صفحة الكاتب : عبد الناصر السهلاني

في ذكرى رحيل المصطفى الخاتم (ص)
عبد الناصر السهلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اعظم مخلوق في هذا الكون لم يعش في هذه النشأة الدنيا الا ثلاث وستون عاما، عاشها فقط لتأدية المهمة العظمى فما ان انقضت حتى انطلق الى مكانه المذخور لكنهه وماهيته التي هي ابعد ما تكون عن لحاظاتنا، فكان حديثه على قدر عقولنا "انا معاشر الانبياء امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم" وهو القائل لعلي (عليه السلام) "ماعرفني الا الله وأنت".

هذا الانسان الكامل لاقى الأذى بعد دعوته الالهية من بعض المحيطين به ممن بذل جهده لهدايتهم فصبر على ذلك الاذى، فهو لا يعنيه أمر شرهم اتجاهه، ولا يقيم له وزناً فهو سائر وفق البرنامج الرباني الذي كلف بتأديته، وقد وطن نفسه بتربية عالية على كل المواجهات المحتملة، فقد صدح منذ البداية رادا على قريش، موجها خطابه لعمه وكافله ابي طالب عليه السلام: "يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الامر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته، ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى…" (تاريخ الطبري: ج2، ص67).

حتى حان موعد الرحيل كان كعادته رؤوفا بهم اراد لهم الخير بالتاكيد على تحديد المسار الذي ذكره في غدير خم بامر من الله تعالى باتباع من هو نفسه بنص القرآن علي (عليه السلام) كي لا يضلوا ويخسروا، لكنهم أبوا الا الضلال عدا ثلة طيبة عرفت الحق وإئتمرت بأمره(صلى الله عليه وآله) بالرجوع الا الهدى الذي تعين في وصاية الامام امير المؤمنين (عليه السلام).

فكان حب الرئاسة الشر الذي ران على قلوب المنافقين فاعلنوا عصيانهم لأمر الله تعالى ووصية النبي جهاراً نهاراً وبكل اصرار وعناد مرهبين كل من يخالف مخطط الشر الذي هموا بتطبيقه، منتهكين للحرمات بالارهاب والقتل والتمثيل.

ولا زال حب الرئاسة عند البعض يعمي ويصم متجاوزا كل الحدود الشرعية والاخلاقية.

 

وكان ممّا قاله أميرالمؤمنين(عليه السلام) وهو يلي غسله (صلى الله عليه وآله) وتجهيزه:

"بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي، لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالاْنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّماءِ، خَصَصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ، وَعَمَمْتَ حَتّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَواءً، وَلَوْ لاَ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ، لاََنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُونِ، وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً، وَالْكَمَدُ مُحَالِفاً، وَقَلاَّ لَكَ! وَلكِنَّهُ مَا لاَ يُمْلَكُ رَدُّهُ، وَلاَ يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي! اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ" (نهج البلاغة: ٢٣٥)

 

فالسلام على رسول الله يوم ولد ويوم رحل ويوم يبعث حيا.

اعظم الله تعالى اجوركم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الناصر السهلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/15



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى رحيل المصطفى الخاتم (ص)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net