مشروع قانون الانتخابات بين إرادة الشعب ووصاية الأحزاب المقاعد التعويضية ناقوس خطر

النائب شروان كامل الوائلي 

عضو مجلس النواب 

في خضم السعي الحثيث نحو تكامل صورة الديمقراطية التي ولدت في العراق الجديد بعد 2003 م يحاول البرلمان العراقي إقرار قوانين مهمة تضمن لهذه العملية الوليدة التكامل والنمو بشكل سليم خال من التشوه والتقزم تحاول الكتل الكبيرة في البرلمان تمرير قانون الانتخابات البرلمانية بإضافة فقرة (المقاعد التعويضية،أو المقاعد الوطنية)، وهذا يعني تعيين نواب في البرلمان يصل عددهم إلى(50) نائبًا من قبل رؤساء الكتل دون خوضهم العملية الانتخابية ودون إرادة الشعب في اختيارهم مما يعني تجاهلًا كبيرًا لإرادة الجماهير التي تريد اختيار ممثليها بشكل مباشر يحكم ويفصل فيه الصندوق الانتحابي الديمقراطي . 

إن تعيين نواب برلمانيين دون إرادة الشعب لا يخدم العملية الديمقراطية ولا يحل مشكلة التعثر البرلماني الذي يعاني منه العراق بقدر ما يدعم توجه هذه الكتل بالتمسك بمنصبها وكراسيها إلى الأبد ويكرس دكتاتورية تشريعية متعثر يتناهشها التحاصص والتقاسم الذي لا ينتج قوانينا تصب في خدمة بناء حكومات قوية، وترميم دولة تضررت واجهتها العريقة بسبب التراجع المدني والديمقراطي السليم. 

وكذلك هناك صيحات كثيرة أطلقتها مؤسسات مدنية عالمية تطالب العراق بنهج الطريق الديمقراطي الحقيقي والمؤسسي في اختبار وبناء المؤسسات بعيدًا عن الفردية في الاختيار والمحسوبية والتزكية الحزبية لأنها مناطق ضيقة لا يمكن لضوء التقدم السياسي أن يمر من خلالها، بل هي تحبس فضاء الحرية في بوتقة الصراع السياسي الذي يقتل كل إرادة يحكمها القانون الذي يرى الشعب بعين المساواة. 

وكذلك اختيار وتعيين برلمانيين بهذه الطريقة يعد مخالفة صريحة للدستور العراقي الذي نص على اختيار نواب الشعب بطريقة الاقتراع السري المباشر، وكذلك هو 

مخالفة جلية وواضحة لقرار المحكمة الاتحادية الذي نص على عدم إعطاء أصوات ناخبين إلى أشخاص لم يصوتوا لهم وهذا يعد سرقة واضحة لإرادة الجماهير. 

إن هذا الأمر الخطير يحتاج إلى وقفة جادة من كل المؤسسات المدنية والشخصيات الوطنية لمنع تمرير مثل هذه الفقرات التي لا تخدم الدولة العراقية ولا المواطن العراقي الحر . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/28



كتابة تعليق لموضوع : مشروع قانون الانتخابات بين إرادة الشعب ووصاية الأحزاب المقاعد التعويضية ناقوس خطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net