صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

عن آمال وأماني الشباب في العام 2021 
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في البدء لابد من الإشارة إلى أن المسار الكوني في جانبه المادي يسير بخط تصاعدي على مستوى الانجاز الحضري في بنائه ووسائل اتصالاته وطبه وسائر علومه وليس ذاك بخاف على بصير. أما في المجال الحضاري والبعد المعنوي فتتفق الأديان الابراهيمية على أن الأرض سائرة نحو الصلاح العام وسيتمكن المنقذ من قيادة العالم وهذا يعني أن هناك رقي بشري ونمو ايماني وتطور أخلاقي يُمكن المخلص من القيادة وبناء دولة العدل وبالتالي فمهما حصل من صعود ونزول في مؤشرات النمو والازدهار المعنوي فإن المحصلة ستكون الصعود لان الكون بمجمله يكدح للوصول إلى دولة العدل والله غالب على أمره. من هنا فالتفاؤل في أن القادم أفضل ليس أحلاماً ولا أمنيات بل واقع حتمي وإن انتابنا ألم هنا وزلزال هناك.
العراق تجاوز محنة كبيرة للأسف يحاول الإعلام التغطية عليها وصرف الأنظار عنها، إنها محنة الديكتاتورية التي مسخت البشر وحولتهم إلى آلات توجه وتقاد وتُساق كما يريد الديكتاتور، للأسف أن شبابنا لم يطلعوا على تلك الحقبة بشكل يمكنهم من تلمسها وفهمها كما لو كانوا عاشوا فيها، وهذه الفجوة قد توقعهم في منزلق العودة اليها فيندمون ولات حين مندم.
إن حرية النقد والتظاهر والاحتجاج والتعبير والعقيدة والعبادة هي جوهر ما دعت اليه الثورات الكبرى كما في اعلان حقوق الانسان والمواطن الفرنسي في 1789 والاعلان العالمي لحقوق الانسان في 1948 المعتمد كوثيقة في الامم المتحدة وسبب ذلك أن اعطاء هذه الحريات هو من يُشعر الانسان بإنسانيته أولاً ويفسح المجال للتغيير نحو الأفضل ثانياً.
إن الأمل يحدونا وبقوة أن تغييراً سيحصل حتماً نحو الأفضل إذا ما استطاع الشباب أو استطاعت النخبة منهم أن تُمسك بأدوات التغيير الأساسية وتحافظ عليها وأولها الحرية، فهي المفتاح لكل تغيير قادم ان شاء الله، ونحن حين نتحدث عن التغيير فإننا نعني بذلك الحكم الرشيد ودولة الانسان التي تليق بنا. أدعو الله أن يحفظ العراق والعراقيين من كل سوء وان يفتح لهم في عام 2021 كل خير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/01/18



كتابة تعليق لموضوع : عن آمال وأماني الشباب في العام 2021 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net