صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

العراق خشبة مسرح ومسرحية وجمهور
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الا العراق فكل ارضه خشبة المسرح ومكان جلوس الجمهور اي الجمهور والممثلين مختلط ، وحسب المشهد فتارة يقال تمثيل وتارة اخرى انه تشجيع الجمهور وثالثة خرجوا عن النص فمن السهولة تمرير مؤامرة او فساد او برقع الاصلاح، بل هذا نقبل به ولكن الذي يجعلنا حيارى ان المعروف للمسرحية نهاية ويظهر الممثلون بعد نهاية المسرحية لتحية الجمهور ومسرحية العراق بلا نهاية والممثلون يغادرون الى بلدانهم ، وحتى الملقن الذي يلقن السياسيين ـ اعتذر قصدي الممثلين والممثلات لا يكل ولا يمل من عمله فهنالك من يساعده

فصول مسرحية العراق بين الفساد والاكشن، والكوميديا فيها هي الضحك على الذقون ، والدخول الى المسرح مجاني ومن غير فيزا ومن كل المعابر الحدودية والاجواء بلا فيزا فهي ملك للجميع وللجيران ولاعضاء مجلس الامن .

المسرح لا يحتاج الى ديكور فكل ما في العراق هو ديكور جاهز والكاميرات تم استبدالها بالفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي .

للمسرحية اكثر من مخرج ومؤلف والعجيب كلهم متفقون على المشاهد واياك ان تنخدع وتعتقد ان فيما بينهم خلاف ، فالطواغيت لابد لها من مواقف حسنة للتغطية على طاغوتيتها واستدراج عقول السذجة

لا تعلم سليمها من سقيمها، جدها من هزلها، مشاكلها من حلولها، مستقبلها من ماضيها ، من هو الحقيقي ومن هو الدمج اختلطوا فيما بينهم وننتظر مصيبة تحل بنا يكون لاحدهم دور في المشهد فنعلم من هو الحقيقي ومن هو الدمج عندما نشاهد ضابط معجب بمسرحية شاهد ما شافش حاجة .

والدمج ليس على مستوى العسكر بل حتى على مستوى رجال الدين

وعجيبة اخرى ان بعض الممثلين يكون في دوره مشاهد متضاربة فيما بينها لتقريب المعنى يصرح ومن ثم يكذب او يقول ليس قصدي لان المؤلف يوبخه عندما يعتقد بانه خرج عن النص ، وغريبة اخرى في المسرحية ان بعض السياسيين ـ اعوذ بالله من لساني اقصد بعض الممثلين هم يدفعون اموالا طائلة لغرض قبولهم لتمثيل مشهد مسرحي سواء كان وزير او مدير .

كل اربع سنوات يتم تغيير ادوار الممثلين وليس الممثلين ومع التغيير تظهر المهاويل والتصفيق لمن يرغبون به لان يظهر على المسرح حيث كل اربع سنوات يصفق الجمهور مرة واحدة

بعض الممثلين دورهم النوم فقط ولكنهم ابطال المسرحية يا للعجب ممثل لا يظهر على المسرح طوال اربع سنوات اكثر من عدد اصابع اليد الواحدة ولكنه اي البطل يتقاضى اعلى اجر من البقية ، بل حتى لو ترك المسرح فان تقاعده سيلتحق به اينما كان لان حقه من دوره الذي اجهد نفسه في النوم لا يضيع وهو الفارس المجرب.

الجمهور متحمس لمشاهد المسرحية عسى ولعل يظهر مشهد فيه اعلان وظائف شاغرة، يعني مطلوب ممثلين لاداء ادوار كمبارس ،وحتى هذه الادوار لا تمنح الا لمن له صلة رحم او انتماء مع الممثلين .

وفجاة ضج الجمهور بالعويل والمظاهرات فبعضها تمثيل وبعضها حقيقي والحقيقي رفع يافطات كُتب عليها ( بعض مشاهد المسرحية مسروقة من افلام الاكشن الامريكية ) ، والتمثيل حرائق وتصفية حساب ، ومن يشاكس من الجمهور يتم اغتياله ـ اقصد ـ اخراجه من المسرح الى تحت الارض .

متى تغلق ستارة المسرحية حتى يعود الجمهور الى بيوتهم ويعيشون عيشة سعيدة قولوا يا الله .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/07



كتابة تعليق لموضوع : العراق خشبة مسرح ومسرحية وجمهور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net