صحة رواية زواج أو عقد القاسم بن الحسن عليه السلام
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جاء في موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام عن معهد باقر العلوم عليه السلام: تزويج القاسم واستشهاده: عن الطريحي: ثم إن الحسين عليه السلام شق أزياق القاسم وقطع عمامته نصفين، ثم أدلاها على وجهه، ثم ألبسه ثيابه بصورة الكفن، وشد سيفه بوسط القاسم، وأرسله إلى المعركة. ثم إن القاسم قدم إلى عمر بن سعد وقال: يا عمر أما تخاف الله، أما تراقب الله يا أعمى القلب، أما تراعي رسول الله؟ فقال عمر بن سعد: أما كفاكم التجبر، أما تطيعون يزيد؟ فقال القاسم: لا جزاك الله خيرا، تدعي الإسلام وآل رسول الله عطاشى ظماء، قد اسودت الدنيا بأعينهم؟ فوقف هنيئة فما رآى أحدا يقدم إليه، فرجع إلى الخيمة، فسمع صوت ابنة عمه تبكي فقال لها: ها أنا جئتك، فنهضت قائمة على قدميها وقالت: مرحبا بالعزيز، الحمد لله الذي أراني وجهك قبل الموت فنزل القاسم إلى الخيمة وقال: يا بنت العم ما لي اصطبار أن أجلس معك والكفار يطلبون البراز، فودعها وخرج، وركب جواده وحماه في حومة الميدان. ثم طلب المبارزة، فجاء إليه رجل يعد بألف فارس، فقتله القاسم، وكان له أربعة أولاد مقتولين فضرب القاسم فرسه بسوط، وعاد يقتل الفرسان إلى أن ضعفت قوته، فهم بالرجوع إلى الخيمة، وإذا بالأزرق الشامي قد قطع عليه الطريق وعارضه، فضربه القاسم على أم رأسه فقتله، وسار القاسم إلى الحسين عليه السلام وقال: يا عماه العطش العطش، أدركني بشربة من الماء. فصبره الحسين عليه السلام، وأعطاه خاتمه وقال: حطه في فمك ومصه. قال القاسم: فلما وضعته في فمي كأنه عين ماء فارتويت وانقلبت إلى الميدان، ثم جعل همته على حامل اللواء وأراد قتله، فأحاطوا به بالنبل، فوقع القاسم على الأرض، فضربه شيبة بن سعد الشامي بالرمح على ظهره فأخرجه من صدره، فوقع القاسم يخور بدمه ونادى: يا عم أدركني فجاءه الحسين عليه السلام وقتل قاتله، وحمل القاسم إلى الخيمة فوضعه فيها، ففتح القاسم عينه، فرأى الحسين عليه السلام قد احتضنه وهو يبكي ويقول: يا ولدي لعن الله قاتليك، يعز والله على عمك أن تدعوه وأنت مقتول، يا بنى قتلوك الكفار كأنهم ما عرفوك من جدك وأبوك؟ ثم إن الحسين عليه السلام بكى بكاء شديدا، وجعلت ابنة عمه تبكي، وجميع من كان منهم لطموا الخدود، وشققوا الجيوب.
ذكر الدكتور الشيخ الوائلي عن قصة زواج القاسم: الحادثة لا تخلو من إشكالات مختلفة فقال: إن الرواية في موضوع الزواج غير معتبرة، يضاف لذلك أن مسألة الزواج يمكن تصورها على نحوين: النحو الأول هو الزواج بمعنى الدخول فهذا أركانه غير متوفرة فالقاسم صغير لم يبلغ الحلم يومئذ والمرأة المروي أنه تزوج بها كانت ذات بعل يومئذ يوم الطف والجو الذي كان فيه أهل البيت ليس يوم زواج أو فرح وأما النحو الثاني فهو بمعنى العقد أي أن الحسين قد عقد للقاسم على إحدى بناته، فيمكن أن يرد هنا سؤال وهو أنه ما هي الغاية من ذلك؟ و الإمام عليه السلام يعلم أن القاسم سيقتل بعد ساعة بالاضافة إلى إشكالات أخرى.
جاء في موقع مركز الاشعاع الفكري عن موضوع زواج او عقد القاسم؟ للشيخ فوزي آل شيخ: وقد صار موضوع عرس القاسم وزواجه محلا للنقاش والجدال بين الكتاب، والخطباء بأكثر مما يستحقه مع أنه لا يترتب عليه أثر شرعي عملي بحسب الظاهر إلا فيما لو نقله أحد جازما مع عدم ثبوت الكلام عن المعصوم فإنه قد يدخل في باب الكذب عليه. ويظهر أن المعركة الأكبر كانت بغير اللغة العربية كما هو واضح من تتبع أسماء الكتب المؤلفة في تأييد وقوع العرس وفي نفيه، فالنصيب الأكبر هو باللغة الأردية، تليها الفارسية وأقلها اللغة العربية. وقد تعرض للنفي المحقق السيد المقرم في المقتل فقال: كل ما يذكر في عرس القاسم غير صحيح لعدم بلوغه سن الزواج ولم يرد به نص صحيح من المؤرخين، والشيخ فخر الدين الطريحي عظيم القدر جليل في العلم، فلا يمكن لأحد أن يتصور في حقه هذه الخرافة، فثبوتها في كتابه المنتخب (والمعروف بالفخري) مدسوسة في الكتاب وسيحاكم الطريحي واضعها في كتابه أقول: جريان الحادثة بالنحو الذي مر ذكره في نص الفخري والذي نقله عنه في مدينة المعاجز بعيد، فالمعروف أن عمر القاسم بن الحسن يوم كربلاء أنه لم يبلغ الحلم، أي لم يصل إلى عمر الخامسة عشر، بينما استشهد الإمام الحسن عليه السلام قبل حادثة كربلاء بأحد عشر سنة، فلا يحتمل ـ بحسب الأوضاع العادية ـ أن يكون الإمام قد أوصى إلى ولده القاسم وحدثه بكل ذلك الحديث وهو في الثالثة من العمر، وأنه قد استوعب ذلك، وطوال هذه المدة كان ناسيا للموضوع وللعوذة حتى إذا حصل أمر كربلاء تذكر كل تلك الأمور فانحلت المشكلة أو أن الحسين عليه السلام كان أيضا غافلا عن وصية الزواج حتى إذا تذكر القاسم أمر العوذة وذكّر الحسين بها، ذكر الحسين الوصية الأخرى خصوصا إذا تم ما نقل من أن الحسين عليه السلام قد أخبر أصحابه بمصارعهم ليلة العاشر، ومن ضمن من أخبرهم كان القاسم أيضا. وكذا في قول الحسين عليه السلام له بناء على ما سبق أنه يريده أن يبقى له ليتسلى به فهل كان الحسين باقيا حتى يتسلى به أو أنه سيستشهد بعد قليل؟ ثم الطريقة التي دار فيها الحوار بين القاسم وبين سكينة، فهي في البداية لا تريده أن يخرج وإنما تريد العرس والزواج، بينما المعروف عنها (أن الغالب عليها الاستغراق مع الله) وقد أضافت بعض المصادر كلمة (فلا تصلح لرجل) لو ثبتت فهل تلك التي لا تصلح لرجل تمنع القاسم عن نصرة الإمام في ذلك اليوم العصيب بدعوى أنها تريد الزواج؟ وكيفية المعرفة في يوم القيامة والآخرة. هل طريقها الردن وهو طرف الكم المقطوع؟
يقول الشيخ محمود الربيعي عن القاسم بن الامام الحسن عليه السلام غيبة التاريخ بعمد في موقع براثا: ندما تتفحص التأريخ يمين و يسار سواء كان الوارد من الصديق او العدو لا تجد شيء عن الشخصية العمومية او الخاصة عن الامام القاسم عليه السلام، الا ماندر، و الشيء البسيط جدا الذي ذكروه في واقعة الطف. وحتى في واقعة الطف انصب جهد الراوي بذكر مقتله و عرسه. ذلك العرس الذي اصبح الصفة الملازمة و البارزة مع هذه الشخصية العظيمة، رغم اننا مع الذين يرون عدم تحقق امر العرس في واقعة الطف. و نرى هذا المورد غير صحيح سواء كان على المستوى الشكلي او على المستوى الحقيقي ، فهو مخالف اصلا لحكم العقل والسيرة العامة لموقف القادة في مثل هكذا مواقف. اضف ان اول من اورد قضية زواج الامام القاسم عليه السلام، هو الملة الكاشفي في كتابه روضة الشهداء في الصفحة 400 وكانت لغة الكتاب الفارسية ، والمتوفى سنة 910 هجري، ولم تكن قبل ذلك للحادثة ذكرا. اضف ان بنات الامام الحسين عليه السلام، هن فاطمة الكبرى، فاطمة العليلة، رقية، امنة وهي المسمى سكينة، وعند تتبع سيرة بنات الامام الحسين عليه السلام نجد ان السيدة فاطمة الكبرى متزوجة من الحسن المثنى، و السيدة رقية عمرها كان خمس سنوات، و السيدة فاطمة العليلة بقت في المدينة و السيدة امنة الملقبة سكينة لم تتزوج فكيف اذن تحقق ذلك الزواج؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat