صفحة الكاتب : افراح شوقي

اخترقت 16 رصاصة جسده وعاد للحياة ليحكي قصة اغتياله
افراح شوقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الدكتور رافد الخزاعي في مكتبه بمستشفى اليرموك التعليمي وسط بغداد («الشرق الأوسط»)
 
قصة الطب في العراق، قصة لا تشبه غيرها وهي تتخطى أكثر من مرحلة صعبة وحرجة منذ ثمانينات القرن الماضي وانشغال الطبيب بمداواة جراح حرب طويلة استمرت نحو ثماني سنوات، وما تلاها من شحة الدواء والمستلزمات الطبية في ظل حصار اقتصادي عطل الكثير من البنى والمشاريع الصحية، وحتى المرحلة الأصعب منها والمتمثلة في حرب الخليج عام 1991 والاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 وما ترتب عليه من تخريب وانهيار كامل لمعظم المؤسسات الصحية فيه. وحده الطبيب العراقي ظل يعمل وسط ظروف صعبة وأدوات شحيحة ليس أقلها إجراء عمليات جراحية خطرة في البيوت وعلى ضوء الفوانيس إثر استهداف المنظومة الكهربائية واستهداف الأطباء والكفاءات العلمية من قبل العصابات المسلحة والإرهاب، مما أسفر عن اغتيال عدد كبير منهم وهجرة أكثر من ثمانية آلاف منهم إلى خارج العراق.
ومن بين قصص كثيرة ومميزة من رحلة صبر الطبيب العراقي، هناك قصة الدكتور رافد الخزاعي، مدير قسم الباطنية في مستشفى اليرموك التعليمي وسط بغداد، الذي نجا من محاولة اغتيال بأعجوبة بالغة خلال فترة العنف الطائفي في عام 2005، عندما داهم عيادته سبعة مسلحين، وجهوا نحوه إطلاقاتهم النارية واخترقت 16 منها جسده، لكنه بقي على قيد الحياة، بل قتل أحدهم وأصاب آخر، فيما لاذ الباقون بالفرار، حسبما قال لـ«الشرق الأوسط».
وأضاف الخزاعي «خلال عملي في العيادة، مساء أحد الأيام، داهمني اثنان من المسلحين، وفي لحظة خاطفة كانا يوجهان أسلحتهما نحو رأسي، طالبين مني أن أرافقهما، وإلا قتلاني في مكاني مع المريض الذي كنت أعالجه وقتها، فحاولت مراوغتهما وتمكنت من سحب مسدسي الشخصي، القريب من مكتبي، وأصبت احدهما في رأسه ومات على الفور، فيما أصيب الآخر في يده». ويتابع الخزاعي «صوت الإطلاقات النارية نبه بقية أفراد العصابة السبعة الذين كانوا في الخارج، فانضموا إلى زميليهما وصاروا يوجهون وابل رصاصاتهم نحوي، وكانت الحصيلة أن 16 رصاصة اخترقت أنحاء مختلفة من جسدي وسقطت أرضا مغشيا علي، فظن المسلحون أنني مت، ولاذوا بالفرار».
ثم يصف الخزاعي اللحظات التي تلت إغماءه بشيء من التفصيل فيقول «تلك اللحظات كانت حاسمة في حياتي، إذ شاهدت روحي وهي تصعد للسماء، وهناك شاهدت بعض الأموات الذين أعرفهم، ووجدت نفسي أدخل في نفق طويل أشاهد فيه حسناتي وسيئاتي في الدنيا، وكنت أضحك وقتها لأن الكفة متعادلة، وشاهدت أيضا امرأة أعرفها قالت لي: اذهب للدنيا فأنت لم تمت بعد، ورأيتني بعدها أخاطب ربي وأقول: هل سأموت وأنا لدي طفلان صغيران بحاجة لي؟ هل سأموت بنفس الطريقة التي مات بها أخي؟ ومن سيعالج العشرين مريضا الذين كانوا في عيادتي؟ لم أكد أكمل تلك التساؤلات حتى جاءني صوت بعيد يقول لي: اذهب فلك ثلاثون سنة تعيشها على الأرض». ويضيف «لحظتها شعرت أني أعود للحياة وصحوت فعلا وأنا أسعل لتخرج إحدى الرصاصات التي كانت عالقة في القصبة الهوائية من فمي، واستطعت أن أقوم مشيا إلى سيارتي وأتوجه إلى المشفى القريب للعلاج، بعد أن أخرجت بيدي سبع طلقات استقرت في بطني».
الأطباء في مستشفى مجاور وصفوا حالة الخزاعي بالمعجزة حالما وصل إليهم، وتمكنوا من إخراج بقية الرصاصات من جسده، دون أية عملية جراحية، واستطاع بعد نصف ساعة استعادة عافيته وعاد بعد أيام ليمارس عمله. وعن سر شجاعته، يقول إنه مارس العمل في الحرب كطبيب عسكري لسنوات طوال، فيما يردد دائما أن مفردة الخوف من الأوضاع الأمنية لم تعد تقلقه ما دام قد حظي بثلاثين سنة مقدما.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افراح شوقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/15



كتابة تعليق لموضوع : اخترقت 16 رصاصة جسده وعاد للحياة ليحكي قصة اغتياله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net