صفحة الكاتب : حيدر جعفر

الخمر بين تحريم القران وتحليل هاشم العقابي
حيدر جعفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يروى ان حوارا جرى بين مسلم ويهودي حول تحريم الخمر فقال اليهودي :انتم المسلمون تاكلون العنب بينما تحرمون الخمر المصنوع من العنب فاجابه المسلم : لو سكبت هذا الماء على راسك هل سيصيبك سوء او الم من ذلك قال اليهودي :لا ثم ساله المسلم: لو سكبت هذا التراب على راسك فهل ستشعر بالم من جراء ذلك فقال اليهودي :لا وهنا ساله المسلم : والان لو خلطت هذا التراب بهذا الماء وصنعت منهما حجاره ورميتك بها على راسك فهل سيصيبك الم جراء ذلك فقال اليهودي : نعم سوف تشج راسي وهنا اجاب المسلم : وكذلك العنب فانه عندما يتحول الى خمر فان خواصه وصفاته ستتغير وسيصبح مسكرا ويذهب العقل وهذا هو سبب تحريمه

نقلت هذه المحاوره لاقول ان التشكيك في تحريم الخمر ليس جديدا جاء  به هاشم العقابي بل هو قديم  وقد جاء في القران تشكيكات اخرى مثل ان البيع مثل الربا فلماذا حرم الله الربا واحل البيع وهناك من يقول ان الزنا مثل الزواج فلماذا احل الله الزواج وحرم الزنا والقائمه تطول . ان الذي دفعني لكتابه هذا المقال هو سلسله مقالات نشرها هاشم العقابي في الدفاع عن الخمر والتشكيك في حرمتها ردا على قرار مجلس محافظه بغداد بغلق البارات والنوادي الليليه  الغير مرخصه . ان ظاهر مقالاته هي الدفاع عن الحريات العامه بينما باطنها التشكيك في حرمه الخمر وقد تجاوز  الحدود عندما ادعى  ان شاعرا حسينيا لامعا كان من شاربي الخمر لانه وجد وصف للخمره في ديوانه متناسيا ان الشعراء يقولون مالايفعلون  وربما كان شاربا لها في فتره من حياته ثم حصل تحول في حياته وتاب من ذلك . لا بد ماتجي الساعه البيهه ننتبه ونعيد كما يقول شاعر يحسين بضمايرنه .

ان اكثر المشككين بحرمه شرب الخمر يستدلون بان الله لم يحرم الخمر بل امر باجتنابها  في الايه التاليه :\" يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون \" .  وقد ذكر العلماء ان الذين ناقشوا في عدم دلالة الآية على تحريم الخمر إنما أوقعهم في ذلك جهلهم المطبق باللغة والشرع معاً، وظنوا ظناً فاسداً أن التحريم لا يستفاد إلا من لفظ: حرم ويحرم، وهذا باطل، بل التحريم تدل عليه ألفاظ كثيرة: كلعن فاعله، أو الوعيد على فعله بالنار، أو ذكر أنه من الكبائر، أو الإخبار بأنه رجس  .  والذي يدقق في الايه يجد اكثر من دليل على تحريم الخمر فقد قرنها بالاصنام  ثم وصفها بانها رجس ثم قال انها من عمل الشيطان ثم امر باجتنابها ثم اوضح ان الفلاح يتوقف على اجتنابها . لننظر كيف حرم الله الاوثان فقد قال تعالى : \" فاجتنبوا الرجس من الاوثان \"   فهل ان عباده الاوثان غير محرمه لان الله امر باجتنابها ؟ .  وقد ورد في الحديث الصحيح عند الشيعه والسنه مامعناه ان \" شارب الخمر كعابد وثن \"  فهل من مدكر ؟ ام على قلوب اقفالها ؟  وقد بلغ من شده تحريم الخمر ان الله لم يحرم شربها فقط بل حرم ساقيها وعاصرها وناقلها وجليسها وقد سمعت من علمائنا الاعلام انه لو كانت هناك مائده فيها خمر قلايجوز لك الجلوس فيها حتى لو كنت تشرب الماء فقط بينما لوكانت هناك مائده يقدم فيها لحم الخنزير فلاباس من الجلوس فيها بشرط عدم اكل لحم الخنزير . فايهما اشد حرمه الخمر ام اكل لحم الخنزير ؟

 

  وقد قال احد الشعراء العرب : شربت الاثم حتى ضل عقلي **** كذاك الاثم تذهب بالعقول    

وقد حرم الله الاثم بقوله \"قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم\"                                                                                                     

وفي المقال القادم سوف اتحدث عن منع النوادي الليليه والبارات غير المرخصه وعلاقتها بالحريات العامه وكيف تتعامل الدول الغربيه والمتقدمه مع الخمره وكيف تقيد استعمالها موثقه بالصور . 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر جعفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/13



كتابة تعليق لموضوع : الخمر بين تحريم القران وتحليل هاشم العقابي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : متابع من : العراق ، بعنوان : احسنت في 2011/02/15 .

الى الاخ حيدر جعفر
احسنت واجدت في مقالك

• (2) - كتب : حيدر من : المملكه المتحده ، بعنوان : شكرا في 2011/01/14 .

لقد ارسلت هذا المقال الى موقع كتابات الذي يدعي انه موقغ حر وينشر الراي والراي الاخر ولكنه لم ينشره ولم يعتذر عن نشره كما هي الاصول المتعارفه وانا على يقين انه انتقائي في النشر . فمثلا لايمكن ان ينشر الزاملي اي مقال ضد هاشم العقابي رغم ان المقال كان متحضرا خاليا من السب والشتم حسب راي السيد العقابي نفسه وذلك لان هناك علاقه قويه بين الزاملي والعقابي . سوف ارسل المقال القادم الى موقع كتابات وسنرى ان كان سينشره ام لا .

• (3) - كتب : هاشم العقابي من : بريطانيا ، بعنوان : احسنت في 2011/01/13 .

الأخ حيدر
أحييك بصدق واشكرك حقا على لغتك المهذبة وحوارك الهادئ، رغم انك اوردت ان هدفي هو التشكيك في حرمة الخمر. لان الحقيقة ان هدفي لم يكن كذلك انما بل كان دعوة ل.تعلم لغة الاختلاف بتحضر أي ان نختلف على طريقة العملاء لا على طريقة الجهلاء. واعتقد اني نجحت وفرحت ان وجدت محاورا مهذبا مثلك يعرف كيف يختلف بدون سب او شتم.
متشوق لانتظار ما ستكتبه وبارك الله فيك حيث انك لم تضع نفسك حاكما بل محاورا لذا رددت عليك لانك أهل للرد.،
واقول للشتامين، وليس لك، متمثلا بقول الفراهيدي لاينه:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهلٌ فعذرتكا

احسنت يا حيدر






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net