الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : شمخي جبر

مادة التغيير وغايته
شمخي جبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحتفل دول العالم في (12 آب ) من كل عام باليوم الدولي للشباب، مستذكرين هذه الفئة المجتمعية المهمة، التي يعول عليها وتعقد عليها الآمال في البناء والتنمية.

وتكرس الامم المتحدة توصياتها للدول الأعضاء بأهمية الشباب، كطاقات خلّاقة في البناء والتغيير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. ويتركز الاهتمام بتمكين الشباب إناثا وذكورا بضرورة تعليمهم وتوفير الخدمات الصحية ومعالجة حالات الفقر والإدمان على المخدرات، وجنوح الأحداث، فضلا عما تتعرض له هذه الشريحة خلال النزاعات المسلحة.

وتؤكد المؤسسات الدولية المعنية بقضايا الشباب أنهم ما زالوا يواجهون ما يهدد حقوقهم في تمثيلهم بمؤسسات صنع القرار، إذ يشير الاتحاد البرلماني الدولي، إلى انهم لم يحصلوا الا على ما معدله 3% من البرلمانيين في جميع دول العالم دون سن الثلاثين، وهذا يعني أنهم لن يتمكنوا من المشاركة في صنع القرار وبخاصة ما يتعلق بحقوقهم ومستقبلهم.

وبقدر تعلق الامر بالعراق فإنَّ الإحصاءات والتقديرات الأخيرة، تشير إلى أنَّ العراق يحتل مرتبة متقدمة بين الدول الفتية، فالعراق بحسب تعبير أحد الباحثين يمر بمرحلة (الهبة الديموغرافية، بمعنى أن الفئة السكانية التي في سن العمل من 15 إلى 64 سنة هي أعلى بكثير من الفئات الأخرى مثل الأطفال أو المتقاعدين. فيتراوح المعدل السكاني الداخل في سن العمل حالياً في أعلى نقطة ممكنة، إذ تشكل 57 % من السكان.). ويراهن المختصون على أن مجتمعا كهذا يمتلك الحاضر والمستقبل بما متاح له من ثروة بشرية هائلة. ولكن ما مر به العراق من حروب ظروف اقتصادية صعبة، كانت لها انعكاساتها السلبية نفسيا وسلوكيا على الشباب، فضلا عما خلفه الحصار من آثار كارثية، تمثلت بانهيار للقيم وآثار اجتماعية خطيرة. تضاف إلى هذا كله أحداث ٢٠٠٣ وما تلاها من أحداث تمخضت عنها هجرة داخلية وخارجية، يصاحبها تخلف المؤسسات التربوية والتعليمية وأزمة السكن والبطالة، ما يعني وجود حاجات غير مشبعة و آمال غير متحققة.

كما كانت معاناة الشباب المؤلمة من عمليات الإرهاب والعنف والجريمة المنظمة وانتشار المجاميع المسلحة التي تحمل أفكارا متطرفة، كل هذا وغيره ألقى بظلاله على واقع الشباب وحياتهم. ولعل أخطر ما واجه الشباب هو تفشي البطالة وانعدام فرص العمل، وهو ماجعلهم طعما سهلا وحطبا للصراعات المسلحة ولقمة سائغة للتجنيد من قبل الإرهابيين أو الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة ومافيات تجارة المخدرات.

والجدير بالاشارة إلى أن الشابات العراقيات تعرضن لآلام مضاعفة، لعل اخطرها التمييز على أساس الجنس، والزواج المبكر والحرمان من التعليم في ظل قيم اجتماعية متخلفة.

اهمال الشباب وعدم ادماجهم في الحياة الاقتصادية ومشاركتهم السياسية الجادة بعد تمكينهم، يحولهم إلى وقود سهل للعنف والارهاب، وأرض خصبة للأفكار والأيديولوجيات المتطرفة، فيصبح ضررهم على شريحتهم ومجتمعهم بشكل عام فادحا. وقد ذكر أحد الباحثين (شكّل الشباب من أعمار 15 إلى 25 عاماً أغلبية المتظاهرين المحتجين على البطالة ونقص الخدمات ورداءة أداء المؤسسات التعليمية والصحية في تظاهرات تشرين 2019 ).

ويمكن القول إن أية خطط للتنمية لا تجدي نفعا او محدودة التأثير والاثر، ما لم يكن الشباب في طليعتها وموقع الريادة فيها، لأنهم مادتها وغايتها.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شمخي جبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/13



كتابة تعليق لموضوع : مادة التغيير وغايته
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 8 + 6 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net