صفحة الكاتب : زهراء حسام

مِنّي ومِنهُ..
زهراء حسام

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاءَ رجلٌ من أَقصى المدينةِ، قالَ: يا قوم إننا في الثانية والستين للهجرة، هذا ما يقولُه عدّاد التأريخ وما يتناقله معاصرو التوقيت.
 نعم، قد وَعيت عليه، وهل هناك أَحد يُجادل أَحداً في زمانه الذي يعيش فيه؟! 
كلا، إلا عقلي، قد أَهلكني، يكادُ يميل الى غير مَذهب توقيتي، يُجادلني في صِحّة زماني، وأنا أنهره بشِدّة:
- قِف ما أنت صانع، لأي ضلال خانِع؟! إنّه عصرُ الإسلام، إنّه عصر الخلافة الأموية وليس كما تقول. 
إنّك تقولُ شيئاً نُكرا، تقول: إننا في الجاهليّة، تقول إننا في عصر العصبيّة، وإن تحتنا موءودة إسلاميّة، وإننا بخلافة سفيانيّة؟
 فهاتِ برهانك إن كنت من الصادقين..
ليجيبني وهو غير خَجِل مما يقول:
 ارمِ ببصركِ الى المِئذنة ستجدها عادت كالعرجون القديم تَكاد الأرضُ تتلقّفها، أليست هي من أَوّل علامات الإسلام، فأين هيبة إسلامها، أين أُبهة دولتها، أين زَهو عِمارتها..؟
التمستُ صِدقاً فيما يقول وطلبت اطمئنان قلبي:
 لَئن لم يهدِني الله لأكوننّ من القومِ الضّالّين..
أجاب:
 فقط افتح سَمعيك، ما تسمع من تلكم المِئذنة؟ 
أَتسمعُ صوت "بلالها" أتسمع جَهارة تهليلها؟ أُسكن قليلاً، وسألزَمُ الصمت أَنا واستمِع إلى: (لا إله إلا الله)..
أسمعت؟
 فيها حروف أُخر، فيها أصواتٌ نُكر، إنها: (لا إله الا الله والمال والسلطان)..! إنهم يُشركون بعبادة ربّهم أحداً..!
 اسمع الآن الشهادة للنبي، إنها خافتة، تتداخل، ويخفيها صوت قهقهة صاخبة مع شهادة كُفر قائلة: (لا خبرٌ جاء ولا وحي نزل)..!
وانظر لهؤلاء الناس، تحسَبهم سُكارى وما هم بسُكارى، قائمون يتخبّطهم الشيطانُ مِن الغفلة، إنهم قالوا أحلَّ الله سلطاناً جائراً..!
فبالله قل لي: أين الإسلام وعصره، وأينهم من الله وخلافته..؟
فلما رأيتُ الحق بازغاً بهتُّ وقلتُ فزِعاً:
 لكن كيف لمن أوجده محمدٌ أن يزول؟
هوّنَ عليّ وعقَّب: إن الوجود محمّديّ..
 ثم ارجع البصر كرة أخرى، إنّه دمٌ عبيط من قارورةِ كربلاء يصّعد الى السّماء، ويمكثُ في الأرض يميث فسادها وأَدران جور حكّامها، وسَكرة الغافلين وذلة المُرهقين بها، تَنبتُ منه كفّان تُقيم انحناءة المئذنة، ومِعصمان مقيّدان بسلاسل تطوّق قصور الظالمين وسكنتها..
 دم له صوتٌ يُخرج الناس من أجداثِ التضليل والإشاعة..
ها قد أبصرنا الإسلام الآن..
 بقي بعد عُرضةِ الزوال؛ هذا جواب ما لم تستطع عليه صبراً:
 إن البقاء حسيني.. إنه قول موجِد الإسلام:
 (حُسين منّي وأَنا مِن حُسين).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء حسام
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/14



كتابة تعليق لموضوع : مِنّي ومِنهُ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net