عشاق الحسين في زيارة الاربعين.. مشاهد حسينية
نور الهدى النصراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نور الهدى النصراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مع بداية شهر صفر، تتوافد القوافل الحسينية سيرا على الاقدام من مناطق عدة من العراق، وحتى من خارجه، لأحياء زيارة ابي الاحرار في العشرين من صفر زيارة الاربعين، ويعد السير على الاقدام مواساة لأمامنا السجاد والسيدة زينب (عليهم السلام )، لسيرهم لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام الى كربلاء، ان بعض الزائرين يأتون سيرا من ايران والبعض الاخر من البصرة، واما الذين يأتون من خارج العراق فيحيون الذكرى سيرا من مرقد الامام علي (عليه السلام )في النجف الاشرف وصولا الى كربلاء.
في ذكرى الاربعين نرى أن الكل قد تكاتف لخدمة الزائرين، فنرى السرادق قد نصبت على طول الطريق من البصرة الى كربلاء، لتقديم كل انواع الخدمة الحسينية وتوفير وسائل الراحة من توفير الطعام و تقديم المساعدة الطبية،
ونرى البيوت الكربلائية قد فتحت ابوابها امام الزائرين للمبيت والراحة، وفي هذه الزيارة المليونية الكل يحمل معه مايحب من نذور وصلوات ونرى البعض الاخر يحمل صور الشهداء ليحيوا معهم زيارة الاربعين، والبعض الاخر يحمل الرايات دليل على نصرة الحسين في جو تسوده الرحمة الالهية..
وتعتبر زيارة الاربعين من اهم المناسبات الدينية عند اهل البيت، فهو دليل لنصرة الحسين (عليه السلام )، ومواساة لأمامنا السجاد والعقيلة زينب (عليهما السلام)، اذ تقول الروايات ان اول من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم الاربعين هو جابر الانصاري، اذ صادف وصوله من المدينة الى كربلاء في يوم الاربعين، وهو يوم وصول ركب حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) برفقة السجاد (عليه السلام )، ونصبوا العزاء عند المرقد الشريف، واصبحت ذكرى زيارة الاربعين من الشعائر العظيمة عند اهل البيت (عليهم السلام )، ومواليهم وتسمى هذه الذكرى الاليمة ايضا بزيارة( مرد الرؤوس)، لان امامنا السجاد اعادة رؤوس الشهداء ودفنها مع الاجساد الطاهرة.
ان لزيارة الحسين يوم الاربعين فضلا عظيما حيث ذكرها الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم )، روي: أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان ذات يوم جالساً وحوله عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقال لهم: "كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتّى"؟ فقال له الحسين (عليه السلام): "أنموت موتاً أونقتل؟" فقال: "بل تقتل يا بني ظلماً، ويقتل أخوك ظلماً، وتشرّد ذراريكم في الارض". فقال الحسين عليه السلام: "ومن يقتلنا يا رسول الله؟" قال: "شرار الناس"، قال: "فهل يزورنا بعد قتلنا أحد؟" قال: نعم، "طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برّي وصِلَتي، فإذا كان يوم القيامة جئتهم إلى الموقف حتى آخذ بأعضادهم فأخلّصهم من أهواله وشدائده".
ولاننسى دور العتبتين الحسينية والعباسية في احياء زيارة الاربعين، حيث نرى ان العتبتين قد اعدتا برنامجا امنيا" ودعما" لوجستيا" للزائرين الوافدين الى كربلاء، وقامتا بنشر المستوصفات المتنقلة على طول الطريق لتقديم المساعدة الطبية لمن يحتاجها وهناك الكثير الكثير ممن يعمل لخدمة ابي الاحرار فهي زيارة العاشقين للحسين( عليه السلام )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat