صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

الصينية الوطنية والحكومة التقليدية
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دورة جديدة كل أربع سنوات, تستبدل فيها الحكومة في العراق, وأمنيات العراقيين تتبدد, في استبدال قوانين الفصال الجاهز, سواءً داخلياً أو إقليمياً وعالمياً, ليسوء حال العراق اقتصاديا وخدمياً.

سئم الشعب من اقتسام الكعكة, ومن شعارات الانتخابات السَمِجَة المتكررة, فثار بتظاهرات مطالباً تحسين الأحوال, وإنهاء البطالة وتوفير الخدمات, من قبل شباب خريجين بشهادات عُليا, تَجَمعوا أمام مكتب رئاسة الوزراء, ليعتصموا تحت مُجَسَّر دمشق, وعلى الأرصفة ناموا بخيام, أملاً في تحقيق توظيفهم, حركة ذكية إن لم نقل شيطانية, جعلت التظاهرات تُسحب إلى ساحة التحرير, فهل كان المكان ضيقاً بمنطقة العلاوي, أم إنها كانت تحت مخطط لإجهاضها؟

تغير اسم التظاهرات من المطالبة بالوظائف, إلى ثورة أكتوبر! اسم الشهر لم يتم تداوله في العراق؛ فتحول إلى تشرين, وهنا تغير الشعار إلى نريد وطن, وهذا يعني عند المثقفين, أن الوطن قد سُرِق وينبغي استعادته, تَشعبت المطالب والهتافات, فما بين رفض التدخل الخارجي وتغيير الحكومة؛ وتحول التظاهرات للإعتصامات, وتصدي القوات الأمنية, بعد تطور الأحداث, والتهديد لدخول المنطقة الخضراء, وظهور حالات شاذة, رافقت تلك التظاهرات, وصفت بأنها تصرفاتٌ مندسين, ذهبت كثيراً من الأرواح, لتجتاح التظاهرات كل المحافظات, الجنوبية والفرات الأوسط, تحت دعمٍ لوجستي كبير, ما يوحي أنها تظاهرات مُنظمة, مُخَطَطاً لها مسبقاً, لخلق حالة من الفوضى, وإرباك للعملية السياسية, واتهمت الاحتجاجات بشتى التُهم, لم يظهر حينها من يقول بتمثيلهم, كي تتم المفاوضات من خلاله.

تغيرت الحكومة ولم تهدأ الأوضاع, وصير لتغيير قانون الانتخابات والمفوضية, عسى أن يستقر الحال, ولكن تم تصعيد الاحتجاجات, والمطالبة بانتخابات مبكرة, وفعلاً جرت تلك الانتخابات, لتظهر النتائج مشوهة, فما بين التشكيك والتزوير, واستبعاد كتل لها ثقلها, بات العراق يهتز في مهب الريح, فالخلافات السياسية عميقة, لكنها كانت مخفية, تُحَلُ بالتوافق على المناصب, ومشاركة الفائزين كُلٌ حسب نسبة فوزه, فقد كان من يمثل الشيعة معروفين, ويشكلون الأغلبية البرلمانية, وحصة الشركاء الكرد معروفة, وكذلك السنة والأقليات.

ما حصل من نتيجة, في الانتخابات المبكرة كان صادماً, فقد فاز التيار الصدري, بنسبة مضاعفة لما حصل عليه, تحالف دولة القانون, ولا بد من العودة لاتخاذ, صيغة الشراكة والتوافق, إلا أن الخلاف بين القوتين عميق, وكانت الشروط كبيرة لتتفاقم الأزمة, فعدم مشاركة نسبة من ممثلي الشيعة, لا تليق بهم كأغلبية بلغة الأرقام البرلمانية؛ فهل كان ذلك من أهداف الاحتجاجات, أم لعبة القدر؟

كان بعض الساسة يتكلمون, بأنهم قد تقاسموا الكعكة, لكن هذه المرحلة ليست كسابقها, فالكعكة أصبحت كبيرة, وعلى ما يبدو, أنها وضعت بصينية, فتوزيعها في صحون لا تكفي الجميع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/14



كتابة تعليق لموضوع : الصينية الوطنية والحكومة التقليدية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net