صفحة الكاتب : محمد  عبد الجبار الشبوط

إستشعار الأزمة قبل وقوعها
محمد عبد الجبار الشبوط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتوقع بعض المراقبين ومنهم الدكتور نوفل الحسن ان يصل سعر النفط الى50 دولار. واذا صدق هذا الاستشراف فانه يعني “ان العراق سيدخل في ازمة حقيقية وستحرج الحكومة بسبب نسبة العجز الكبيرة في الموازنة اصلا”، كما يقول احد المتابعين.

واذا صدق هذا، وهو محتمل بدرجة معقولة حيث ان اسعار النفط متذبذبة بدرجات كبيرة، فانه يجب العمل على تلافي الازمة قبل وقوعها.

ويجب الاذعان لحقيقة ان الازمة المتوقعة ليست حكومية فقط، انما هي ازمة وطنية، واعني بذلك ان مواجهتها وصدها ووضع الحلول لها هو مسؤولية الحكومة والشعب معا، بحيث يقوم كل طرف بما يقع على عاتقه من مسؤولية.

وبالتالي فان حزمة الحلول المتصورة للازمة هي مجموعة نشاطات تتقاسمها الحكومة والشعب معا. وتتطلب هذه المشاركة بناء جسور الثقة بين الطرفين وتعزيزها، بما في ذلك تيسير الاجراءات الحكومية التي تتطلبها حزمة المشاريع، وانفتاح الحكومة على خبرة رجال الاعمال والخبراء الاقتصاديين العراقيين في القطاع الخاص والجامعات، والاقلاع عن سياسة “وراء الكواليس” التي تتبعها الحكومات العراقية في وضع الحلول وتخـــــطيط المـــشاريع.

ولا حل للازمة الا بتعدد مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط: الزراعة والتربية الحيوانية والصناعات المرتبطة بهما، والسياحة، والضرائب، ودفع اجور الخدمات، وتقليص العدد الكلي لموظفي الحكومة، وضبط التعيينات في دوائر الدولة، وتقليل الانفاق الحكومي.

تصدير فائض

ترتبط الزراعة بعلاقات العراق الخارجية ايضا. يجب العمل على تصدير فائض الانتاج الزراعي والحيواني الى دول الخليج التي تمانع من الاستيراد من العراق الان. على وزارة الخارجية طرح هذا الامر على الدول الخليجية من الكويت الى عمان وتحسين القدرة التصديرية للعراق.

كخطوة اولى يمكن استدانة 10مليارات دولار من الاحتياطي النقدي وتوجيهها للنشاط الانتاجي وتحسين البنية التحتية المرتبطة بها وتعزيز القدرة الانتاجية للقطاع الخاص. ولا يقال ان ذلك سوف يؤثر على قيمة الدينار العراقي لأنه ثبت بالتجربة ان جزءاً كبيرا من هذه القيمة انما هو قرار سياسي تتخذه الحكومة ويمكن السيطرة على سعر صرف الدينار بعد اقتراض هذا المبلغ.

ويمكن استخدام جزء من هذا المبلغ لتنشيط وتوسيع نطاق المشاريع الصغيرة في الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات وزج اكبر عدد ممكن من الشباب وخاصة الخريجين الجدد من الجنسين في هذه المشاريع.

ويتطلب هذا ان يقلع الخريجون عن فكرة التعيين في دوائر الدولة والاتجاه الى العمل الحر في مختلف مجالات النشاط الاقتصادي، على ان تقدم الحكومة الدعم الكافي في مختلف المجالات للمشاريع الصغيرة بالشكل الذي يمكنها من الوقوف على قدميها و تعزيز متانة الاقتصاد الوطني. ويمكن الاستفادة في هذا المجال من الخبرة اليابانية المتقدمة جدا.

اقول هذا، وانا على كامل الاتفاق مع الاخ نوفل الحسن اذْ يقول: “ان مؤسسات الدولة الحالية تشكل أكبر عائق لنهوض اقتصاد حقيقي لدولة منتجة”، مضيفا “ان العراق لا يحتاج لأموال لتحريك اقتصاده بقدر احتياجه لمؤسسات مصممة لتشجيع العمل و الانتاج و الاستثمار وجل ما موجود يشكل بيئة طاردة للمشاريع غير المحمية من الأغطــــــــــية المقـسة"، وهذه بالذات مسؤولية الحكومة الحالية والبرلمان الحالي لاتخاذ خطوات تشريعية وتنفيذية لبناء نظام مؤسسي داعم للعملية الانتاجية وميسر لها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد عبد الجبار الشبوط
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/05



كتابة تعليق لموضوع : إستشعار الأزمة قبل وقوعها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net