صفحة الكاتب : الشيخ محمد قانصو

الدّم الضائع بين القبائل !..
الشيخ محمد قانصو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 .. تلقيت بالأمس خبر استشهاد الممثل الكوميديّ السوريّ المعروف ياسين بقوش " ياسينو" .. وقد جاء الخبر مسبوقاً وملحوقاً بجملة أخبار عن القصف, والقتل, والخطف, والتهديد والوعيد, والإضرابات, وحقوق المرأة في الشارع, والصراع الطائفيّ على تمثيل طوائف الشّعب, وكثير من أخبارنا المحليّة و العربيّة التي يغيب معها أيّ خبر يدفعك نحو السعادة, أو يزرع في حقل تشاؤمك بذرة أمل ..
أعادتني صورة " ياسينو" المضرّج بالدماء, المقتول بلا ذنب, إلى عشرات بل مئات الصور المعلقة في الذاكرة, لرجال, وأطفال, ونساء, وشيوخ, قتلوا في الشوارع, وكانوا وقوداً للحروب المرسومة باسم الله, والوطن, والقبيلة ..
ثم يرحل هؤلاء بصمت, بعد أن يدخلوا اللغة العدديّة, وترحل آمالهم وأمانيّهم دون أن يعبأ أحد بها, وهكذا تضيع دماؤهم بين القبائل العربيّة التي تجتّر دوماً أهزوجة الخيل والليل والسيف والترس.
تلك القبائل العربية التي تقاسمت يوماً شرف اغتيال نبيها, وأجمع الفرسان الأشداء عبدة "هبل ومناة", أن يضربوا عنق نبيهم ضربة رجل واحد, ويضيع الدّم !..
.. في شوارعنا العربيّة كل يوم يضيع الدّم, تحترق الوجوه الناعمة, تأبى المحاجر المفقوءة أن تكفنها الجفون, وتبقى محدّقة بأصحاب السّفود الأحمق .. 
هنيئاً لنا .. نحن الأمة التي تغتال القصيدة, نحن الأمة التي تقتل صنّاع الفرح, نحن الأمة التي تقتل في الشارع  ياسين بقوش لأنه يوزّع البسمات على الوجوه الحزينة ..
هنيئاً لنا .. بناء الأوطان بعظام الأبناء, واعتلاء العروش على الأحداق البريئة ..
..وغداً ستخفق رايات الله فوق الجثث المحروقة, وندعو الملائكة على موائدنا المنثورة فوق خراب المدن وركام التاريخ ..
.. وغداً لن نستطيع أن نأتي بياسين بقوّش الذي قتلناه بسيوف حقدنا, وجهلنا, وتخلّفنا, وغبائنا ..
ولن يعود ياسين الطيّب إلى وطن لا مساحة فيه للحبّ, إلى وطن يغتال البسمة !...
 
                                                         تحيّة إلى الشهيد الفنان ياسين بقوّش..
                                                        
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد قانصو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/26



كتابة تعليق لموضوع : الدّم الضائع بين القبائل !..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net