صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

استقالات الكتلة الصدرية...قراءة واقعية
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ربما كثير منا يتفق مع رؤية قدمها مختصون, لتوصيف عالم السياسة بأنها فن الممكن, لكن ضيف لها مفكرون انه ينبغي الحفاظ على المبدأ.. وهو أمر لابد منه خصوصاً, لمن يحمل أرثا يعتقد انه سقي بالدماء والتضحيات الكبيرة، على إن يجعل من هذه التضحيات مصداقا له أمام جمهوره.. وليقنعه لابد له أن يكون خطابه متسقا وفكر هذا الجمهور ..

عمد التيار الصدري إلى أستخدم أسلوب المناورة، بشكل متكرر ومتعدد الأشكال, فمرة نراه يتفق مع الجميع, وفي اللحظات الأخيرة نراه يتنصل عن أي اتفاق, ويتراجع عنه تحت مبررات هو يقدمها، الأمر الذي جعل القوى السياسية عموما, تترقب مواقفه على حذر وريبة, رغم أنها في نفس الوقت لا تتسق معها.

الانتخابات الأخيرة التي أجريت في تشرين الأول الماضي, شكلت منعطفاً جديداً في الخارطة السياسية، وعلى الرغم منكل الملاحظات التي تخللتها, إلا أنها رسمت وضعاً جديداً وطريقاً, اتخذه التيار الصدري ليكون رأس الحربة في أي متغير قادم, هو يتوقعه أو يريد تحقيقه.

الدعوة " الأمر" التي وجهها السيد الصدر لنوابه في البرلمان, بالتهيؤ لتقديم استقالاتهم جميعاً، ليست بالقضية الجديدة، فقد أستخدم هذا الأسلوب مرات عدة.. وكان يعتمد على تحرك الشركاء واندفاعهم, لإقناعه بالعودة إلى دوره في العملية السياسية، ولكن وكما يبدوا فان هذه المرة ليست كسابقتها، فالجميع متحامل على موقفه الذي شق به عصى الكتلة الأكبر، وسعى ليكون سبباً مباشراً في تفتيت عرى المكون الأكبر..وهو خطر تراه بقية أحزاب وتيارات المكون الأكبر, خطيئة كبيرة وخطرا يهدد المكون والعراق كله..

لذلك فأن موقفه جديد/ قديم, بالتالي فربما لن يكون هناك أي موقف من الشركاء لإقناعه بالعدول عنه, بل سيكتفي الجميع بالسكوت وعدم التحرك نحوه, مما يعني إن هناك فرصة مهمة ستكون, لخصومه في للإطار التنسيقي في التحرك نحو الفرقاء السياسيين, لإقناعهم بتشكيل تحالف يجمع القوى السياسية, لتشكيل حكومة تتكون من جميع المكونات السياسية في البلاد.. ورغم أنها قد تكون مغامرة, لما عرف عن استخدام التيار الصدري المتكرر للشارع, وما فيه من مخاطر وتعطيل للحياة, لكنه قد يدفعهم لهذا الخيار, عندما حصارهم بزاوية ضيقة من الخيارات في التعامل معه..

الحديث عن استقالة نواب التيار الصدري, حصل في وقت سابق وربما لعدة مرات, وصارت هذه الخطوات مألوفة ومتكررة من التيار, ولا تقود لحل البرلمان أبداً, باعتبار هذه الخطوة تعتبر مغامرة, لا يمكن توقع أو تحديد نتائجها بدقة.. كما أن الشارع العراقي لا يتقبل ولا يتحمل أي انتخابات جديدة قريبة،في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، ما يعني أن ذهاب أي كتلة إلى الاستقالة, لا يمكن لها أن تكون معطلة لتشكيل الحكومة, ويمكن تشكيلها من باقي الكتل, والذين سيستغلون الفرصة, في تصعيد مرشحيهم الاحتياط بدلا من المستقيلين, ويعدلون ميزان القوى, الذي أركبته نتائج الانتخابات الأخيرة...

نعتقد وكما يرى محللون إن الوضع السياسي لا يتحمل أي إعادة قريبة للانتخابات ، وليس أمام القوى السياسية إلا التوافق لتشكيل الحكومة, أو الذهاب لخيار الاحتماء بالشارع، ما يعني دخول البلاد في تشرين ثانية، ولكن هذه المرة بسلاح الصدريين, وبواقع محلي وإقليمي ودولي, يختلف عما سبق.. واقع لا يمكن توقع تأثيراته في معادلتنا مطلقا..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/23



كتابة تعليق لموضوع : استقالات الكتلة الصدرية...قراءة واقعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net