صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أنا مريض
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعّود من طفله الصغير الذي لم يصل الى عمر يؤهله لدخول المدرسة إدعاءه المرض كلما هم بضربه، أو توبيخه لكثرة مشاكساته ،وحركته الدائبة في المنزل ،ويبدو إن الطفل الصغير تعّود الكلمة هو الآخر لأنه سمع أهله لأكثر من مرة يطلبون إليه تناول الدواء ،ويحذرونه من المرض، ويقولون له في العادة ،أنت مريض ،ولن تشفى مالم تتناول الدواء ،وصار الطفل يعاتب والده قبل وبعد الضرب ،أو التوبيخ ،كأن يقول له ،وهو يبكي بحرقة ،لماذا تضربني وأنا مريض؟فيرد ،لكنك لست مريضا..! لا أنا مريض. وينطقها بالدال بدل الضاد، فيقول ،مريد..ويأسف الأب لأنه ضربه ،فيحتضنه، ويخفف عنه، ويغريه ببعض النقود ليشتري الحلوى، أو مايرغب من الدكان القريب.
حين يذهب الى المستشفى ،أو ينظر في وجوه الناس المرهقين يتذكر كم إنه قاس بحق نفسه، ومخالف لحقيقة وضعه ،حيث هو معافى من المرض والأدواء، ويسير في الطريق، ويذهب الى العمل دون معاناة كالتي يراها في وجوه المرضى من الناس، أو الذين يدخلون المشفى ،ومنهم من يحمل في نقالة، أو ينقل بسيارة إسعاف الى مستشفى لعله  يتلقى علاجا سريعا، وينجو من الموت ،وكلما نظر الى مريض خيل له إنه مكانه ،فإذا رأى أحدهم ملقى على سرير الألم مصابا في ظهره، رأى نفسه مكانه، وبدأ يتألم ويخاف ،وإذا نظر الى مريض يحيط به أهله شعر إنه مكانه، لكن الفرق أن لاأحد يقترب منه، ويخشاه ويهرب الى مكان حيث لايراه ولايتحسس عذاباته.
 
قيل ،إن نعمة الصحة لايعرف حقيقتها سوى من فقدها وحينها يدرك كم هي مهمة ،فلاشئ يعوض عنها ،وكم من أموال وضيع ومبان وعيال ونساء وأصحاب يملك المرء لكنهم جميعا لن يعوضوه الصحة لو فقدها يوما، وكل هذه العناوين تأتي بالصحة ،بينما لاتأتي الصحة إلا بالصحة فهي الضمان لوصول الإنسان الى مبتغاه ،وقد جعل الله لعباده أسباب لنيلها، وربما كان دعاء موسى النبي لربه بالشفاء حين أصابه سقم ما دالا على أهمية البحث في الأسباب لتوخي العلاج من الأدواء ،فحين قال موسى ،ربي إني مريض فشافني، قال له ربه ، ياموسى إذهب الى الطبيب .
ولعل الدخول الى مستشفى في بلد مثل العراق يعد مصابا  أكبر من المرض بذاته،والمرض شئ ،ودخول المستشفى شئ آخر، ولاأحد يتمناه ،ولالعدوه حتى ،فكيف لك أن تتحمل الوجود في مستشفيات عراقية لاتخضع لأبسط معايير الإهتمام، أو النظافة، وكأنك في معتقل يرزح فيه المحتجزون تحت طائلة التعذيب ويخضعون للتحقيق المستمر حتى ساعة المغادرة الى القبر، أو الى البيت وفي العداء لمن تحب أن تدعو له بالقول ،جنبك الله الحاكم والحكيم ،والحاكم هو الظالم ،أو رجل الأمن ،أو القاضي الذي قد يصدر حكما بالسجن، أو الإعدام ،وربما كان حكمه ظالما ،ولعل المعنى الدقيق لكلمة حاكم هو من تولى السلطان عليك فلاتعود تأمن على حياتك ،ولامالك، ولاعيالك معه، وهو الحاصل في بلاد العرب والمسلمين أكثر من حصوله في بلاد الكفر والفسوق كما يريد خداعنا بذلك بعض الغلاة من المتدينين الموهومين.
 والحكيم هو الطبيب، والدعاء لايعني ،إن الطبيب سئ ،بل أن تتجنب المرض الذي يضطرك للذهاب الى الطبيب، مع إن معظم الأطباء عندنا صاروا قصابين ماهرين يبحثون عن المال، وربما راجعت طبيبا وشخّص لك حالك، ثم قال ،أنك بحاجة الى عملية جراحية ،والحقيقة إنك لست بحاجة لها ،وهمه الربح فيتعاقد مع مختبر، ومع صيدلية ،وكأن الموضوع أصبح مساهمة في شركة ،عدا عن سعر الدواء، وتكاليف الفحوص والمختبرات ووو..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/09



كتابة تعليق لموضوع : أنا مريض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الحاج ، في 2013/06/25 .

شكرا لكاتبنا المبدع على هذه الخاطره الجميلة 0 اقسم باللة احسنت ماكتبت انها فعلا حقيقة اجتماعية تمر علينا يوميا ونعاني منها باستمرار وياريت اعزاءنا الاطباء يطلعون عليها اذا كان لهم وقت من المطالعةويبقى الضمير ومخافة اللة في كل شيء0




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : محمد الحمّار
صفحة الكاتب :
  محمد الحمّار


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net