صفحة الكاتب : حنان محمد البدري

(سلسلة الاعداء وادواتهم يخططون) ح 2 .. ( لاتوقظوا الفتنة )
حنان محمد البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 تمر البلاد هذه الايام بأحداثٍ صعبة؛ حيثُ تشهد توتراً امنياً مخيفاً، وكأننا أمام قنبلة موقوتة على وشك الانفجار.

الكل خائف من المجهول، ومترقب لما تؤول اليه الامور.
تُرى من يقف خلف مايحدث؟
لو تمعنا قليلاً بخطبة المرجعية الدينية في 29 /11 /2019؛ لأدركنا سبب مايحدث الآن حيث قالت:
((إنّ الأعداء وأدواتهم يخطّطون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخليّ، ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتوريّة المقيتة، فلا بُدّ من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك))
فقد عمد الاعداء ومنذ عام 2003 بالدفع بإتجاه الحرب الأهلية، والأقتتال الشعبي لكي؛ يتمكنوا من تدمير البلد، وبالتالي يسهل عليهم تجزئته وتقسيمه.
في بداية الأمر، لعب الأعداء على ورقة الطائفية، من خلال إشعال فتيل ازمة، بين المكون الشيعي والمكون السني؛ حيث راح ضحيتها الآف الأبرياء، إلى ان تمكن السيد السيستاني بحكمته المعهودة من أخماد نار الفتنة، وأنقاذ البلد من خطر الأنزلاق بحرب أهلية، لاتبق ولا تذر.
وبعد فشل الاعداء في ذلك، استخدموا ورقة الأرهاب، وقاموا بتأسيس المجاميع التكفيرية، وتدريبهم وتزويدهم بالمال، والسلاح  ومساعدتهم بدخول العراق حتى؛تمكنوا من جعل ثلث العراق تحت سيطرتهم، وهنا ايضاً إنبرى السيد السيستاني (دام ظله) بفتواه العظيمة؛ التي تصدت لمؤامرتهم، واجهضت كل مخططاتهم. 
لم ينته الأمر عند هذا الحد؛ لأن مخططاتهم لا حدود لها، ولم يبق امامهم هذه المرة سوى ورقة الفتنة "الشيعية_ الشيعية"؛ فقد جيشوا كل امكانياتهم لأشعال نارها، بين ابناء المذهب الواحد، هذا المذهب الذي عُرِف بقوته، وتماسكه، وليس من السهل ايقاعه بنار الفتنة؛ لكنهم استخدموا ادواتهم الداخلية، والخارجية، وسخروا اعلامهم الاصفر لذلك، مستغلين التناحر، والصراعات بين الاحزاب الشيعية، التي لم تفكر بالمصلحة العامة للبلد؛ بل تسعى لتحقيق مصالحها الحزبية، والفئوية تحت شعارات وطنية زائفة، او تحت مسمى الاصلاح، ومحاربة الفساد، ولكنهم في الحقيقة بعيدين كل البعد عنه كما قال الله تعالى في كتابه العزيز:  ( وأذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ) محاولين فرض رأيهم بالقوة، وتهميش الاطراف الأخرى، واقصاءها من الحكم، متناسين ان الشعب كله له الحق بمحاسبة الفاسدين،  وهو مصدر القرار كما قالت المرجعية الدينية في خطبة الجمعة بتاريخ 1/11/2019: 
((إنّ إحترام إرادة العراقيين في تحديد النظام السياسي والاداري لبلدهم من خلال إجراء الاستفتاء العام على الدستور والانتخابات الدورية لمجلس النواب هو المبدأ الذي التزمت به المرجعية الدينية وأكدت عليه منذ تغيير النظام السابق، واليوم تؤكد على ان الاصلاح وإن كان ضرورة حتمية ـ كما جرى الحديث عنه اكثر من مرة ـ الا أن ما يلزم من الاصلاح ويتعين اجراؤه بهذا الصدد موكول أيضاً الى اختيار الشعب العراقي بكل اطيافه وألوانه من اقصى البلد الى اقصاه، وليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف اقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم)) نعم ليس  من حق أي جهة استخدام مبدأ كسر الارادات والتفرد بالقرار.
نحن اليوم أمام خطر كبير، وعلى جميع القوى السياسية اللجوء للعقلانية، وعدم التصعيد والأبتعاد عن ورقة الشارع، وتهديد السلم الأهلي، وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يحاولون تأجيج الفتنة عبر تحريك ادواتهم، وعبر اعلامهم الاصفر، الذي بدأ بصب الزيت على النار، والسعي لحل الخلافات السياسية بالحوار الجاد، وتغليب المصلحة العامة للخروج من هذه الازمة الخطرة؛ التي تعتبر اخطر أزمة يمر بها البلد منذ عام 2003، وإلى الآن، وترك الفتنة نائمة، وعدم ايقاظها؛ لأنها أن حصلت ستحرق الأخضر، واليابس، والألتفات لهذا الشعب المظلوم الصابر، الذي عانى الكثير من الويلات، والحروب، والمحن، ولم يعد بإستطاعته تحمل مزيداً من الألم. 
وليتذكروا إنهم سيذهبون يوماً إلى ربهم، وسيحاسبهم على كل صرخة مظلوم، وعلى كل قطرة دم بريئة سفكت بغير ذنب.
(حفظ الله بلدنا ووقانا شر الفتن ماظهر منها ومابطن )

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان محمد البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/03



كتابة تعليق لموضوع : (سلسلة الاعداء وادواتهم يخططون) ح 2 .. ( لاتوقظوا الفتنة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net