صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

مجرد كلام :لأنها مستقلة !!
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما كان الحزب واحدا ، حاولت بكل طاقتها ان تحمل صفة " مستقلة " على الرغم من صعوبة التملص من العناصرالنشيطة التي تسعى الى كسب المستقلين ليصبحوا مؤيدين لكنها اضطرت خلال الدراسة الاعدادية الى الرضوخ لالحاح احدى زميلاتها ليس اقتناعا بل خوفا من رد فعلها اذا ماواصلت رفض دعوتها لها،فقد يحمل ذلك ألف معنى وقد تجد من يبحث في تاريخ أسرتها كله ويجد فيه شائبة تكفي لاخفاء احد أفرادها او كلهم وراء الشمس فاكتفت بحضور اجتماعات حزبية تخلفت عن اغلبها والتزمت بدفع الاشتراك المالي الشهري لمجرد ان تبعد عنها الشكوك فليس هنالك من يقتنع بوجهة نظرها التي تقوم على رفض الانتماء والرغبة في أن تظل مستقلة !

ولأنها مستقلة في اعماقها وتسعى الى ان تكون كذلك على أرض الواقع ، فقد تجنبت الالتحاق بكلية (مغلقة ) -أي يشترط الالتحاق بها الانضمام الى الحزب - بل اختارت كلية اكثر انفتاحا ، واكتفت بأن تنفذ وصية اهلها بالحذر ثم الحذر من اثارة اي نقاش سياسي او المشاركة فيه فهي من محافظة تمثل أصلا علامة فارقة في نظر الحزب،  ومن حسن حظها ان المسؤول الحزبي في قسمها لم يكن يدقق في انتماء الطالبات او حضورهن الاجتماعات بل كان يصب كل تركيزه على الطلاب الذكور لأنهم لابد وان يكونوا ناقمين اصلا في اعماقهم مادامت الجامعة لن تنتهي بعمل او وظيفة بل بالانخراط في الجيش والذهاب الى جبهات القتال !

بعد عام 2003 ، وعندما تحول الحزب الواحد الى موكب من الاحزاب متعددة المناشيء والاجندات،اختارت العمل في وظيفة لاعلاقة لها بالاحزاب ، وحتى عندما لمع اسمها في مجال عملها وتلقت عدة دعوات لخوض الانتخابات تحت لواء حزب او تجمع او تيار ، لم تخضع لاغراء المجد السياسي وكسب المال السائب وهما من اهم اسباب الانتماء الى أحزاب وخوض انتخابات تنتهي غالبا بفشل المستقلين وضياع اصوات ناخبيهم هباء وفوز من يتمتع بدعم حزبي ..

كانت تشعر بالأسى على المرشحين المستقلين فمهما كانت نزاهة بعضهم ورغبتهم في الاصلاح وخدمة الشعب فسوقهم ليست رائجة لأنهم ينفقون على دعاياتهم الانتخابية المتواضعة من جيوبهم ويعولون على اصوات ناخبين شرفاء بينما تنفق الاحزاب على مرشحيها اموالا طائلة وتبدع في شراء اصوات الناخبين بالمال والوعود بالتعيينات بل وبالبطانيات احيانا !

ولأنها تدرك بأن الديمقراطية التي جلبت معها الانتخابات لم تكن نزيهة بل مشوهة ، فقد قررت ان تختبرها وأن تجرب بنفسها مدى صحة تشدق المتشدقين بها ، لذا قررت الترشح لمجلس امناء شبكة الاعلام العراقي عسى ان تقدم شيئا يخدم مجال عملها لكنها وجدت من ينصحها بالعدول عن قرارها لأن ماتفعله (مضيعة للوقت) مادام المجلس خاضعا للمحاصصة الحزبية والقضية (محسومة للأحزاب) كما قيل لها ...

ماالداعي اذن الى التشدق بالديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي في بلد لاينال فيه المستقل وظيفة او منصب او حظوة في مختلف المؤسسات الحكومية والهيئات (المستقلة) مادام كل شيء فيه يخضع للمحاصصة الحزبية ، ومناصبها كلها (محسومة للأحزاب )؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/16



كتابة تعليق لموضوع : مجرد كلام :لأنها مستقلة !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net