تَذَوّقُ النِّعَم
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كم نسمع عن شكر النعم فشكرها يورث زيادتها " ولئِن شكرتم لأزيدنَّكم " وشكر النعم ليس بحمد الله وشكره لفظاً بل بالعمل بمقتضى ما يحب واهبها جلّ وعلا " اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور " لكن تذوق النعم شيء آخر ، تذوق النعم نشوة تسري في العروق ، ونفحة توقظ الغافل من غفلته ، هي إحساس بعظمة المنعم ، وجمال الطبيعة من حولنا . تذوق النعم لذة معنوية تبعث في نفوسنا السعادة ، وتزرع الأمل ، وتروي ظمأ الروح ، فصياغة الحروف نعمة ، والجلوس مع العائلة نعمة ، وخروجك لمقر عملك آمناً نعمة ، ووقوفك تحت ظل شجرة نعمة و…و … " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" ، تذوق النعم مقدمة واجبة لشكرها والقول " الحمد لله" من أعماق القلب وليس لقلقة لسان ، وتلك نعمة أيضاً " فكلما قلت لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد " . أكثر مابذل الله في هذا الكون هو الهواء ، ولكن أن تستنشق منه نفساً واحداً ثم تزفره دون عوائق نعمة لا يتذوقها إلا السالكون ، وما أكثر أن نشرب الماء ولم يتذوقه إلا المريدون ، فهم عرفوا طعمه وحين سُئلوا عنه فقالوا " إنه طعم الحياة" . تذوق النعم يشرح صدورنا ويفتح أساريرنا ويُذهب عنا الهم والغم . تذوق النعم رياضة روحية تكسب الدنيا طعم خاصاً وتجعلنا نؤمن بأن الوجود خير محض وأن العدم شر محض .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat