صفحة الكاتب : نبيل عبد الكاظم

وقفات مع الإلحاد. [ الوقفة الأولى : الإلحاد والدعاء ]
نبيل عبد الكاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الأدلة التي يدفع بها الإلحاد الى الساحة المعرفية الإنسانية 
لرفض فكرة وجود الخالق مسألة (ثنائية الدعاء والاستجابة).

▪يقول فكتور ستنجر في كتابه{الله الفرضية الفاشلة}:
[[هل الصلاة تعمل؟إحدى الخصائص المعرّفة عند الله اليهودي-المسيحي-الاسلامي هو انه يعتقد بإستجابته لتوسلات المؤمنين ويتدخل لتغير المجرى الطبيعي للأحداث حتى تؤثر فيه شدة وتقوى المتوسل (او حينما يشاء) .
بالتأكيد،نظراً لملايين الصلوات المقدمة يومياً ،اي ما يتجاوز 
البلايين في التاريخ المدوّن يفترض بنا العثور على بعض
الأدلة الإيجابية القابلة للتحقق موضوعيا (لا القصصية فحسب)
إلى الآن؟]]
- بمعنى أن هذا العالم الفيزيائي يرى -وفقا للاستقراء الخارجي- عدم واقعية العلاقة الثنائية بين الدعاء والاستجابة كما تذهب اليه الديانات الثلاث ، فهناك الكثير من المصلين على مرّ التاريخ والى يومنا هذا يدعون الخالق ولا توجد إجابة توازي تلك الأدعية وهذا دليل واضح على عدم وجود الخالق والا لكانت هناك استجابات بعدد تلك الأدعية او لا اقل لها بصمة واضحة بحياة المتوسلين.." هذا فحوى ما افاده.
▪وهذا دوكنز يردد الفكرة ذاتها في كتابه (وهم الاله)
[[احدى التجارب المسلية أن لم نقل مثيرة للشفقة,عن المعجزات ,كانت تجربة الدعاء الكبرى:هل تساعد الصلاة المرضى على شفائهم؟...]].
¤ويلاحظ على ذلك:
١-على فرض تمامية ما قدمه فكتور ستنجر فإن المستفاد هو رفض
وإبطال للاتجاه الديني الذي يؤمن بالشرائع السماوية ولا تتحرك نوبة الرفض هذا اتجاه الانسان الربوبي الذي يؤمن بوجود خالق للكون ولا يعتقد بوجود شرائع نازلة منه ،بمعنى أن الدليل لا يتسم بصفة الاطراد. 
وعليه إن مسألة الدعاء والاستجابة ليس لها أدنى علاقة بمسألة إثبات او إنكار خالق الكون.

٢-إن فهم القضية التي هي محط الحوار والنقاش او النقد والرفض يتحقق عبر الاحاطة بكافة جوانبها اي الفهم الكلي لها لذا يعد الفهم الجزئي للامور سبباً للحكم السلبي وعاملاً للجهل المعرفي وبالتالي سلماً نحو الابتعاد المتراكم عن جادة الحق والصواب.
وهذا ما انجر إليه فكتور ستنجر في الحكم على ثنائية الدعاء والاستجابة عبر دراسة إحصائية لا ترقى إلى السلم المعرفي. ان ثنائية الدعاء والاستجابة في المنظور الثقافي الديني تتوقف على امور عدة
منها: شخصية الداعي،ومنها :طبيعة الدعاء،ومنها :المصلحة الالهية، ومنها: فلسفة الدعاء .
وهذه الجوانب اثرتها أيادي العلماء بما فيه الكفاية لفهم الدعاء وأبعاده في حياة الداعي،بل انها -اي الجوانب تلك - تشير إلى عدم وجود الملازمة الذاتية بين الدعاء والاستجابة لتعدد المصالح او الموانع.
▪ففي الدعاء:
[وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاُْمُورِ،].

