جواهر نبويّة: الحلقة الأولى:
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من وصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام): " يا علي: ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقار عند الهزاهز، وصبر عند البلاء وشكر عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله (عزّ وجلّ)، ولا يظلم الأعداء، ولا يتحامل على الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة" مكارم الأخلاق.
لا يستطيع الإنسان من ذاته أن يعيش الحياة التي يريدها الله تعالى ما لم تكن عنده متابعة لكلمات القران الكريم والعترة مع التسليم بها والأخذ عنهم لا عن غيرهم، والحياة التي يعيشها من يتابع المحيط بمداخلها هي التي ينشدها المؤمن الذي تتسم حياته بمتابعة المعصومين عليهم (السلام أجمعين).
الخصال التي ذكرها النبي (صلى الله عليه وآله) بعنوان الوصية لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي دروس وتوجيهات لكل من يريد أن يكون على خطى الصادقين (عليهم السلام).
فالخصلة الأولى التي ينبغي أن تكون في المؤمن هي أن يكون من أهل الوقار عند الهزاهز التي تصيبه في هذه الدنيا، وهذه صفة مهمّة يتصف بها الأولياء ومن تابعهم وأخذ عنهم وتخلق بأخلاقهم، فريح المصاعب التي تهب على الإنسان المؤمن في هذه الدنيا كثيرة ومتفاوتة في قوّتها، فلا يناسب المؤمن أن تعبث به المصاعب والمتابع لتزحزحه عن وقاره وصبره وتضعف من جلده لتحملها، وهذا يضيف للمؤمن شدّة التمسّك بالله تعالى والتوكّل عليه، وسيرة المعصومين (عليهم السلام أجمعين) حافلة بهذه الصفة كما في كربلاء و غيرها، حيث ظهر وقارهم حتى خلدوا في أعلى مراتب الوقار في مواجهة الهزاهز في الدنيا، ومن يكون كذلك له ثواب الصابرين.
والخصلة الثانية التي ينبغي أن تكون في المؤمن وهي الصبر عند البلاء والشكر في الرخاء وهذه من الصفاة التي لا ينبغي أن تنفك عن المؤمن الذي يريد أن يعيش الحياة التي يريدها الله سبحانه وتعالى هي الصبر وعدم الجزع عند تعرض المؤمن للبلاء فالدنيا دنيا بلاء فلا بد من توطين النفس على هذا الأمر، والصبر يدفع بالإنسان نحو الحياة التي لا يغيب عنها التأمّل في عواقب الأمور والاعتبار بها وهذا هو النجاح بعينه والفوز بثواب الصبر وأثاره في الدنيا، ومن جهة أخرى هي الشكر عند الرخاء، فالحياة لا ثبات لها على حال من الأحوال كعادتها حادثة متغيرة متقلبة، والمؤمن مرتبط بالله تعالى، لا يجزع عند البلاء ولا يبطر عند الرخاء، بل هو في حال شكر لله تعالى؛ لأنّه يعلم أنّه في بلاء بقصر النظر عن الشدّة أو الرخاء، وهذا يزيد من فضل المؤمن ومكانته عن الله تعالى، وقد وعد الله تعالى الصابرين والشاكرين في القران الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام) أنّ الصابر على البلاء والشاكر عند الرخاء من المحبوبين عند الله تعالى وممّن يجزون نعيماً.
والخصلة الأخرى التي ينبغي أن يتصف بها المؤمن هي أن يكون قنوع بما رزقه الله (عزّ وجلّ)، وهذا من الأمور التي تجعل من حياة المؤمن يسودها الاستقرار الذي يثمر حفظ مسار حياته وعدم انحرافها نحو الطمع والتدافع على حطام الدنيا والقوع في شباك التدابر والتباعد والتباغض الذي ليس من صفات المؤمن في شيء، فتحفظ حياة المؤمن من الوقوع في هاوية الخطل، والقناعة كما هي أن يرتب المؤمن حياته على ما رزقه الله تعالى ولا يهلك نفسه بما رزق الله تعالى غيره.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat