من الظواهر السلبية التي أنتشرت كثيرًا في الآونة الأخيرة، هي ظاهرة التنمر، بين الكبار والصغار، النساء والرجال، في الشارع، والعمل، والمدرسة، والمنزل، والأماكن العامة، فقد أصبحت هذه الظاهرة تغزو مجتمعنا وبصورة كبيرة جدًا، واثرت فيه تأثيرا سلبيا فهي أحد مفاتيح الفتنة و منابع الأحقاد والضغينة بين ابنائه.
و يعرف التنمر اصطلاحا: هو نوع من السلوك العدواني، ويكون بمضايقة الآخرين والاعتداء عليهم لفظيًا وجسديًا والتنكيل بهم سبًّا أو ضربًا لإرضاء نوازع نفسية وذاتية في شخصية المتنّمر.
اما التعريف اللغوي للتنمر، نمر: ينمر نمرا: غضب وساء خلقه. نمر وتنمر: غضب وساء خلقه.
هناك عدّة أنواع واشكال للتنمّر أهمّها ما يأتي:
١- التنمر الجسدي: كالضرب أو الصفع، أو اللكم، أو الرفس أو الإيقاع أرضاً ، أو السحب، أو إجباره على فعل شيء.
٢ ـ التنمر اللفظي: السب والشتم واللعن، أو التهديد، أو التعنيف، أو الإشاعات الكاذبة، أو إعطاء ألقاب ومسميات للفرد، أو إعطاء تسمية عرقية.
٣ ـ التنمر العاطفي: المضايقة والتهديد والتخويف والإذلال والرفض من الجماعة.
٤ـ التنمر الأجتماعي: منع بعض الأفراد من ممارسة بعض الانشطة بإقصائهم أو رفض صداقتهم أو نشر شائعات عن آخرین.
کمـا يمكـن أن يكون التنمر اليوم أشد ضررا وأكثر وقعا؛ بسبب التطورات التكنولوجية المعاصرة التي ادت إلى انتقال التنمر أيضاً للوسط الإلكتروني، وذلك من خلال المضايقات الإلكترونية التي تعتمد على تلقّي التهديدات من أشخاص مجهولي الهوية لتنفيذ مطلب ما، أو تلقي رسائل تحتوي على شتائم مؤذية نفسياً، ويُعتبر التنمر الإلكتروني من الأنواع الصعب مواجتها وتفاديها لعدم معرفة هوية الشخص المتنمر.
أسباب و دوافع التنمر:
- "أسباب وعوامل شخصية، هناك دوافع مختلفة لسلوك التنمر، فقد يكون تصرفا طائشا او سلوكا يصدر عن الفرد عند شعوره بالملل." ¹
- "أسباب وعوامل نفسية، وهذه مبنية على الغرائز والعواطف، والعقد النفسية والإحباط، والقلق والاكتئاب." ²
- "أسباب وعوامل اجتماعية، وتتمثل بكل الظروف المحيطة بالفرد من الاسرة والمحيط السكني، والمجتمع المحلي، ووسائل الإعلام، فضلا عن بيئة المدرسة، ففي نطاق الأسرة مثلا تتمثل بمعاملة الآباء للآبناء، أو مشاكل الطلاق بين الزوجين وأثرها على الأبناء، والعنف الأسري الذي يسود في بعض الأسر."³
-" أسباب وعومل مدرسية، وتشمل السياسة التربوية، وثقافة المدرسة، والمحيط المادي، و الزملاء في المدرسة، ودور المعلم وعلاقته بالطالب، وغياب اللجان المختصة، فالعنف الذي يمارسه المعلم على الطلبة مهما كان نوعه، لن يقف عند حدود إذعان الطالب له، فلا بد أن يدرك أن الإذعان الظاهري مؤقت يحمل بين طياته كراهية، وينتشر ليكون رأيا عاما مضادا له بين طلبة الصف والمدرسة، ومن المحتمل أن يصل إلى درجة التنمر المضاد، سـواء المباشر أو غير المباشر."⁴
ومن اسباب التنمر او السخرية او الهزء أيضاً كما جاء في آيات الله البينات، الجهل؛ حيث إن النبيّ موسی (ع) استعاذ بالله أن يكون من الجاهلين عندما اتهمه بنو إسرائيل باتخاذهم هزواً: «أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ»،
وأحيانا لايكون للسخرية أي مبرّر سوی التسلية وملء أوقات الفراغ بتقريع الآخرين واحتقارهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat