تلك الليلة التي كنت قد دخلت بها الى العراق آخر مرة قبل زيارتي هذه ..
كانت ليلة رأس السنة الميلادية 1978... ساعة لا تنسى  من ذاكرتي ..
المهم أنني في تلك الساعة شاهدت اسمي في لائحة المطلوبين لدى النظام ، وقد تدخلت العناية الالهية .. أعمت بصرهم ، ولم يكن باستطاعتي الا متابعة سيري الى النجف الاشرف ، وعدت راجعا بعد ايام قليلة ...في قصة لها فصول عديدة ..
ومنذ ذلك الحين لم تطأ قدماي أرض العراق الى يومين مضوا من قبل ..
مرت هذه الخاطرة في مخيلتي وانا متجه الى الحسين .. لم أر الشوارع الجديدة والفسحة الكبيرة التي صارت قائمة بين مقامي الحسين والعباس ، ولم أر الجموع المحتشدة التي تحيي ليلة عاشوراء في كربلاء ...
كنت هناك أخاطب الحسين ... بلغة غير لغة الكلام .. لغة لا يفهمها الا الحسين ، ورب الحسين .. هل تقبل عذري يا ابن رسول الله .؟؟
نعم أنت أكرم من تردني .. ها أنذا قادم اليك من العباس ...
كل ما في ينطق بلغته .. السلام عليك يا حسين ..
السلام علي الحسين ..
وعلى علي بن الحسين ..
وعلى أصحاب الحسين ..
لا أعرف كيف وصلت .. وكم استغرقت معي تلك المسافة من وقت ..
لقد استيقظت من عالمي الذي لا يشعر به سواي ، وأنا ضمن بحر من البشر ، وكأن الموج يحملني  وظهر أمامي القبر الشريف . قبر علي بن الحسين .. والى يساري قبور الشهداء ..
انتصبت أمامي صورة علي الاكبر .. وهو يمص لسان والده عله يبل ريقه بما يروي ضمأه ، وسمعت صوته يخاطب والده .. إن لسانك أيبس من لساني..
وفجأة أشاهد من شباك الضريح .. الطفل الرضيع .. ودماء نحره يتلقاها الحسين ويرمي بها نحو السماء..
خنقتني العبرة والتفت نحو الاصحاب ..لاستعرض شريطا سريعا من الاسماء والمواقف ..
شعرت ببلاغة ذاك الشاعر الذي قال:
كذب الموت فالحسين مخلد*** كلما مر الزمان تجددا
تقدمت قليلا و وقفت في زاوية أخاطب الحسين وأقرأ زيارة عاشوراء.. وذهبت الى رواق داخلي ورحت أصلي ..
ألم يمضي الحسين وصحبه هذه الليلة في الصلاة ..؟
قرابة الثانية من فجر يوم عاشوراء لفت نظري عدد من الخدم في الروضة الحسينية يطلبون من الزوار مغادرة المقام ..
تجاهلت هذه الحالة الى أن بدأ يخلو الرواق فعلا ..
تعجبت من الامر ولم أجد له تفسيرا ..سألت أحد الخدم .. ماذا تفعلون ؟ ولما تطلبون من الزوار الخروج؟
لقد ولى عهد الطاغوت – قلت في نفسي – ما السبب  ؟
أجابني : شيخنا... لقد بدأت مواكب المطبرين تنتشر في الشوارع ، ونخشى أن يدفعهم الحماس للدخول الى داخل الحرم .. ولذا فسنغلق الابواب حتى الغد الى ما بعد الانتهاء من المواكب ، وسيبقى الصحن مفتوحا.. عندما سمعت كلامه ... رجعت ثلاثين سنة الى الوراء بل أكثر .. والى سنوات  عاشوراء التي امضيتها هنا وتذكرت  عندما كنت واقفا في الرواق الذهبي خلف الشبك الحديدي وأنا أنظر الى المواكب تدخل من باب وتخرج من باب آخر وبعضهم يحمل سيفين ..
          قلت في نفسي .. نعم فربما يندفع بعض المتحمسين بعد انقطاع ومنع لمدة ثلاثين سنة ..
          وقفت أودع سيد الشهداء .. قائلا : لا جعله الله  آخر العهد مني لزيارتك .
والسلام عليك سيدي ومولاي ورحمة الله وبركاته ..
          وخرجت قاصدا العودة الى العباس ..
 
مواكب التطبير
  في الثانية والنصف فجرا ..خرجت من الحرم الحسيني الذي كاد يخلو من الزوار بعد اقفال الابواب .. ولم يبق الا باب جانبي للخروج ..
الصحن يزدحم بالاعداد الغفيرة .. الاكفان البيضاء .. التي تذكرنا بإحرام الحجيج ..بريق السيوف الذي يعيدنا الى عمق التاريخ ...رنة وقرقعة تشعل عاطفة من الحزن ..
صدى هز السيوف يولد في النفس شعورا بالعنفوان والعزة .. وصرت اتأمل في وجوه المحبين .. كبارا وصغارا وشبانا واشبالا ... كلهم جاؤوا ليعبروا بطريقتهم عن ولاءهم وحبهم للحسين ..
