صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

شذرات حسينية
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن القراءة التقليدية للثورة الحسينية استوعبت الكثير من مساحاتها التاريخية الا انها ساهمت في بعض من المراحل التثقيفية لهذه الثورة المعطاء، لن نقرأ الثورة الحسينية بقراءة معكوسة لتسجيل الكثير من الوقوفات، قد تحملها القراءة التقليدية، نحاول ان نثير التجربة الأولى في القراءة المعكوسة للثورة الحسينية، على بعض خفاياها.
 السر الثوري الحسيني لم نستطع استيحاءه من المحتملات، نحن قادرون على فك الترميز الثوري بل استطعنا ان نقف على بعض ما وقفتنا عليه الروايات، وهي تجربة جديدة لقراءة الماضي لغرض الاحتمالات المستخلصة من المشاهدة والمحطات التاريخية لتشكل علامات استفهام تندرج ضمن سياقات الواقعة التاريخية، نتواصل مع الماضي بالبحث الاستفهامي او الاستنكاري لنغوص في أعماق الحادثة.
 والمختبر التاريخي يرى ان المشكلة التاريخية تنحدر من اعماقنا لتشكل حاجزاً او عائقاً في الفهم التاريخي، ولعل السبب في هذا الابتلاء المعرفي هو غياب الحالة التحليلية او التجربة المختبرية، وبات البحث التاريخي متهماً طائفياً او أداة محرضة على الفتنة او مكسباً شخصياً او هدفاً سياسياً، والتجربة من اجل الوقوف على ما وراء الحدث، فان الحراك الفكري الذي تحدثه الطريقة المختبرية في الاستقطاب المعرفي يجعلنا مدفوعين باتجاه استحداث هذه الآلية المعرفية التحليلية: 
(المحاولة الأولى): 
 ماذا لو بايع الامام الحسين (عليه السلام) يزيد؟ لكان السبب المباشر لثورة الحسين (عليه السلام) هو امتناعه عن البيعة ليزيد الفاسق شارب للخمر. 
ما الذي دعا الامام الحسين (عليه السلام) ان لا يبايع؟ لئلا يعرض نفسه واهل بيته للقتل والسبي والتنكيل، اذ لو بايع الامام الحسين (عليه السلام) يزيد واعتذر لقلة الناصر لكان أمراً مقبولا فيه، ولسلم الامام الحسين (عليه السلام) واهل بيته والمسلمون يقدرون بقلة الناصر، والحسين سبط رسول الله (ص) هو من عامة الناس لذا لابد لهم من الطاعة.
 مبايعة الامام الحسين (عليه السلام) ليزيد هي من قبيل البيعة العامة للخليفة ولا احد يرضى للحسين (عليه السلام) وهو سبط النبي (ص) وخامس اهل الكساء باجماع المسلمين، ان يكون من سوقة الناس وعامتهم تلزمه بيعة فاجر.
 والحسين (عليه السلام) صرح بأن يزيد ليس اهلا لهذه البيعة، وبيعة الحسين ليزيد تجعل خلافته تامة، ان البيعة في المفهوم العام تعني العهد، تكون بصفقة البيعة التي هي كصفقة البيع والشراء بغض النظر عن مشروعيتها العامة لا يمكن ان يبايع ثم لا يلتزم بهذه البيعة. 
 (الحالة الثانية):
 فرضية: لو اختار الامام الحسين (عليه السلام) غير الكوفة؟ اقترح عبد الله بن عباس على الامام الحسين (عليه السلام) بالذهاب الى اليمن وقد وصف عبد الله بن عباس الكوفة بالغدر ونكوث العهود، فإن فيها عزلة ولنا فيها انصار واعوان وبها قلاع وشعوب لا تتعدى عن قراءة الواقع بالرواية المادية، وحساب الخسارة والربح المادي ذلك الاحترام لآراء المشفقة والمتوجسة ينظر الى الامر بنظر غيبي يمكن تجاوز هذه الآراء.
 مبايعة الكوفيين له وتواتر الكتب وكان اهل الكوفة كتبوا اليه: (انا معك مائة الف...) ولابد له ان يتصدى لأمر الامة وإظهار كلمة الله تعالى بعد ان آلت الى الاندثار والافول.
 لو افترضنا ان الامام الحسين (عليه السلام) توجه الى اليمن وتحصن بجبالها وتستر بشعبها ولا يبقى للحسين (عليه السلام) فضل الجهاد ومقارعة الطغاة، لو استطاع الامام الحسين (عليه السلام) ان يقيم دولة كبقية البلدان من الدول العربية تكون بمنزلة ولاية متمردة يقرأها التاريخ دون ان يكون لها بريق المظلومية التي أحدثت الانتصار.
 تأسيس الدولة: لم يكن طموح الامام الحسين (عليه السلام) ولو اختار الامام الحسين (عليه السلام) بلدا غير الكوفة لما تعدت ثورة مجرياتها الى الحد الذي تعيشه هذه الثورة من شهرة وسمعة فاقت توقعات الجميع، وذلك لما للكوفة من خصائص ساعدت على انتشار الثورة.
(المحاولة الثالثة):
 فرضية: لو ابقى الامام الحسين (عليه السلام) عياله في المدينة، مشروع الثورة بحاجة الى جهد اعلامي يتناسب وضخامة التضحيات المقدمة كما الجهد لهذا المشروع الإعلامي الذي سيأخذ على عاتقه ردع محاولات النظام ان تكون له وسائل إعلامية تنفذ المشروع، والامام زين العابدين (عليه السلام) هو المرشح المطروح لمشروع التصفية الاموية؛ لكونه خليفة ابيه، ولا نستبعد ان يقدم الوالي الاموي وهو سعيد العاص المعروف ببطشه على تصفية الامام زين العابدين (عليه السلام) فور مقتل ابيه كرد فعل احترازي او محاولة انتقامية. 
(المحاولة الرابعة): 
 فرضية الإبقاء على الأطفال وخصوصا عبد الله الرضيع وعدم تعرضه للتصفية والقتل بهذه الطريقة الوحشية، وهو ماذا لو لم يقتل الرضيع بهذه الطريقة؟
ان مقتل عبد الله الرضيع بطريقة اموية خاصة قدم للعالم وحشية هذا النظام وعدم اعترافه بأي حقوق، ان استشهاد عبد الله الرضيع بهذه الطريقة الوحشية اعطى لحركة الامام الحسين عليه السلام بُعد المظلومية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/12



كتابة تعليق لموضوع : شذرات حسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net