٣- إن تطبيق المنهج العلمي الاستقرائي-مبدا حساب الاحتمالات-
على مسألة الدعاء بهذه الطريقة يمثل <إحدى التجارب المسلية أن لم نقل مثيرة للشفقة العلمية>.
لان من أساسيات تطبيق التراكم الاحتمالي هو كون المفردة قابلة للنمو الاحتمالي،ومسألة الدعاء والاستجابة فاقدة لهذا الشرط من جهة اختيار الاشخاص المتوسلين ،وهل هم مستجمعون لشرائط الدعاء في وقت الاستقراء؟ وكذلك الحال بالنسبة الى المرضى،و كم عدد الأشخاص اللذين أجرى عليهم الاختبار؟وكم كانت العينة التي اخذها منهم أثناء استقرائه؟كما تفضل به أستاذنا.
اضف إلى ذلك أن مسألة الدعاء والاستجابة وفقا للمنظور الديني
مسألة ذات بعدين.
الاول: بعد بيد العبد وهو أمر ملموس .
الثاني: بعد بيد الغيب، ومن اين لنا أن نطلع على ضوابط و تقديرات الغيب في الاجابة وعدمها؟انها مسألة تمتاز بالحركة وعدم الضبط وهو ما يجانب المنهج الاستقرائي القائم على ضبط المفردات التراكمية التي هي شريان النمو الاحتمالي.

٤-على فرض صحة تطبيق المنهج الاحتمالي في مسألتنا،يقول أستاذنا الفاضل الشيخ على ديلان في كتابه(وجود الله بين العلم والنمهح العملي)ص ٤٤٨:
[إن حساب الاحتمالات اذا صح إجراؤه في تحقيق الثنائية المذكورة -الدعاء والاستجابة-فينبغي أن يكون إجراؤه عن طريق مُساءلة أولئك الدعاة ،وذلك بأن نسأل كل فرد في مجموع حياته-لا في خصوص لحظة السؤال-بعد توثيق إستحابة دعائه بما دل على صدق قوله ،وقد نضطر إلى هذا الأسلوب أو قد نلجأ إلى هذه الطريقة باعتبار الباحث ليس بمقدوره أن يحدد طبيعة او لحظة الاستجابة ].
وهذا الكلام لا نجد له بصمةً علميةً في كلمات فكتور ولا دوكنز الساخر.

#النتيجة.. 
[[ إنه لا علاقة ترابطية دائمية بين الدعاء وبين الاستجابة في المنظور الديني حتى نقرر على أساسها اثبات وجود الخالق من عدمه ]].
اذاً ما سعى فكتور شيتنجر و ريتشارد دوكنز ورائه من انكار وجود الله تعالى عبر التوسل بدليل تجربة الدعاء والاستجابة هو 
"فرضية فاشلة و وهم الحادي"
..............................................
مصادر للمراجعة:
١-مواهب الرحمن في تفسير القران للسيد عبد الاعلى السبزواري
ج/ ٣ ص ٦١ لاحظ شروط الدعاء.
٢-كتاب وجود الله بين العلم والمنهج العلمي للشيخ الأستاذ
علي ديلان ص ٤٤٢ وفيه مناقشة علمية لما طرحه فكتور ستنجر.
٣- "وَهْم الإله" (بالإنجليزية: The God Delusion) هو أحد كتب عالم الأحياء البريطاني ريتشارد دوكنز ،نشر عام 2006. 
موضوع /تجربة الدعاء الكبرى/ص ٦٣.
٤-الله الفرضية الفاشلة / هل الصلاة تعمل؟ ص ٩٤،فيكتور جون شتينجر هو أمريكي مختص في فيزياء الجسيمات، وفيلسوف وكاتب و مشكك ديني. ويرتبط شتينجر بالإلحاد الجديد وهو كاتب للأدبيات العلمية أيضا، الوفاة: 27 أغسطس 2014، هاواي، الولايات المتحدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

نبيل عبد الكاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/03



كتابة تعليق لموضوع : وقفات مع الإلحاد. [ الوقفة الأولى : الإلحاد والدعاء ]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : د . طارق المالكي
صفحة الكاتب :
  د . طارق المالكي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net