رواية كورون وحقيقة التقليد
ابو تراب مولاي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

على خلاف أغلب الأخوة الذين نقدوا هذا الرجل وربما جرّحوا به .. أُحاول أن أعتذر له وأبرّر لأجل تنقيح حقيةٍ أريد الوصول إليها..
فإنّ بني آدم يُخطئون ويجهلون وذلك ليس جريمة إذا لم يصرّ الإنسان على جهله ويعتذر عن خطئه.
لكنّني أريد أن أوجه سؤالاً إلى بعض المثقفين وبعض أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا (بعض) الذين تلقَّوا دعوة ترك التقليد وعدم الحاجة إلى المتخصصين "الفقهاء" بالقبول والترحاب بل والترويج .. أقول : إذا كان الأخ المقدّم وهو من الطراز الأول من الوجوه الثقافية والإعلامية، وإن لم يكن أستاذاً في الجامعة فهو بتلك الدرجة قد غابت عنه كذبةٌ كتبها جاهلٌ بقواعد الشعر والنثر والبلاغة واللغة، وفيها من المطاعن ما لا يغيب على أصاغر الطلبة، فكيف به وبكم في مسائل علم الفقه والأصول والحديث المعقّدة التي قد يوجد عمومٌ في كتاب الكافي ومخصّصه في كتاب الوافي؟! وكيف بكم وبه إذا وجدتم حديثَين صحيحَين أحدهما يحكم بطهارة جلد الميتة والآخر يحكم بنجاسته ؟! بل كيف بكم إذا لم تجدوا لواقعة معينة حكماً في النصوص الشرعية؟! مع أنّ تلك الأسئلة من أبسط الأمور وأهون عقبات العبور.
والإنصاف الذي يجب أن يكون هو أنّ أصحاب التخصصات الأخرى لا غنى لأحدٍ عنهم في مجال تخصصهم، كما لا غنى لهم عن أصحاب التخصصات الأخرى كالفقهاء، وما عدا ذلك يكون مكابرة وتكبّر، فإني على علم بأنّ البعض ترك التقليد ودعا لتركه إنما بداعي التكبّر لا بداعي الدليل العلمي المفقود أساساً !
ومع أنّ حديثي عن البعض فإنه لا يفوتني أنْ أُنصف العلماء من أصحاب التخصصات الأخرى الذين يحترمون تخصص غيرهم ولا يكابرون بشأنه فإنهم الذخر الذي لا غنى لنا عنه.

الموضوع السابق شهادة الرائي أوثق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat