صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (حرب الجمل 4) (ح 12)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل مجموعة من حلقات هذه السلسلة تنشر في أحد المواقع.
يستمر السيد مرتضى العسكري التحدث عن حرب الجمل في کتابه أحاديث أم المؤمنين عائشة قائلا: يستمر السيد مرتضى العسكري التحدث عن حرب الجمل في کتابه أحاديث أم المؤمنين عائشة قائلا: وأخرج عن ابن أبي ليلى: قال: كتب علي إلى أهل الكوفة: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإني اخترتكم والنزول بين أظهركم لما أعرف من مودتكم وحبكم لله عز وجل ولرسول صلى الله عليه وآله، فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق وقضى الذي عليه. وعن أبي الطفيل قال: قال علي: يأتيكم من الكوفة اثنا عشر ألف رجل ورجل، فقعدت على نجفة ذي قار، فأحصيتهم فما زادوا رجلا ولا نقصوا رجلا. وروى الطبري وقال: وبلغ الخبر عليا يعني خبر السبعين الذين قتلوا مع العبدي بالبصرة فأقبل يعني عليا في اثني عشر ألفا فقدم البصرة. ثم إن عليا لما قارب البصرة كتب إلى طلحة والزبير وعائشة ومن معهم كتابا لتركيب الحجة عليهم: (بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى طلحة والزبير وعائشة سلام عليكم! أما بعد يا طلحة والزبير قد علمتما أني لم أرد البيعة حتى أكرهت عليها، وأنتما ممن رضي ببيعتي، فإن كنتما بايعتما طائعين فتوبا إلى الله تعالى، وارجعا عما أنتما عليه، وإن كنتما بايعتما مكرهين، فقد جعلتما لي السبيل عليكما بإظهاركما الطاعة وكتمانكما المعصية. وأنت يا طلحة! يا شيخ المهاجرين وأنت يا زبير يا فارس قريش ودفعكما هذا الامر قبل أن تدخلا فيه فكان أوسع لكما من خروجكما منه بعد إقراركما، وأنت يا عائشة! فإنك خرجت من بيتك عاصية لله ولرسوله تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثم تزعمين أنك تريدين الاصلاح بين المسلمين فخبريني ما للنساء وقود الجيوش والبروز للرجال والوقوع بين أهل القبلة، وسفك الدماء المحترمة؟ ثم إنك طلبت على زعمك دم عثمان، وما أنت وذاك وعثمان رجل من بني أمية وأنت من تيم؟ ثم أنت بالأمس تقولين في ملا من أصحاب رسول الله: اقتلوا نعثلا فقد كفر، ثم تطلبين اليوم بدمه! فأتقي الله وارجعي إلى بيتك، واسبلي عليك سترك والسلام.). وكتب علي إلى عثمان لما بلغه مشارفة القوم البصرة: (من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عثمان بن حنيف. أما بعد. فإن البغاة عاهدوا الله، ثم نكثوا، وتوجهوا إلى مصرك، وساقهم الشيطان لطلب مالا يرضى الله به، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا، فإذا قدموا عليك فادعهم إلى الطاعة والرجوع إلى الوفاء بالعهد، والميثاق الذي فارقونا عليه، فإن أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك، وإن أبوا إلا التمسك بحبل النكث والخلاف، فناجزهم القتال حتى يحكم الله بينك وبينهم، وهو خير الحاكمين. وكتبت كتابي هذا إليك من الربذة وأنا معجل المسير إليك إن شاء الله). فلما وصلت كتاب علي إلى عثمان أرسل إلى أبي الأسود الدؤلي وعمران ابن الحصين الخزاعي فأمرهما أن يسيرا حتى يأتياه بعلم القوم، وما الذي أقدمهم، فانطلقا حتى إذا أتيا حفر أبي موسى، وبه معسكر القوم، فدخلا على عائشة، فسألاها، ووعظاها، واذكراها، وناشداها الله، فقالت لهما: إلقيا طلحة والزبير، فقاما من عندها ولقيا الزبير فكلماه، فقال لهما: إنا جئنا للطلب بدم عثمان، وندعو الناس إلى أن يردوا أمر الخلافة شورى ليختار الناس لأنفسهم، فقالا له: إن عثمان لم يقتل بالبصرة ليطلب دمه فيها، وأنت تعلم قتلة عثمان من هم، وأين هم، وإنك وصاحبك وعائشة كنتم أشد الناس عليه، وأعظمهم إغراء بدمه فأقيدوا من أنفسكم، وأما إعادة أمر الخلافة شورى، فكيف وقد بايعتم عليا طائعين غير مكرهين، وأنت يا أبا عبد الله لم يبعد العهد بقيامك دون هذا الرجل يوم مات رسول الله آخذ قائم سيفك تقول: ما أحد أحق بالخلافة منه، ولا أولى بها منه. وامتنعت عن بيعة أبي بكر، فأين ذلك الفعل من هذا القول، فقال لهما: اذهبا فالقيا طلحة، فقاما إلى طلحة فوجداه خشن الملمس، شديد العريكة، قوي العزم في إثارة الفتنة وإضرام نار الحرب.
