بهلول في المقهى
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بهلول رائع في كل تصرفاته والتي كلها تنم عن حكمة وثقافة وابداع ودائما يجعل الطرف الاخر هو من يوقع نفسه بنفسه ، هذه المرة كانت لبهلول هذه القصة ،
دخل بهلول في احدى المقاهي وهي مكتظة بالجالسين واغلبهم شباب وكانت لها واجهة عريضة على الشارع العام ، بحيث انها تطل على المارة ، جلس بهلول خلف شابين بحيث اصبح ظهره بظهر الشابين وكان بيد احدهم مفكرته الخاصة وبدا الشابين بالحديث فيما بينهم
مرت من امامهم امراة محجبة تسير على استحياء وهو ممسكة بعبائتها بشكل محكم وخلف المراة بنتين من غير حجاب ، فقال الاول ارى ان المراة في بلدنا لا زالت تعاني من التخلف
الثاني : ماهو دليلك على ذلك ؟
الاول : ان الحجاب اصبح موضة قديمة والان نحن نعيش عصر التطور والحضارة واصبحت المراة تقتحم شتى ميادين الحياة
الثاني : بالفعل لازالت المراة تعيش العهود الماضية
استمع بهلول لحديثهم ولكنه لم يرد عليهم ، وبدا الشابان بالحديث في موضوع اخر فتعمد بهلول الى ان يجعل اذنه بالقرب من افواههم بطريقة توحي على التجسس فاستغرب الشابان من هذه الحركة الغريبة فقال الاول : اخي لماذا تمد راسك بيننا ؟
بهلول : عفوا لاستمع الى حديثكم
الثاني : وما هذا الفضول من جنابكم
بهلول: عفوا لماذا فضول ؟
الاول : عندما تريد ان تستمع لخصوصياتنا ماذا يسمى ؟
بهلول : هل من الممكن ان اطلع على مفكرتك هذه ؟
الاول : عجبا عليك يارجل لا نرضى بان تتجسس علينا والان تريد مفكرتي الخاصة لتطلع عليها ما امرك ؟
بهلول : نحن الان في عصر التطور والحرية فلماذا تمنعني من الاطلاع على خصوصياتك
الثاني : لم ار رجلا احمق مثلك
بهلول : بربكما هل ان المراة التي ترتدي الحجاب لتخفي زينتها من خصوصيتها ام من خصوصيتكم ؟ فاذا كانت بضع كلمات منطوقة او مكتوبة ترفض اطلاع الغير عليها فهل من المنطق ان تطلب من المراة ان تطلعك على خصوصيتها؟!
انذهل الشابان واخرّسا واكمل حديثه بهلول: وللعلم لو قبلت انت ان اطلع على خصوصياتك لا يحاسبك الله ولو قبلت المراة ان تطلع على خصوصيتها سيحاسبها الله فايهما احق بالنقد انتما ام المراة المحجبة ؟