صفحة الكاتب : وكالة نون الاخبارية

المرجعية العليا تؤكد على وحدة العراق والابتعاد عن كل شيء يخلق اجواء تفتيته وتدعو النواب لتشريع القوانين ومراقبة الاداء
وكالة نون الاخبارية

تناول ممثل المرجعية الدينية العليا السيد الصافي في خطبته الثانية من صلاة الجمعة 6 ربيع الاول 1434 هـ الموافق 18 كانون الثاني 2013م من الحرم الحسيني المطهر والتي تابعتها وكالة نون الخبرية تناول ، ثلاثة أمور، كان أولها ما يتعلق بالوضع السياسي في البلاد وفي الثاني تناول ما يتعرض له البلد من ارهاب، فيما ختم خطبته بتناول ثقافة محبة الأوطان وتأثيرها على فعل ابنائها تجاهها.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي في البلد وكما اكدنا سابق نؤكد ايضا على مجموعة من الامور:
1ـ التأكيد على وحدة العراق والابتعاد عن كل شيء يخلق اجواء لتفتيته بل لا بد ان يبتعد الجميع عن الحوم حول هذه الفكرة ورفضها.
2ـ ان ما حدث خلال هذه الفترة لهو فرصة كل سياسي لمراجعة افكاره وآرائه واداءه لغرض التعامل مع الواقع وتغليب مصلحة البلاد على بعض المصالح الشخصية.
3ـ على مجلس النواب الموقر ان يسعى للتعامل مع كل ازمة بما يتناسب وحجمها وتحمل مسؤوليتها، وهم مسؤولون بشكل مباشر على الوظيفة التي انتخبوا من أجلها الا وهي تشريع القوانين ومراقبة الاداء، كلا الامرين، لا بد ان ينهضا بالدولة ومؤسساتها الى افضل حالة ممكنة، وان بعض مشاريع صياغة القوانين ما زال معطلاً، رغم أهميته القصوى للبلاد مثل قانون المحكمة الاتحادية.
وأوضح " ان يد الارهاب لا زالت ومع كل الاسف تطال الابرياء من ابناء هذا الشعب سواء من استهداف بعض النواب او بعض تجمعات الابرياء من مناطق متعددة من البلاد، كالفلوجة وكركوك وصلاح الدين وبابل وكربلاء وبعض مناطق بغداد، حقيقة هذه المسألة لا بد ان يعي الجميع خطورتها بالنسبة للبلد، والتعامل معها بجدية حقيقية وبمعالجات جذرية، حيث ان هذه العمليات قطعا تريد ان تؤسس لشيء، تريد ان تدفع بالبلاد الى اتجاهات لا تحمل عقباها".
وتساءل " من المسؤول عن تلافي هذه الخطورة؟ لا شك ان الجهات السياسية والجهات الامنية لا بد ان تضع حد حقيقة للانتهاء من هذه المشاكل".
وأضاف "نعم قد تكون في كل المجتمعات هناك مشاكل امنية لكن الطريقة التي يُتعاطى معها في هذا الاستهداف قطعاً وراها ما وراءها، وبالنتيجة لا بد من تطبيق جميع الازمات حتى لا تذهب النوبة الى مشاكل اخرى، ولا بد من محاولة جادة ووقفة مشرفة من الجميع بأن تمسك الملفات الامنية بشكل يشعر الجميع بالأمن والامان".
مبيناً "وهذه المسألة تكون رهن افكار الاخوة المسؤولين، لان المقابل ليس جهة تحترمه، لا تحترم الانسان، لا تحترم الدين، لا تحترم القيم، وانما جهة لا تعرف الا الدم، لا تعرف الا القتل، لا تعرف الا الارهاب، فلا بد ان تكون هيبة الجهات السياسية والامنية قوية جداً وملاحقة هؤلاء بشكل او بأخر".
وأضاف "لا بد ان يحذر الجميع القوى السياسية لا بد ان يحذرو اشد الحذر من هذه الجرائم التي تحاول ان تعبث بالبلاد بطريقتها الخاصة".
وتناول في ختام خطبته مسألة حب الوطن حيث قال " كلامنا متمم بطريقة اخرى لما سبق، الا وهو التركيز على اشاعة ثقافة محبة الاوطان، التركيز على ثقافة التعايش السلمي، التركيز لا يمكن ان يكون بشكل جزئي مع حجم هذه التحديات، وانما ان توضع برامج واسعة ابتداءً بالمناهج الدراسية، ان يكون هناك تركيز حقيقي على مسألة محبة البلاد، على مسألة التعامل مع البلد فعلاً كأنه مظلة للجميع".
وأوضح " شاهدت قبل فترة - ولعله شاهدتم أيضاً – في فضائية العراقية، الفضائية الرسمية، انا فقط انقل هذا المقطع ضمن فواصل بعض الدعايات، واقعاً كانت دعاية جميلة جداً وفيها وعي، فالذي كتبها.. نفذها.. رسمها.. لا اعرف فيها وعي.. مجموعة اطفال يلعبون فيجدون قطعة قماش كبيرة وهذه يبدو انها مرسومة فيها خارطة البلاد – العراق - ويحاول كل منهم ان يمسح التراب عن هذه الخارطة، ويرفعونها ويجعلونها خيمة لهم".