قال أبو مخنف في كتابه الجمل: ثم دخلا بيت المال في البصرة، فلما رأوا ما فيه من الأموال، قال الزبير: (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه. فنحن أحق بها من أهل البصرة.) فأخذا ذلك المال كله. فلما غلب علي رد تلك الأموال إلى بيت المال وقسمها في المسلمين. وعلي كان أرسل ابنه الحسن إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فلما قدموا إليه قام فيهم خطيبا فقال: (الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآخر المرسلين، أما بعد. فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله إلى الثقلين كافة، والناس في اختلاف والعرب بشر المنازل، مستضعفون لما بهم، فرأب الله به الثأي، ولام به الصدع، ورتق به الفتق، وأمن به السبيل، وحقن به الدماء، وقطع به العداوة الموغرة للقلوب، والضغائن المشحنة للصدور، ثم قبضه الله تعالى مشكورا سعيه، مرضيا عمله، مغفورا ذنبه، كريما عند الله نزله. فيا لها من مصيبة عمت المسلمين، وخصت الأقربين، وولي أبو بكر فسار فينا بسيرة رضا، رضي بها المسلمون. ثم ولي عمر فسار بسيرة أبي بكر رضي الله عنهما. ثم ولي عثمان فنال منكم ونلتم منه. ثم كان من أمره ما كان، أتيتموه فقتلتموه، ثم أتيتموني فقلتم: لو بايعتنا؟ فقلت: لا أفعل، وقبضت يدي فبسطتموها، ونازعتكم كفي فجذبتموها وقلتم: لا نرضى إلا بك، ولا نجتمع إلا عليك، وتراكمتم علي تراكم الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها، حتى ظننت أنكم قاتلي وأن بعضكم قاتل بعضا، فبايعتموني، وبايعني طلحة والزبير، ثم ما لبثا أن استأذناني إلى العمرة. فسارا إلى البصرة فقاتلا بها المسلمين، وفعلا بها الأفاعيل، وهما يعلمان والله أني لست بدون من مضى، ولو أشاء أن أقول لقلت: اللهم إنهما قطعا قرابتي، ونكثا بيعتي، وألبا علي عدوي. اللهم فلا تحكم لهما ما أبرما. وأرهما المساءة فيما عملا) رأب الله بن الثأي: أصلح به الفساد، لام به الصدع: أصلحه، الموغرة: الموقدة في الصدر، المشحنة أي الموغرة، يقال شحن عليه، كفرح إذا حقد. أرسل علي ابن عباس إلى الزبير خاصة وقال له: لا تلقين طلحة فإنك إن تلقه تجده كالثور عاقصا قرنه يركب الصعب ويقول: هو الذلول، ولكن الق الزبير فإنه ألين عريكة فقل له: يقول لك ابن خالك: عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق، فما عدا مما بدا؟ وفي رواية ابن عساكر: يقول لك علي: نشدتك الله ألست بايعتني طائعا غير مكره؟ فما الذي أحدثت فاستحللت به قتالي؟ قال ابن عباس: قلت الكلمة للزبير لم يزدني على أن قال: قل له: إنا مع الخوف الشديد لنطمع.
وخطب عبد الله بن الزبير وقال: أيها الناس إن علي بن أبي طالب قتل الخليفة بالحق عثمان، ثم جهز الجيوش إليكم ليستولي عليكم، ويأخذ مدينتكم، فكونوا رجالا تطالبون بثأر خليفتكم، واحفظوا حريمكم، وقاتلوا عن نسائكم وذراريكم وأحسابكم وأنسابكم، أترضون لأهل الكوفة أن يردوا بلادكم، أغضبوا فقد غوصبتم، وقاتلوا فقد قوتلتم، ألا وإن عليا لا يرى أن معه في هذا الامر أحدا سواه، والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم. وأكثر من هذا القول ونحوه، فبلغ ذلك عليا، فقال لولده الحسن: قم يا بني فاخطب. فقام الحسن خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه، ثم قال: أيها الناس قد بلغنا مقالة ابن الزبير في أبي، وقوله فيه: إنه قتل عثمان. وأنتم يا معشر المهاجرين والأنصار وغيرهم من المسلمين علمتم بقول الزبير في عثمان، وما كان اسمه عنده، وما كان يتجنى عليه. وإن طلحة يومذاك راكز رايته على بيت ماله، وهو حي، فأنى لهم أن يرموا أبي بقته وينطقوا بذمه، ولو شئنا القول فيهم لقلنا. وأما قوله: إن عليا أبتز الناس أمرهم، فإن أعظم حجة لأبيه زعم أنه بايعه بيده ولم يبايعه بقلبه، فقد أقر بالبيعة وادعى الوليجة فليأت على ما ادعاه ببرهان، وأنى له ذلك. وأما تعجبه من تورد أهل الكوفة على أهل البصرة، فما عجبه من أهل حق توردوا على أهل باطل. أما أنصار عثمان فليس لنا معهم حرب ولا قتال، ولكننا نحارب راكبة الجمل وأتباعها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/11


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 203)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين) (ح 32)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) (ح 31)  (المقالات)

    • اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة النساء (ح 7)  (المقالات)

    • اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة آل عمران (ح 6)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : القرآن الكريم و أحاديث صحيح البخاري وغيره من كتاب السيد العسكري (حرب الجمل 4) (ح 12)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net