لقد طوى الزمن صفحة سوداء من ثلاثين عام مورس فيها الكبت والحقد والقهر والمنع للموالين من التعبير عن محبتهم ومواساتهم للحسين ..
وهاهم اليوم اندفعوا بدون خوف ولا وجل .. في ردة فعل صادقة ...
أعداد لم تجمعها كربلاء في عاشوراء قط ..لا في الزمن القريب ولا في الزمن البعيد ..
ليس من السهولة الخروج فالابواب والشوارع مزدحمة ولا مجال لان يتحرك احد الا بصعوبة ..
بعد جهد وصلت الى الباب الخارجي للحرم .. ويا لرهبة ما شاهدت ..
رحت أنظر بعين تترقرق فيها الدمعة الى تلك السيوف من كل الجهات .. وكأنها سمعت نداء الحسين : هل من ناصر ينصرنا فزحفت اليوم لتقول : لبيك يا حسين ..
مضت ساعة من الزمن وأنا لا استطيع ان أعبر من باب الحرم تجاه العباس..
وِأخيرا أدخلني بعض لابسي الاكفان بينهم ، وأنا أنظر الى مجموعة من الصغار التي ارتدت اكفانها وتهيئ نفسها لغسل رأسها ووجوهها بالدم ، مواساة لاطفال كربلاء ..
انهمرت دموعي غزيرة وأنا أمر في وسط أحد المواكب كما هي في هذه اللحظات التي اتذكرها مع كتابة هذه السطور.
ظننت أن الطريق صار سهلا امامي ، ولكن كل ما حصل انني استطعت ان اعبر موكبا واحدا ..
كل الحشود تتجه نحو الحسين في هذه الساعة ، فكيف لي ان استطيع الخروج باتجاه آخر ..
المهم.. مضى الوقت ولم أصل الى حيث الصحب بجوار كف العباس الا قبيل أذان الصبح ..
والمواكب منتشرة في كل شارع وزقاق ومكان ..
وعلمت أن بدء ضرب الرؤوس بالسيوف لن يكون الا بعد صلاة الصبح ..
دخلت الى بهو فندق كي أتوضأ استعدادا لصلاة الصبح ..
إنها الصلاة الاخيرة التي صلاها الحسين قبل ان تبدأ المعركة يوم عاشوراء ..
وصدح المؤذن ينادي : الله اكبر ..الله اكبر .. واردد معه قائلا : على من طغى وتجبر ..
ما هي إلا دقائق قليلة بعد الصلاة حتى لم يعد يسمع إلا لحن واحد ، وهتاف واحد .. وصوت واحد .. حيدر.. حيدر .. حسين .. حسين .
بدأت الاكفان البيضاء تنصبغ بالاحمر القاني ..في مشهد عاطفي مؤثر يؤجج المشاعر..
مواكب لا عد لها ولا حصر .. تشاهد فيها نماذج عن كل شرائح المجتمع..
مواكب الطلبة الجامعيين .. مواكب الاحياء في المدن ..مواكب الصناعيين .. مواكب التجار .. مواكب طلبة العلوم الدينية .. مواكب يجتمع فيها المحبون والموالون يمارسون فيها تعبيرا صادقا عن مواساتهم  حسب قناعاتهم ..
وكأنهم يقولون : سيدي يا حسين ..لئن عجزنا عن أن نكون معك في ساح كربلاء .. نبذل دمائنا وأرواحنا فداء لك .. فها نحن الان في ذكراك نشج رؤوسنا ، ونصبغ بالدم أكفاننا ، لنقول إنا معك  سيدي ..مستعدون لبذل الروح والدم فيما بذلت فيه دمك وروحك ..
لم نغادر مكاننا .. فمواكب المطبرين تمر أمامنا لتدخل من باب وتخرج من الباب الذي جلسنا بجواره..
توقفت بجوارنا سيارة إسعاف مع طاقم طبي لتكون على أهبة الاستعداد .. ولم ينقل اليها سوى رجل من المتفرجين أصابته حالة انهيار من التعب والارهاق ، ولا ادر إن كان لتلك المظاهر أثر في ذلك..
حركة دائمة مستمرة ، مواكب تأتي ومواكب تذهب ، وما لفت نظري هو أنني لم أر أي موكب سوى مواكب التطبير ..
أين مواكب حملة الزنجيل ؟  أين مواكب اللطم على الصدور ؟ .. كلها وحتى تلك الساعة صارت مواكب سيوف مصبوغة أكفانها بالدم الاحمر..
وفي التاسعة ونحن نجلس تارة ونقف تارة أخرى يصل الى جانبي ابني الذي غادرنا في الصباح وقد صبغ الدم رأسه وثيابه وحتى نظارته ..
لم يقل أنه يريد ان يطبر عندما تركنا في الصباح .. نظرت اليه وكفنه بيده ، حبست دمعة بعد أن سالت أخرى .. جلس بجانبي .. وتقدمت عدة نسوة يطلبن منه قطعا صغيرة من الكفن الاحمر .. وزعت عليهن بعض القطع ..
سألته مع من ضربت ؟ ومن أين لك الكفن والسيف ؟ قال ذهبت الى أحد المواكب القريبة هنا ، وقلت لهم إنني اريد ان اشارك في التطبير .. قالوا .. أين السيف والكفن ؟ قلت لهم ليس معي شيء . قالوا .. ان الاكفان وزعت منذ يومين ولا يوجد شيء للتوزيع .. قلت لهم إنني لبناني وقدمت البارحة واريد المشاركة .. ذهب أحدهم واحضر له كفنا وأدخله في ضمن الموكب الذي سيبدأ في التطبير ..
كان الموكب يزيد عن مائتي شخص .. معهم عدد من الاطباء .. وعدد ممن يساهم في التنظيم ..
من يملك الخبرة الكافية يسمح له بأن يقوم بالتطبير لنفسه .. ومن لا يملك الخبرة فيقوم بعض ذوي الخبرة بالتطبير له .. ولا يسمح له بأن يجرح رأسه  مجددا ، وتنتشر بينهم مجموعة تراقب كل واحد ، فمن يشاهدونه يندفع في عاطفته فإنهم فورا ينزعون منه السيف .
أخبرني ابني بكل هذه التفاصيل التي لم أكن سابقا على اطلاع عليها ، ولم أكن أتوقع هذه الدقة في التنظيم بين مواكب المطبرين ..
قلت له : لما لم تغتسل ؟ قال لأن هناك ازدحاما شديدا في اماكن الغسل نتيجة الاعداد الكبيرة من المطبرين ..
التفت الى أخيه وقلت له اذهب الى هذا الفندق المقابل( قربة العباس ) واحجز غرفة كي يتمكن أخوك من الاغتسال ..
في تلك اللحظات بدأت تظهر بعض مواكب الجنزير ، وفي التاسعة والنصف بدأت تخف مواكب التطبير لتظهر المواكب الاخرى ..
ذهب حينها ابني ليستحم في الفندق وكان لا يزال يفصلنا نصف ساعة عن الانفجارات ..
 
           الدواء عند العباس... ولحظة الانفجارات

 قبيل دقائق قليلة من سلسلة الانفجارات عبرت الشارع بين المواكب لأجد ابني قد اغتسل وأزال عن محل الجرح قطعة القماش التي غطته .
نظرت الى الجرح فشاهدته لا يزال ينزف شيئا يسيرا ، ولما لم يكن لدينا شيء من الادوات الطبية فقد طلبت من أخيه الاكبر الذهاب الى احدى سيارات الاسعاف المتوقفة امام أحد أبواب الحرم ، كي يحضر قطعة قماش معقم او ما يشبه ذلك كي يضعها على الجرح ، وعدت الى باب مقام العباس حيث أمضينا الليل هناك ونحن نعيش في ذكرى ليلة عاشوراء من السنة الواحدة والستين للهجرة .
كان من المقرر ان نغادر كربلاء قرابة الظهر الى النجف الاشرف، ولكنني قررت البقاء لليلة اضافية لشعور راودني بأنني لم أرتو من ليلة واحدة .
 زيارة لي يوم عاشوراء هي الاولى منذ ثلاثين عاما، وإحياء ليلة جانب الحرم في ليلة العاشر هو الاول في حياتي ، لم تكن لتروي ظمئي  وكان هذا كافيا لاتخذ قرار البقاء لليلة اضافية ولكن  صديقنا الايراني كان راغبا بالتوجه الى النجف الاشرف مع اولاده  نتيجة لضيق وقته وصديقنا العراقي كان مترددا بين البقاء معي ليلة اخرى في كربلاء وبين الذهاب الى النجف، وبعد مداولات قصيرة بيننا اتفقنا على ان يذهب صديقنا العراقي ليوصل عائلته الى منزل قريب من الحرم لاحد اقربائهم في كربلا ثم يعود للذهاب مع صديقنا الاخر على ان نلتقي في يوم الغد في النجف الاشرف مساء عند مقام أمير المؤمنين .
كانت الساعة في تلك اللحظة تشير الى التاسعة وخمس وخمسين دقيقة .
ذهب ابني قاصدا سيارة الاسعاف ، وتوجه صديقنا السيد مع عائلتة  واتفقنا على ان يعود في العاشرة والنصف بينما كان صديقنا قد جهز نفسه واولاده للتوجه الى النجف.
بدأ يغلب على مواكب العزاء اللطم بالزنجيل بعد ان خفت مواكب المطبرين ، وهي تسبق  مواكب اللطم على الصدور ، موكب طويريج المشهور .
المواكب مستمرة ونحن جلوس عند باب العباس مقام الكف.
الساعة تقترب من العاشرة ، وما ان تجاوزتها بدقيقة واحدة حتى سمعنا صوت انفجار بعيد ..
سألني صديقي ما هذا ؟
تريثت في الجواب .. وفي الدقيقة الثانية انفجار اقرب.. وتوالت الانفجارات ..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/02



كتابة تعليق لموضوع : الى كربلاء .. رحلة وخواطر ومشاهدات( القسم الثاني )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net