مبيناً " إن تثقيف الناس على محبة البلاد تجعل في نفس كل منا خطوط حمراء ازاء ذلك، هذا الموضوع اخواني - قد يحتاج ان اخذ من وقتكم - لاحظوا الآن الانسان عندما تكون يده متسلطة على مال مثلاً في البلد، او يده تنال السلاح في البلد، وهما من مصادر القوة، او يده تنال كتاباًَ يكتب، او منبر فضائية يسمعها الملايين، يمكن بهذه الادوات ان يرتكب ما لا يحمد عقباه، يمكن ان يجعل الجو مشحوناً دائماً، اذا كان عنده محبة حقيقية، وقد تربى تربية حقيقية على محبة هذا البلد وارادة الخير له، سيمتنع عن الفساد لانه سيرى ان سرقة درهم بغير حق هو عبارة عن خيانة لهذا البلد، وان لم يره احد الا الله، هذا السارق يمكن ان يستغفل القانون، يمكن ان يلعب على القانون، لكن اذا كان قد تربى تربية حقيقية لهذا البلد فأنه سيشعر بالخيانة".
وأضاف "اذا كانت يده تنال السلاح وقد تربى تربية في هذا البلد يرى الاعتداء على اي شخص هو اعتداء على هذا البلد سيرى ان هذه خيانة، وكذلك من يملك منبر، من يملك فضائية، من يملك قولاً مسموعاً، يرى الدغدغة على المشاعر والتي تثير الفتنة يراها خيانة للبلد إن كان قد تربى تربية حقيقة".
موضحاً "اخواني.. إن الانسان قد يتكلم بكلمة، وهذه الكلمة تفتح ابواب لا يمكن اغلاقها، قد يتصرف الانسان تصرفاً يتصور ان هذا التصرف في حدوده الشخصية، ولكنها ليست بحدوده الشخصية، يتصرف.. يسعى من وراءه لفتح الجراح.. ونحن بأمس الحاجة لتضميد الجراح.. نحن بأمس الحاجة للملمة جميع الشتات.. انا لا اريد ان ادخل في تفاصيل لا شك أنها موجعة للبعض.. لكن ملخصها: بعضهم يعلم ان ما وراء ذلك جهات خارج البلاد".
وتساءل " لماذا ترضون بتلك الجهات بان تحب اوطانها؟ ولا ترضون لأنفسكم ان تحبوا وطنكم؟ لماذا؟!!!! ما هو المعيار؟! ما هو المقياس؟! ألا يستهل البلد منا بذل جهداً وطنياً تثقيفياً.. هذا البلد المعطاء الذي ربى وربى اجيال واجيالا".
واستدرك مخاطباً "اخواني لا يمكن ان نتعامل مع الامور بتفاعلات وانفعالات.. لابد ان نعزز هذه الروح.. روح المواطنة.. تكلمنا قبل فترة عن بعض المسؤولين عندما يخالف بعض الانظمة، بعض القوانين، يراها شجاعة، لان الشرطي لا يستطيع ان يحاسب شخصية كبيرة في الدولة، وقد يُحاسب هذا الشرطي.. واقعاً هذا ضعف من المسؤول".
وأضاف " عدم احترام البلد يؤدي بنا الى هذه النتيجة.. لا بد ان نحترم بلدنا، لا بد ان نحترم مكونات البلد، هذا بلد الجميع، من حقهم ان يشعروا ان حق المواطنة مكفول للجميع، انا لا اتحدث بدساتير فقط، لكن اتحدث بخطاب، اتحدث بلهجة، اتحدث بنفس، لا بد ان تكون اللهجة والنَفَس والخطاب ينصب انصباباً كبيراً وواسعاً على هذه المحبة... اكثروا من الاعلان في تثقيف الجيل على محبة البلاد، شجعوا على زيارة الاطراف الجماهيرية والسياسية بعضكم لبعض، هذه الصورة صورة حية، لا يعتزل احدكم عن الاخر، لا جماهير ولا ساسة، هذه الطريقة غير صحيحة، الشعب لا بد ان يتلاحم، ولا بد ان يكثر التزاور فيما بين جميع المحافظات، عززوا من الوحدة والتلاحم ،اللحمة ليس خطاباً فقط عززوها عملياً هذا هو المطلوب" .
مبيناً "المدرس حينما يدرس في البصرة ويتحدث عن تاريخ مدينة لا بد ان يذكر الرمادي، لا بد ان يذكر الموصل، لا بد ان يذكر ديالى، مدرس عندما يتحدث في الانبار وامام مجموعة من الطلاب، لا بد ان يتحدث عن العمارة يتحدث عن كربلاء يتحدث عن النجف".
