ضرر الفساد في أمثلة: مفهوم الفساد في القرآن الكريم (ح 19)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اعضاء مجلس محافظة ضغطوا على محافظ لتوزيع اراضي للسكن لسبب انتخابي على مواطنين في موقع مهم بمركز المحافظة لا يصلح للسكن يقع في منخفض وانما وضع كموقع للحدائق تمتص مياه الامطار في التصميم الاساس للمدينة. وبعد الأنتخابات وفوز هؤلاء الاعضاء للمرة الثانية وبناء المساكن حدث فيضان لشوارع المنطقة السكنية نتيجة أمطار غزيرة سقطت على المدينة فتجمع الماء داخل المساكن وفي اساسها مما أخفض عمر المساكن وسعرها الى النصف عند الشراء بسبب تخريب مياه الامطار. إذا كان سعر كل مسكن عند الأنشاء مليون دولار، وعدد المساكن ألف مسكن، كم الخسارة التي نتجت بسبب الاختيار غير المناسب للسكن؟
عدد المساكن الجديدة = 1000 وتكلفة شراء المساكن الكلية = 1000 مسكن × 1 مليون دولار لكل مسكن = 1 مليار دولار. الخسارة نتيجة تخريب مياه الامطار في الموقع غير المناسب للسكن عند بيعها = نصف تكلفة السكن = 1/2 × 1 مليار دولار = نصف مليار دولار. يحاسب كل من المحافظ واعضاء مجلس المحافظة الذين ضغطوا عليه، والفنيين الذين وقعوا على انشاء المساكن في الموقع غير المناسب للسكن.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: عاقبة المفسدين في مدين: قرأنا في قصص الأقوام السابقين مرارا، أن الأنبياء كانوا في المرحلة الأولى يدعونهم إلى الله ولم يألوا جهدا في النصيحة والإبلاغ وبيان الحجة، وفي المرحلة التي بعدها حيث لم ينفع النصح للجماعة ينذرها نبيها ويخوفها من عذاب الله، ليعود إلى طريق الحق من فيه الاستعداد ولتتم الحجة عليهم، وفي المرحلة الثالثة، وبعد أن لم يغن أي شئ مما سبق تبدأ مرحلة التصفية وتطهير الأرض، وينزل العقاب فيزيل الأشواك من الطريق. وفي شأن قوم شعيب أي أهل مدين وصل الأمر إلى المرحلة النهائية أيضا، إذ يقول القرآن الكريم فيهم: "وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ" (هود 94). قصة هذا النبي العظيم (شعيب) فيها دروس كثيرة، ومن هذه الدروس ما يلي: 1 - أهمية المسائل الاقتصادية قرأنا في هذه القصة أن شعيبا دعا قومه بعد التوحيد إلى الحق والعدالة في الأمور المالية والتجارية، وهذا نفسه يدل على أن المسائل الاقتصادية في المجتمع لا يمكن تجاوزها وتهميشها. كما يدل على أن الأنبياء لم يؤمروا بالمسائل الأخلاقية فحسب، بل كانت دعوتهم تشكل(الإصلاح) إصلاح الوضع الاجتماعي غير الجيد، وإصلاح الوضع الاقتصادي كذلك، حيث كانت هذه الأمور من أهم الأمور عند الأنبياء بعد التوحيد. 2 - لا ينبغي التضحية بالأصالة من أجل التعصب كما قرأنا في هذه القصة فإن أحد العوامل التي دعت إلى سقوط هؤلاء في أحضان الشقاء أنهم نسوا الحقائق لحقدهم وعدائهم الشخصي، في حين أن الأنسان العاقل والواقعي ينبغي أن يتقبل الحق من كل أحد حتى ولو كان من عدوه. 3 - الصلاة تدعو إلى التوحيد والتطهير لقد سأل شعيبا قومه أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء وأن نترك الغش وعدم إيفاء الميزان حقه. فلعلهم كانوا يتصورون متساءلين: إن هذه الأذكار والأدعية ما عسى أن تؤثر في هذه الأمور؟
عن موقع المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية، الاقتصادية و السياسية للباحث حسين خلف موسى: يوجد شبة أجماع عاى أن الفساد الإدارى يمثل أهم المشكلات والصعوبات التى تعترض برامج وخطط التنمية وأن اثار الخطط السلبية لا تقتصر على المجتمعات النامية بل تمتد إلى كل المجتمعات الا أن الفساد الأدارى يكون أكثر أثراٌ فى المجتمعات النامية والتى تعانى من ضعف البنيان المؤسسى وغياب المشاركة الديمقراطية و تعتبر ظاهرة الفساد والفساد الإداري والمالي بصورة خاصة ظاهرة عالمية شديدة الأنتشار ذات جذور عميقة تأخذ إبعاداً واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها، وتختلف درجة شموليتها من مجتمع إلى آخر. إذ حظيت ظاهرة الفساد في الآونة الأخيرة باهتمام الباحثين في مختلف الاختصاصات كالاقتصاد والقانون وعلم السياسة والاجتماع، كذلك تم تعريفه وفقاً لبعض المنظمات العالمية حتى أضحت ظاهرة لا يكاد يخلو مجتمع أو نظام سياسي منها. وهنا نسلط الضوء على مفهوم الفساد، مظاهره، أسبابه والآثار والأنعكاسات المؤثرة ثم نعرض تجارب بعض الدولة فى مكافحة الفساد الإداري محاولين تسليط الضوء على خصائص وإبعاد هذه التجارب والآثار السلبية الناتجة عنها ثم نأتي إلى وضع ابرز الحلول والمعالجات الموضوعية للحد من تأثير هذه الظاهرة على المجتمعات البشرية. ليس هناك تعريف محدد للفساد بالمعنى الذي يستخدم فيه هذا المصطلح اليوم، لكن هناك اتجاهات مختلفة تتفق في كون الفساد هو إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص. ويحدث الفساد عادة عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز رشوة لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمناقصة عامة. كما يمكن للفساد إن يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب ضمن منطق (المحسوبية والمنسوبية) أو سرقة أموال الدولة مباشرةً. إن ظاهرة الفساد الإداري ظاهرة طبيعية في المجتمعات الرأسمالية حيث تختلف درجات هذا الفساد إلى اختلاف تطور مؤسسة الدولة. نخرج بحقيقة أن الفساد ظاهرة إنسانية تحكمها قوانين الأنسان فردا ومجتمعا وأن ما يقابل هذه الظاهرة هو الصلاح والإصلاح وأن حركة التضاد الموجودة بين هاتين الظاهرتين هي من العوامل التي تحكم مسيرة الأمم على الأرض ومن ثم تحكم مسيرة الأنسان ونهاية الأرض: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" (الأنبياء 105).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat