صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

دموعي الجواري تُرجمانُ فؤاديا
رزاق عزيز مسلم الحسيني

قصيدتي في سيدي ومولاي أبيِّ الضيمِ الامام الحسين ع وقد ناهزتْ على المئة بيت وقد لايتاح الوقت الكافي للقاريء الكريم لقراءتها كاملةً لذا ارتأيتُ نشرها على اجزاء واستميح مولاي ابا الله على جهد المقلِّ سائلا المولى ان يتقبلها مني فاني لا اريد بها الا وجهه تعالى 

دموعي الجواري تُرجمانُ فؤاديا

وأفصحُ نطقاً في الأسى من بيانيا


 

تسحُّ على خدَّيَّ نيرانَ لوعةٍ

ومن ذائبِ الأحشاءِ فاضتْ دواميا


 

تسحُّ على سبطِ النبيِّ وآلهِ

وقد كُنَّ في مُرِّ الخطوبِ عواصيا


 

ولكنَّها ما أطفأتْ فيَّ حُرقةً

لهيبُ لظاها لم يزلْ ليَ صاليا !!!


 

وأنّى لها أنْ تطفأَ الحزنَ في الحشى

ونيرانُها كادتْ تُسيلُ المآقيا ؟!!!


 

فما خفَّ حزني في رثائكَ سيّدي

وحرُّ بكائي لم يكنْ ليَ شافيا


 

وَيَا سيّدي ما مثلُ يومكَ كائناً

يظلُّ بهِ التاريخُ أسودَ داجيا !!!


 

مصابُكَ جمرٌ لاذعٌ في قلوبنا

يظلُّ الى يومِ القيامةِ واريا


 

يلوحُ لعيني مشهدُ الطفِّ ماثلاً

كأنَّ بهِ الأحداثَ تجري أماميا


 

يلوحُ لها سبطُ النبيِّ وركبُهُ

بدوراً بليلِ الطفِّ تجلو الدَّياجيا


 

يلوحُ لها نورَ النبوّةِ واقفاً

وحيداً ( ألا هل مِنْ مغيثٍ ؟ ) مناديا


 

أحاطتْ بهِ الأعداءُ من كلِّ جانبٍ

وما هابَ جيشاً في حشودهِ طاميا


 

يلوحُ لها معنى البطولةِ والوفا

ورمزَ التفاني للمخيّم ساقيا


 

وليثَ الشرى بأساً إذا احتدمَ الوغى

أبا الفضلِ مطروحاً على النهرِ ظاميا


 

يلوحُ لها خيرَ النساءِ وفخرَها

تحوطُ اليتامى والنساءَ البواكيا


 

فما مثلها في الدَهرِ ذاقَتْ مصائباً

ولا مثلها طوداً مِنَ الصبرِ راسيا


 

لكِ اللهُ أنّى قد حملتِ فجائعاً ؟

تُشيبُ مِنَ الطفلِ الرضيعِ النواصيا !!!


 

يلوحُ لها أقمارَ آلِ محمدٍ

تهاوى على الرمضاءِ صرعى ظواميا


 

تلوحُ لها تلكَ الفجائعُ غصّةً

فتنهلُّ وبلاً أحمرَ اللونِ قانيا


 

يحارُ لساني كيفَ أرثيكَ سيّدي

وأنتَ الذي أعطى الوجودَ معانيا ؟!!!


 

وأنتَ العُلى والمجدُ والفخرُ والإبا

لكَ الدهرُ يبقى بالمآثرِ شاديا


 

يظلُّ مدى الأعصار ذكرُكَ خالداً

بها تُنشدُ الأشعارُ حزناً مراثيا


 

ويبقى فريداً لي مُصابُكَ مُلهماً

يفيضُ بهِ قلبي أسىً وقوافيا


 

وأُنشودةُ الأحرار في كلِّ ثورةٍ

وفي كلِّ عصرٍ تستفزُّ الطواغيا


 

فيا ابنَ النجومِ الزُّهرِ من آلِ هاشمٍ

وخير الورى طُرّاً تقىً ومعاليا


 

وأكرمُ مَنْ صَلَّى وصامِ لربّهِ

وأتقى البرايا رائحاً أو مُغاديا


 

وَيَا حصنَ مَنْ رامَ النجاةَ بموقفٍ

بهِ المرءُ يرجو أن يكونَ مواليا


 

بدربِكَ نالَ السائرونَ كرامةً

وفازوا برضوانٍ ونالوا الأمانيا


 

سوى حبِّكم لاشيءَ ينفعُ مسلماً

بيومِ عصيبٍ لم يكُ المرءُ ناجيا


 

فلا أرتجي الا الشفاعةَ في غدٍ

وجلُّ مرامي أن تكون جزائيا


 

فيا بطلاً ما هابَ قطُّ مِنَ الردى

ولا كانَ يوماً للطغاةِ مُحابيا


 

وَيَا ثورةً للحقِّ و العدلِ لم تزلْ

تهدُّ عروشاً جائراتٍ عواتيا


 

ملكتَ كياني هيبةً وجلالةً

وحبّاً تناهى لم يسعْهُ فؤاديا


 

وأكرمُ مَنْ ضحّى لدينِ مُحَمَّدٍ

فكانَ لهُ بالنفسِ والأهلِ فاديا


 

فما كانَ في التاريخ مثلكَ باذلٌ

بلغتَ بجلِّ التضحياتِ التناهيا

 

وَيَا خيرَ مقصودٍ وأجودَ جائدٍ

وقفتُ على أعتابِ بابكَ عافيا


 

أُناجيكَ شوقاً للزيارةِ تائقاً

لأنشقَ عطراً للنبوّةِ ذاكيا


 

ببابكَ ملهوفاً وقفْتُ مسلَّمًا

وكلّي رجاءٌ أنْ تردَّ سلاميا


 

فما خابَ يوماً قاصدوكَ لحاجةٍ

فكيفَ يخيبُ الْيَوْمَ فيكَ رجائيا ؟!!!


 

فيمّمتُ وجهي شطرَ صحنِكَ زائراً

وطفتُ بروحي حولَ قبركَ باكيا


 

وظلَّ قريباً من جواركَ خافقي

وإن كانَ جسمي عن رحابكَ نائيا


 

أُنادي مِنَ المنفى عليكَ بحسرةٍ

إمامَ الهدى لبّيكَ للهِ داعيا


 

على الرأسِ أسعى نحو قبرِكَ زائراً

فمنّي قليلٌ أنْ أزوركَ ماشيا


 

رزاق عزيز مسلم الحسيني


 

السادس من محرم الحرام

المصادف 2019/9/6


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/07



كتابة تعليق لموضوع : دموعي الجواري تُرجمانُ فؤاديا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net