الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : حسن حامد سرداح

خطاب الفشل و"إبادة" الشعب
حسن حامد سرداح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ ليلة يوم الخميس الماضي والمشاهد في ساحات التظاهرات تزدحم الواحدة بعد الأخرى حتى اصبح من الصعب التمييز بينما يحصل في ساحة التحرير وساحات المحافظات الجنوبية فمنظر الشاب الذي تصيبه قنبلة مسيلة للدموع براسه تكرر اكثر من مرة في أماكن مختلفة وحالات الاختناق بسبب الغازات لا تعد ولا تحصى، فهناك مشاهد حية للعشرات من جثامين الشباب تحمل في عربات "التكتك" التي أصبحت "ايقونة" وعلامة فارقة في احتجاجات تشرين التي وصل عدد المصابين فيها بسبب نيران وقنابل الملثمين الى عدد يقترب من الثلاثة آلاف.

لكن المتابع للمشهد يدرك جيدًا بان التصعيد في مواجهة المحتجين المطالبين بالتغيير انطلقت شرارته بعد خطاب "الفشل" الذي القاه دولة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من مكان مجهول، والذي اكتسب صفة "الفشل" لأسباب عدة لعل في مقدمتها الأخطاء الفنية في الإخراج والمونتاج والتي تدل على "غياب" الكفاءات في مكتب رئيس الوزراء او الاستعجال والإرتباك بعملية التسجيل، ومن تابع الخطاب ليلتها سيرى جيدا حجم تلك الهفوات، في حين كان مضمون الخطاب مجرد وعود سابقة أعيد تدويرها مرة أخرى بعناوين ومسميات مختلفة سمعنا بها منذ اعلان البرنامج الحكومي قبل عام لكننا لم نلمس الإنجازات حتى الان، لتكون كلمات عبد المهدي "الشحنة" الأخيرة التي دفعت المحتجين للإصرار على مطالبهم والاستمرار بالتظاهر السلمي.

الغريب.. ان عبد المهدي ذهب بخطابه ليذكرنا بالمجازر التي كان يرتكبها نظام البعث وصدام حسين واخطاء اسلافه نوري المالكي وحيدر العبادي وكيف "سوفت" اللجان التحقيقية في عهدهم ولم يحاسبهم احد، وكأنه يريد القول بانه "أفضل" من هؤلاء وعلى "عباد الله" انتظاره لفترة اطول او على الأقل انتهاء السنوات الأربع حتى يغادر براتبه التقاعدي وامتيازاتها، فيما يعيش الملايين من ابناء البلد تحت خط الفقر.

يا سيادة دولة رئيس الوزراء كنا ننتظر منك خطابًا يتوج باستقالة واعتذار للشعب عن عجزكم في تلبية المطالب وتوفير حياة حرة كريمة للمواطنين وسماحكم بجعل البلاد ساحة يمارس فيها المتخاصمون هواياتهم في تصفية الحسابات ومساهماتهم باضعاف السيادة، كنا ننتظر استقالة توضح فيها عجزكم عن اتخاذ القرار امام "سطوة" بعض القوى السياسية التي تمتلك المال والسلاح وتتحكم بخطواتك، حتى الخطاب الذي القيته علينا بعد منتصف الليل، صياغة كلماته لم تكن وفق إرادتكم، لتنطلق بعده حلفة "إبادة" ضد المحتجين من شعبك، تعهدت في خطابك بانها لن تتكرر كما حصل في بداية تشرين، لكن عدد الشهداء تضاعف وأساليب القمع تطورات فأصبحت القنابل تخترق جماجم المنتفضين، حتى من تعهد بحمايتهم وأعلن "النفير العام" في المؤسسات التابعة لتياره غاب عن المشهد ليومين، ليظهر بعدها ويخبرنا بان "الحكومة مخيرة بين الإقالة والاستقالة" ويحذرنا من فتنة لا نعلم من يقودها سوى انها ستنتهي بمجازر واحراق الممتلكات العامة، ليعلن بعدها تحالفه السياسي المعارضة البرلمانية، لكنه تناسى ان يبلغنا، هل ستشمل المعارضة الانسحاب من المناصب الحكومية؟..

الخلاصة.. ان عمليات قتل المتظاهرين منذ بداية احتجاجات تشرين يتحملها عبد المهدي والقوى السياسية "الصامتة" والتي ساهمت بخروج الأوضاع عن السيطرة حتى وصل الأمر لعمليات حرق للممتلكات العامة ومهاجمة بعض مكاتب الأحزاب السياسية التي لا تخلوا من بصمة "تصفية الحسابات" التي جرفت معها بعض المتظاهرين من دون ارادتهم او أخذتهم "حماسة" المطالبة بالتغيير، في وقت لا نعرف أسباب تمسك بعض الأحزاب بتلك المقار وتفضيلها على ارواح المواطنين رغم امتلاكهم القدرة على اعادة بنائها فيما بعد.

لكن النتيجة ستكون لصالح عبد المهدي و"القتلة" من اجل ايجاد المبرر بانهاء الاحتجاجات تحت عنوان "الحفاظ على الامن" اخيرا... السؤال الذي لابد منه.. هل سيرحل عبد المهدي قبل ساعة الندم الأخيرة؟..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حامد سرداح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/27



كتابة تعليق لموضوع : خطاب الفشل و"إبادة" الشعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط£ط¯ط®ظ„ ظƒظˆط¯ ط§ظ„طھط­ظ‚ظ‚ : 1 + 5 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net