مخاطباً "اخواني عززوا هذه الروح الوطنية في نفوسكم، لأنكم ستفوزون انتم، سيندحر كل من يراهن، صدقوني.. لا بد من خلق جو، وخلق الجو يبدأ من اصغر محيط، ممكن خلق الجو، فهو غير مرتبط بالساسة، نعم هم مسؤولون لكن غير مرتبط بهم فقط ابتدأ بالتعليم، من المدرس، من الاسرة، من كل من له تأثير على هذا البلد، لا يمكن أن يبقى الانسان يتفرج على البلد وهو يذبح، وفيه من العقلاء ما شاء الله تعالى.. حالة من حالات الرقي عندما يحتمي بعضنا البعض، حالة من حالات التحرر عندما يأتي البعض للبعض، عندما يتلاحم الكل، اللحمة الوطنية ليست شعاراً، اللحمة الوطنية عبارة عن واقع، وهذا الواقع يحتاج الى خطوات ثابتة، الانسان عندما يخطو، يضع رجله الى الجهة الفلانية الى اقدس شيء عنده المسجد، يذهب الى المسجد بإرادته وليذهب الى اخوته ايضا بإرادته.. ويجب أن لا يصغي الى قول من يقول لا تذهب، ولا يصغي الى قول من يكون اترك الامر، لا يصغي الى من يخاطبه من وراء الحدود، ويقول ابقي العراق على ما هو عليه، لا ايها الاخوة".
واستدرك "الرجاء تثبيت هذه المسألة وطنياً واجتماعياً.. اللحمة لا بد ان تقوى.. لا بد ان يكون العراق يداً واحدةً يضرب على كل من يحاول ان يفتت هذا الجو الذي نعيش فيه، يفتت هذه الوحدة التي نبحث عنها".
وخاطب الساسة "نعم أنتم مسؤولون بالدرجة الاساس لكن لا ينحصر الكلام بهم.. والمعلم عندما يجلس أمامه ولد في عمر 6 سنوات 7 سنوات فهو مسؤول عن صياغة عقله صياغة تجعله يحب البلد".
واختتم خطبته "واخيراً وليس اخراً دعوة للجميع ان احفظوا كل ابناءكم خصوصاً الذين يبتكرون الابتكارات تلو الابتكارات، هذا مطلب يحتاج الى وقفة اخرى، لكن من باب الاشارة كثير من الاخوة يأتون بنظرية.. باكتشاف...باختراع.. الآن لكن لا يصغي اليهم احد، الى كل المستويات، نظرية في الاقتصاد، نظرية في الاجتماع، اكتشاف علمي، تكنلوجي، قضية طبية، قضية هندسية، كثفوا الاهتمام بالمخترعين وبالمكتشفين فهؤلاء ذخيرة البلد.. شجعوهم".
مضيفاً "الانسان اذا شعر انه في بلده مُقيّم سيهتم بالبلد، سيتشبث بالبلد، وهذا جزء من التربية، اشعره ان هذا البلد بلدك، فاذا قدم اختراعاً أو اكتشافاً لا تهمله، هذا الانسان واقعاً يبخل حتى بالكلمة في بعض الحالات، يأتي شخص يقول ان لا املك صلاحية ان اعطيه مالاً.. انا لا اقول اعطيه مالاً لكن لا تبخل عليه حتى بالكلمة التي تشجعه!!!! اذا قلت له نعم البلد هذا بلدك وانت ابن هذا البلد وان شاء الله يأتي الظرف المناسب لنستفيد من هذا الاختراع وهذا الاكتشاف وسنشجعك على مثله ومثله مثله الانسان عندها سيهتم".
موضحاً "لا تنظر الى خلفية الشخص الأثنية أو الدينية.. لا تنظر الى مكونه، انظر الى ما قدم، هل ينفع البلد فخذه، فجزء من تشبث الناس ومحبتهم للبلاد ان يشعروا انهم محترمون في هذا البلد المعطاء الذي اعطى على مر التاريخ، اقروا تاريخ العراق.. شهداء ودماء زكية ابتداء من سيد الشهداء (عليه السلام) جاء الى هذه الارض الطيبة واحياها، وتوالت والى الآن، نعطي قرابين وضحايا وابرياء، نحتاج الى ان نوقف نزيف الدم، نوقف عدم الاعتناء بالناس، نهتم فيما بيننا بأنفسنا، نهتم بأن نبني البلد بنية صادقة وروح حقيقية من اجل ان يسعد الناس الآن، ويسعد الابناء، هناك جيل لا تجعلوه يتخذ موقفاً سلبياً منكم، هذا الجيل تربيته مرهونة الآن بهذه المناهج والاداء والطريقة".
وكالة نون


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وكالة نون الاخبارية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/18



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية العليا تؤكد على وحدة العراق والابتعاد عن كل شيء يخلق اجواء تفتيته وتدعو النواب لتشريع القوانين ومراقبة الاداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net