صفحة الكاتب : د . عبد الهادي الحكيم

في ذكرى (امين الله)
د . عبد الهادي الحكيم

فِدَا دَمِكَ الغَالي دَميْ وَالرَّغائبُ
وَدُونَ جَوى حُبِّيكَ مَا أَنَا وَاهِبُ

وَأَنَّى وَقَدْ سَالتْ دِماكَ غَزيرةً
وَسَالتْ غِزاراً إثرَهُنَّ المصَائبُ

يُؤَجِّجُني حُبِّيك ناراً فأَنثَني
بِلَذْعِ حُمَيَّا الكَأْسِ والكأسُ لاهِبُ

أُرَجِّيهِ أنْ زِدْني فَيُمْسِكُ مُشْفِقاً
عَلَيَّ وَيَأبى عَاطِفاً فَأُعاتِبُ

تَرَعْرَتُ في أحْضانِهِ وتَهَدَّلَتْ
عَلى كَتِفيْ خِصْلاتُهُ والذَّوائبُ

أُنادِمُهُ وَلْهانَ عُمْريَ كُلّهُ
أُجَاذِبُهُ منْ طَرْفِهِ ويُجَاذِبُ

أُساقيهِ كأسَ الحُبِّ فيهِ وأَستَقيْ
مَرارةَ غَمٍّ خَمَّرَتْهَا النَّوائِبُ

تَحُطُّ على قَلْبيْ يَمَامَاتُ حُزْنِهِ
وَتَقْلعُ مِنْهُ النَّائِحاتُ النَّوادبُ

فَبِيْ من عَميقِ الحُزنِ فيهِ حَرائقٌ
وَبي مِن شَفيفِ الحُبِّ مَا لا يُغالَبُ

وَبي مِنْهُما إنْ غَامَتِ الرُّوحُ بارقٌ
وَبي قَمَرٌ إنْ أَعْتَمَتْ وَكَواكِبُ

وَبي مِنْهما إِنْ أَسْرجَ الشَّكُّ خَيلَهُ
فَغَارَتْ يَقْينٌ في البَصيرةِ ثاقِبُ

وَليْ مِنهُما إنْ غُمَّ فِكْري أَهِلّةٌ
وَليْ مِنْهُما إنْ ضَلَّ غَيْريْ مَذاهِبُ

وَلي بَعْدُ أهلٌ مِنهُما وأَقاربُ
وَليْ سَامرٌ خِلّ وَإِلْفٌ وصَاحبُ

حَنانَيْكَ قَلْبي هَلْ بِقَلبِكَ بُقعةٌ
مُخَبَّأَةٌ لم تَكْتشِفْها النَّوائِبُ

لقد حَلَبتْ دَمْعيْ دِماءً فَواجِعيْ
لهَا كُلَّ يَومٍ مِنْ مآقِيَّ حَالِبُ

وَمَزّقتِ الأَحْشاءَ حِقْداً فَلْم تَدعْ
سَليماً سِوى ما خَلَّلَتْهُ المخالِبُ

فَهَلاَّ يُلاقيْ بَعدَ نأيٍّ وغُربةٍ
ضِفَافَ جِرَاحاتيْ العَصيَّةِ عَاصبُ

لِتُشْرِقَ شمسُ الله مَا بينَ أضْلعيْ
وَتَغرُبَ عن آفاقِ رُوحِيْ المَغارِبُ

وهَلاَّ يُعيدُ الأَمنَ بَعدُ غِيابِهِ
عنِ الأَرْضِ لِلأرضِ المَرُوعَةِ غَائِبُ

ويُسرِجُ خَيلَ اللهِ منْ كُلِّ مَرْبطٍ
كَتائِبَ تَقْفوْ جَمعَهِنَّ كَتائِبُ

يُظَلِّلُهَا خَفْقُ "العُقابِ" ودُونهُ
مَواضٍ لَها من "ذي الفَقار" مَضارِبُ

وَيُقْحِمُها الفَتحَ المبينَ (محمدٌّ)
بآياتِهِ والفَاتحِونَ الأَغالبُ

تَهُشُّ لِلُقْيَاهُ الأَمانيْ وتَحْتَفِيْ
بِمَقْدَمِهِ أَنَّى يَحُلُّ الرَّغائِبُ

فَيَكْظِمُ غَيظاً صَدْرُ كُلِّ منافقٍ
وَتَشْفي صُدورَ المُؤْمِنينَ القَواضِبُ

وَيَبسُطُ عَدلٌ مِنْ عليٍّ جَناحَهُ
كما تَبسُطُ الخيرَ العَميمَ السَّحائبُ

تُساقِطُ كَفَّاهُ النَّعيمَ فَيسْتويْ
الأَباعِدُ فِي إِنعَامِهِ والأَقَارِبُ

يَطُوفُ عَلى الأَيْتامِ يَمْسحُ يُتْمَهُمْ
أبٌ لَهُمُ ثَانٍ وَوَالٍ وصَاحِبُ

ويصفعُ وَجْهَ المسْتبدِّ بِسَيفِهِ
لِيَسْتَلَّ منْ عَينيهِ ما هُوَ سَالبُ

فَلمْ يبقَ مَظْلومٌ هَضيمٌ وظالمٌ
هُناكَ ومنْهومٌ بَطِينٌ وَسَاِغبُ

سجن أبي غريب/الاقسام السياسية المغلقة .ق٢ . 1991م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الهادي الحكيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/01



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى (امين الله)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net